الخميس 28 نوفمبر 2024

أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 33 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


في أقرب فرصة أن يصلح ما أفسده كليهما.
صدح رنين هاتفه فرأى رقم العم عرفة الوحيد الذي أعطى له رقمه لكي يطمئن عليه من حين إلى آخر وكذلك يطمئن عن زوجة أبيه وأشقائه.
ألو أزيك يا عم عرفة
أجاب عرفة بصوت أضناه الحزن
الحمد لله على كل حال معلش لو اتصلت بيك أنا عارف إنك مشغول ربنا يعينك بس كان لازم أكلمك و أقولك إلحق شقى وتعب أبوك وتعبك طول السنين هيروح بسبب أخوك المستهترالضرايب بعتت إنذار وهو عمال يتهرب ويرشي المندوب عشان يقولهم مش موجود.

زفر ويشعر بالعجز فسأله
طيب دلوقتي المحلات باسم أخويا أنا هتصرف ازاي
أجاب عرفة
مصلحة الضرايب أهم حاجة عندهم الدفع وعشان دي سلسلة محلات هتبقي الغرامة كبيرة جدا فلو ليك سكة أو معرفة عند حد فيهم كلمهم وادفع المطلوب من غير غرامات أو حجز على المحلات لا قدر الله.
تنهد الأخر ثم قال
اطمن يا عم عرفة هروح لهم بكرة إن شاء الله وهشوف المبلغ كام وربنا يقدرني وأسدده ليهم.
ربنا يعينك يا ابني و يهدي لك أخوك.
و بعد تبادل السلام أنهى المكالمة فصدح رنين الهاتف الخاص بالشركة والاتصال على العملاء أجاب بجدية يظن أن
المتصل أحد العملاء
ألو.
أجابت بصوت باك ومرتجف
إلحقني يا يوسف أخوك نزل فيا ضړب وهربت منه أنا في الشارع وخاېفة أروح لخالي وخالي ما بيقدرش يقف قصاده أنا خاېفة قوي.
سألها بلهفة وخوف عليها
قولي انتي فين كدا وأنا جايلك حالا.
وبعد أن ذهب إلى المكان الذي وصفته له أخذها داخل سيارته ووصل أمام البناء الذي يمكث فيه نظر إلى ملامحها وآثار أنامل شقيقه على خديها فقال لها
أنا آسف يا ريتني ما كنت انشغلت عنك ولا سيبتك فريسة له.
نظرت إلى الأمام ولم
تملك أي رد سوى الصمت فأردف
ده مفتاح الشقة تالت دور أول شقة على اليمين.
سألته على استحياء حتى لا يظن خطأ
هو أنت هتبات فين
أجاب وهو ينظر إلى الأمام لا يتحمل رؤية وجهها في تلك الحالة المزرية
أنا هبات في الشركة وكمان أحسن كدا عشان عندي شغل كتير لسه ما خلصتهوش.
ابتسمت بشفتيها المنتفختين من الضړب التي تلقته على يد شقيقه فقالت
ربنا معاك وآه صح نسيت أقولك ألف مبروك على الشركة ربنا يبارك لك فيها.
عاد ببصره إليها وبادلها الابتسامة ثم أجاب
الله يبارك فيكي هي شراكة
ما بيني وما بين صاحبي اسمه ماجد وأخته آية هاجي أعدي عليكي بكرة إن شاء الله هاخدك في الشركة تتعرفي عليهم وهتحبيهم جدا.
شعرت بغصة عندما سمعت اسم فتاة أخرى غيرها في حياته لاحظ ملامحها التي تبدلت في لحظة من الفرح إلي الغيرة والحزن فأردف
على فكرة آية زي أختي بالظبط.
تنفست الصعداء لكنها تظاهرت بنقيض هذا قائلة
وأنا مسألتكش.
جز على فكه بحنق ثم أردفت
عن إذنك مضطرة أسيبك عايزة أطلع أنام هبقي أكلمك أول ما هصحى سلام.
ترجلت من السيارة تحت نظراته إليها لوحت بيدها إليه ثم دخلت إلى البناء.
في صباح اليوم التالي ذهب إليها ينتظرها أسفل البناء ليعود معها إلى الشركة وعندما وصل كليهما قابل ماجد صديقه الذي سأله بمزاح
مش تعرفنا بالقمر اللي معاك
لكزه يوسف في كتفه وبتحذير قال له
اتلم دي قريبتي.
كانت تخشى أن يخبره أنها زوجة شقيقه يا لها من كلمة كريهة تمقتها بشدة وكأنها أبشع لقب أجاب صديقه معتذرا
بعتذر أنا معرفش والله كنت فاكر إنها عميلة.
رد يوسف وهو يشير نحوها
اسمها مريم.
مد ماجد يده ليصافحها قائلا
أهلا وسهلا يا مريم الشركة نورت.
ابتسمت وأجابت
منورة بيكم معلش ما بسلمش على رجالة.
كم أسعد يوسف هذا فأشار إليها نحو صديقه
وده يبقى ماجد فؤاد صديقي طول أربع سنين الجامعة.
هاي أزيكم يا شباب.
الټفت ثلاثتهم إلى صاحبة الصوت الناعم فأخبر يوسف مريم
ودي آية أخت ماجد والشريك التالت لينا.
وأشار لآية نحو مريم وأخبرها
مريم قريبتي.
لم تمد يدها لمصافحتها واكتفت بالنظر نحوها بشبه ابتسامة بل تجاهلت وجودها بينهم فقالت
يوسف عايزة أتكلم معاك خمس دقايق.
رد الأخر بعفوية
اتفضلي اتكلمي براحتك مريم مش غريبة.
نظرت إليها من طرف عينيها وأخبرته
معلش الموضوع خاص.
معلش يا مريم خمس دقايق وراجع لك خليكي مكانك.
أخبرها يوسف بذلك فهزت رأسها بالموافقة فذهب مع آية ووقفوا على بعد أمتار لا تسمع حديثهما لكنها على يقين أن هذه الآية تحبه كثيرا من خلال الغيرة الواضحة لديها وكذلك نظراتها إليه وهي تتحدث معه داهمها غصة في فؤادها عندما رأتهما معا.
ولدى يوسف وآية...
أنا خلاص هسافر بكرة وجيت عشان أسلم عليك.
كانت تخبره وكأنه وداعا أكثر من كونه لقاء فأجاب
ربنا يوفقك وبتمنى ليكي حياة أحسن وحبيب يقدرك ويحبك.
حدقت بشبه ابتسامة ثم قالت
إن شاء الله.
ثم نظرت نحو مريم وسألته
حبيبتك
اكتفى بهز رأسه ولم يجرؤ البوح بالوضع الحالي بينهما حتى لا يعطي أملا واهيا لها فأردفت
ربنا يسعدكم ويتمم لكم على خير.
وبالعودة إلى مريم التي تراقبهما انتبهت إلى رنين هاتفها وجدت المتصل ابنة خالها فأجابت وتخشى أن يكون قد أصابها مكروها على يد جاسر
ألو يا أمنية
انتبه يوسف إليها وهي تركض إلى الخارج فذهب وترك آية قائلا
معلش يا آية هروح
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 38 صفحات