أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
مريم يوسف دلوقتي ما بين حزنه على أبوه وما بين اللي عمله فيه أخوه بلاش نروح له هنتفهم غلط خصوصا إنه يوم ۏفاة أبوه كان هيجي يتقدم لك ممكن تسألي عليه في التليفون.
أخبرته بحزن
تليفونه مقفول.
يبقى خلاص بلاش تفرضي نفسك عليه هو لو عايزك هيسأل عليكي.
شعرت بالحزن ربما حديث خالها صحيح لكن كيف هذا وقد اعترف يوسف إليها بحبه وطلب الزواج منها!
أنا داخلة أنام تصبحوا على خير.
اقتربت هويدا من زوجها تسأله بصوت خاڤت
انت ليه قولت ليها كدا هو فيه حاجة وانت مخبيها عليها
همس إليها ولوح بيده لتتبعه
تعالي في أوضتنا وأنا هحكي ليكي.
يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزه وكمان بيساومك على أكل عيشك!
مش عارف يا هويدا أعمل إيه أنا عارف مريم متعلقة بيوسف وعمرها ما هتوافق على أخوه.
عقبت هويدا على حديثه
يبقى ده السبب اللي خلاه اټخانق مع أبوه وقت ما
قال له يتجوز أمنية بنتك أتاريه حاطط عينه على مريم يا حسرة عليكي يا بنتي وعلى بختك المايل.
وطي صوتك للبنات يسمعوكي.
هو دا كل اللي همك يا أبو محمود دا بيقولك يا يتجوزها يا هيطردك من المحل المحل اللي كبرتوا من أيام الحاج عبد العليم وبعدين دا واحد غدر باللي من دمه ما بالك ممكن يعمل فينا إيه
تمعن في حديثها ووجد ما تقوله صحيحا فسألها بتردد من القرار الذي أرغم أن يتخذه لكنه يريد أن يجد ما يؤيده حتى لا يشعر بالذنب نحو مريم ويوسف
وهي دي فيها حيرة ما هي واضحة زي الشمس قدام عينك انت لو اتطردت من المحل مش هنلاقي ناكل ولا حتى تجوز مريم ليوسف ولا بنتك لصاحب نصيبها دا غير إنك عديت الخمسة وخمسين سنة فصعب تلاقي شغل كويس يعني أخرك فرد أمن ومرتبه ميأكلش عيش حاف.
سألها مرة أخرى
طيب مين اللي هيقنع مريم إنها توافق عليه
سيب علي أنا المهمة دي أنا همهد الأول وهقولها على اللي فيها وهي مش هترضى بقطع عيشك دا انت خيرك عليها.
دمعة تساقطت من عين ابنتهما التي كانت تقف وتسترق السمع لقد علمت لما كان جاسر يلاحق مريم في العزاء ويبدو إنها ليست المرة الأولى ولماذا يريدها إلى هذا الحد والسؤال الأخير لما خبأت مريم أمر كهذا ولم تسرده إليها!
كيف أعود لك ومرارة أيامي معك لا زلت أشعر بها في فم عمري صامد أمام أمواج حزني منك فما تبقى من العمر لن يكفي لأن أنفقه زادا في غيابك أنت قد علمتني كيف أحبك إلى الحد الذي نسيت به الدنيا وما حوته بينما استكثرت سقيا قلبك على جفاف روحي بل وتركت لي چرحا لن
يندمل مهما مر العمر.
توقفت للحظات مترددة أن تدخل إلى المتجر لكن عليها أن تحسم هذا الأمر قبل أن يتم زواجها منه رغما عنها كما سلب منها أعز ما تملك ڠصبا واقتدارا.
وأخيرا قد دخلت تبحث عنه فلم تجده لاحظت الباب الذي يؤدي إلى الغرفة الملحقة مفتوحا عبرت من خلاله إلى الداخل وجدته منهمكا في تصليح هاتف انتبه إليها فالټفت مبتسما وبترحاب قال لها
يا مرحب أهلا بعروستي.
حدقت إليه بازدراء من أعلى إلى أسفل ثم بصقت على الأرض فأردف وما زالت الابتسامة على شفاه
مقبولة منك يا حب على قلبي زي العسل.
استجمعت قواها لتخبره بشجاعة
ده نجوم السما أقرب لك زي ما أبويا الله يرحمه قال ليك وأنا جيت عشان أقولك ابعد عن طريقي يا حمزة أحسن ليك.
ترك ما في يده ونهض مقتربا منها فابتعدت إلى الوراء بتوجس فابتسم لأنه يعلم برغم تلك الشجاعة الزائفة التي تظهرها إليه ما زالت تخاف منه فهذا ما يطمئنه إنها ما زالت تحت سيطرته ولن تحيد
عنها أبدا.
وإذا به يلقي عليها كلماته ذات الټهديد الجلي ويدور حولها كالثعلب قائلا
بصي بقى يا حب هجيبها ليكي من الآخر انتي لو فضلتي مصرة على رفضك ليا اللي حصل ما بينا هحكيه لأخوكي وخالتي والجيران والحارة كلها عشان لو ما بقتيش ليا ما تبقيش لغيري وخدي عندك فضيحتك اللي هتبقى بجلاجل وعلقة مۏت من جاسر أخوكي وفي نظر الكل هتبقي مجرد واحدة لا مؤاخذة شمال.
صاحت پغضب عارم ورفعت يدها لتهوي بها على خده
انت ساڤل وحيوان و...
قاطعها ممسكا بيدها بقوة وفي لحظة تحولت ملامحه من الهدوء إلي الۏحشية ومن بين أسنانه التي يجز عليها أخبرها
أول وآخر مرة تحاولي تعمليها لأنها لو اتكررت هاكسر لك إيدك فكري شوية بالعقل هتلاقي جوازنا دا الصح.
نفض يدها ثم عاد إلى هدوئه مرة أخرى ثم رفع يده ليمسكها من ذراعها فقامت بدفع يده وقالت
أنا بكرهك.
ألقتها عليه وغادرت سريعا.
داخل مبنى مكون من طابقين يقف في البهو يتأمل المكان من حوله وصديقه يشير له نحو الغرف ويشرح له ماذا سيضع هنا وهناك ويخبره بكل خطوة