أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
انت في الصفحة 1 من 38 صفحات
ابناء يعقوب
بقلم ولاء رفعت
زاهد في كل شيء في الناس والأرض وحتى في اختيار الزوجة الزهد كان متأصلا فيه اعتزل كل وسواس يراوغه دائما كان يفكر في نهايته ما همه بالدنيا وما فيها
في شارع الغورية الشهير داخل حي الجمالية حيث المنازل الأثرية التي تحمل من عبق التاريخ وأصالة الماضي وهنا في منتصف الشارع أمام متجر تعلوه لافتة مدون عليها يعقوب وولده للمفروشات
يعقوب عبد العليم الراوي هذا الثلاثيني المكافح الذي جاء مع والده من محافظة الغربية إلى قاهرة المعز وذلك بعد ۏفاة والدته كان والده تاجر أقمشة ويمتلك متجرا كبيرا المتجر شراكة بينه وبين شقيقه الذي توفى إثر حاډث أليم ومنذ ذلك الوقت تولى مسئولية زوجته السيدة كوثر وابنتيه الأولى تدعى سعاد والأخرى راوية عندما بلغ يعقوب أشده وأصبح في الحادي والعشرين من عمره قرر والده أن يزوجه من إحدى بنات عمه بينما يعقوب كان يرفض مبدأ الزواج المبكر لأنه لا يريد أن يشغله شيء أخر عن عمله وبعد العديد من المحاولات والضغوط رضخ إلى أمر والده في النهاية وتزوج من ابنة عمه الصغرى راوية فكانت أكثر جمالا من شقيقتها لكن الجمال لديها كان يقتصر على الشكل الخارجي فقط.
ألف مبروك يا حاج يعقوب.
ظهرت على ملامح يعقوب ابتسامة وقور وأجاب
الله يبارك فيكم حاج مرة واحدة يا رب اكتبها لنا.
تدخل أحدهم ومد يده بكوب من الشاي إلى يعقوب قائلا
يا رب تكون مكتوبة لك السنة دي وندرا علي أدبح لك أنا عجل أكبر من ده.
لكزه في كتفه مازحا
يا راجل يا بكاش ده أنت لو دبحت أرنب ممكن يجرى لك حاجة.
مش بخل مني ما أنت عارف أم محمود واخدة كل قرش فى جيبي عندها اعتقاد إني ممكن أتجوز عليها أنا عارف مين اللى مدخل في دماغها الأفكار دي مفيش غيرها الولية حماتي ربنا يهدها.
ضحك يعقوب وفي نفس الوقت كان يخرج من جيبه محفظته الجلدية سحب مبلغا من المال ومد يده إلى أحدهم
خد يا عرفة.
رفع عينيه حتى تكاد تخرج من محجريهما وهو يتأمل المبلغ ثم رفع يده بامتنان وقال
تسلم لي يا معلم مستورة والحمد لله وبعدين لسه قابض منك من تلات أيام.
أخبره يعقوب
دول مش ليك دول هتاخدهم وتوزع منهم مع كل طبق فتة ولحمة على كل فقير ومحتاج فهمت يا عرفة
أمرك يا معلم ربنا يبارك لك ويعمر بيتك.
و في مكان تملؤه رائحة البخور الكثيفة حيث الجدران المعلق عليها بقايا عظام رؤوس الحيوانات وجلود الماعز تشعر بقشعريرة تسري في جميع أنحاء جسدك عندما تخطو قدمك في ذلك المنزل الملعۏن فداخله تمارس طقوس السحر والشعوذة وأمور الدجل التي تقوم بها الشيخة حسنات كما يناديها أهل الحارة.
وإذا بها تتوقف فجأة وتحدق إلى الجالسة أمامها ترتجف وجلا تسألها
قولي طلباتك يا راوية يا بنت كوثر.
ابتلعت الأخرى لعابها وبصوت يكاد يصل إلى سمع حسنات
أخذت من جوارها كتاب قديم قامت بفتحه وتناولت ريشة لإحدى الطيور وضعتها في زجاجة داخلها سائل أحمر يشبه الډماء أخرجت من بين طيات الكتاب ورقة بيضاء ثم قامت بتدوين رموز وأحرف وأرقام بطريقة عشوائية وهي تردد بعض التعويذات بصوت خاڤت وبعدما انتهت قامت بطي الورقة عدة مرات حتى أصبحت في حجم صغير على شكل مثلث تناولت من جوارها على الجهة الأخرى صرة من القماش الأبيض وضعت الورقة داخلها وعقدت الصرة بخيط رفيع
بعدما انتهت من عقدها مدت يدها بها إلى راوية التي أخذته بيد ترتعش پخوف فألقت هذه الدجالة تعليماتها الاحتيالية
تحطي له العمل ده في أى حاجة بيحب يشربها.
هو بيحب يشرب العرق سوس.
عقبت الأخرى
هو ده المطلوب وانتي بتنقعي العرق سوس حطي العمل يتنقع فيه والأحسن يشربه قبل ما انتي فاهمة بقى.
ابتسمت راوية بخجل فأردفت الأخرى
يفوت شهر والتانى تكوني حبلى على طول.
حقه لو ده حصل ليكي حلاوة كبيرة قوي.
رفعت شفتيها جانبا بسخرية من
حديثها ثم قالت بعتاب
كنت
شوفت منك أيام ما حملتي في المحروس ابنك.
خالج التوتر ملامحها وأجابت
ياه لسه فاكرة يا حسنات ده من سبع سنين وبعدين ما انتي لسه واخده مني من قبل ما أدخل أربعة تلاف جنيه ربنا يعلم جايباهم ازاي.
رفعت الأخرى حاجبها الأيسر وتشدقت
أنا عمري ما بنسى شغلي أبدا يا راوية وكله بتمنه.
نهضت وكأنها تذكرت شيئا ما
شوفتي الكلام خدنا وزمان سي يعقوب راح على البيت ولو ما لاقنيش مش هخلص من أسئلته ولو عرف إني كنت عندك ممكن يطلقني فيها عن إذنك.
أنهت حديثها بالاستئذان وذهبت من أمامها كانت تتوجس خيفة أن تلك الكلمات التي تفوهت بها هذه المرأة تصل إلى زوجها الذي يمقت هؤلاء السحرة والدجالين