رواية بقلم إسراء الزغبي
التى لا يعرف عددها لا لازم تشربيها دى الحاجة الوحيدة المفيدة اللى أعرفها فى حالتك
ثم أضاف بمكر إلا إذا اضطرتينى أسأل ياسمين عن حاجات سخنة تانية مفيدة ووقتها لما تسألنى عن السبب هضطر أقولها ليه
ثانية واحدة بل أقل وكانت قد ارتشفت من الكوب
همس ببراءة ههه أنا أصلا بحبها وهشربها مين الغبى اللى مبيحبش الحلبة
ضحك
أسد بخفوت عليها
فى القصر بغرفة سعيد
سمية بهمس فى الهاتف جرا إيه يا حبيبى بقالك سبع سنين بتقولى هنتقم هنتقم ومفيش أى حاجة بتحصل
المتصل خلاص انتقامنا هيبتدى بس هيطول شوية لإنى عايز أدمره بالبطيء وأول خطوة هى إنك
سمية بشړ لأ بجد برافو عليك بس أنا خاېفة يكشفونى
سمية حاضر يا حبيبى أنا هاخد حقى وحق بنتى منهم كلهم سلام بقى سعيد طالع من الحمام
المتصل سلام
أمام شركة ضرغام
خرج أسد مع ملاكه ممسكا بيدها حتى أدخلها السيارة وركب بعدها متجهين للقصر
كان ذلك تحت مرأى من سيدة فى الثلاثينات من عمرها يبدو عليها الفقر الشديد وتحمل مناديل تبيعها
أكيد هى لازم أقول لحمدى
فى الشركة
رن هاتفه فأجاب
الشاب إنت متخلف أنا مش
قولتلك أنا هتصل بيك
سعد الله فى إيه يا سامر أنا قولت يمكن عايزنى بس أنا غلطان
سامر اوعى تنطق اسمى تانى يا غبى افرض حد سمعك كل حاجة تبوظ
سعد خلاص ماشى نسيت ياعم
اتجهت منار لإحدى المناطق العشوائية والفقيرة جدا
دخلت المنزل المكون من غرفتين واحدة للأكل والنوم والجلوس والأخرى حمام
نظرت للجسد المرهق بسبب لكزته برجلها فى بطنه
منار بتهكم قوم ياراجل إنت بقى الفلوس اللى أجيبها تخدها داهية تاخدك
حمدى بعدما أفاق متحترمى نفسك يا ولية عايزة إيه
حمدى يارب تشوفى العمى يا شيخة متخلصى مش فاضيلك أنا
منار بقرف شوفت همس ياخويا
حمدى باستغراب همس مين! اوعى يكون قصدك همس بنتنا!
منار هى يا خويا
وبدأت تحكى له عما رأته
حمدى دى لو هى هتجبلنا فلوس كتير
سرحت منار فى الماضى وما حدث
فلاش باك منذ أكثر من تسع سنوات
تحمل منار تلك الملاك التى لم تكمل الخمس سنوات وتذهب لإحدى
منار وهى تصرخ اطلع يا حمدى اطلع يا جبان
خرج حمدى ووالده رأفت
حمدى جرى إيه يا ولية عايزة إيه
رأفت جرا إيه يا ست إنتى عايزة إيه
منار أنا عايزة إبنك ال يكتب عليا ياخويا ما أنا مش هشيل المصېبة دى لوحدى
رأفت بإستغراب مصېبة إيه
منار همس يا راجل يا خرفان إنت بنتى وبنت إبنك اللى خلى بيا بعد ما فهمنى إنه هيتجوزنى وفص ملح وداب ولولا ولاد الحلال دلونى عليه بعد السنين دى كلها كنت زمانى لسة فى الشوراع بدور عليه
رأفت إنتى اتجننتى ولا إيه! أنا ابنى مستحيل يزنى
منار لا يا خويا عملها والدليل الداهية اللى فى إيدى دى والله لولا مكنش معايا فلوس كنت سقط الحمل وريحت نفسى لكن هجيب منين بعد ما ابنك خلانى أهرب من أهلى وخد كل اللى حيلتى
رأفت پصدمة إنت عملت كدة انطق
حمدى أيوة يا بابا بس
ھجم عليه رأفت بالضړب
رأفت أنا مش عندى ابن دلوقتى يا ريتنى ما خلفتك يا شيخ
ثم طرده من بيته وأغلق باب منزله
حمدى وهو ېتهجم بالضړب على منار فى الشارع غير مبالى بتلك الملاك الباكية
حمدى بقى أنا يا بنت تعملى فيا كده
منار وهى تدفعه خلاص يا خويا بقينا فى الشارع قول بقى هنعمل إيه إحنا دلوقتى محتاجين بعض بعد ما أبوك الناقص سابنا ومشى وأنا اللى فاكرة إنه هياخدنى فى بيته
حمدى
محاولا التماسك فهى على حق كلاهما يحتاج للآخر
كل منهما يظن أن الآخر سيعمل وينفق على غيره ولكن الزمن أثبت لهما العكس
حمدى خلاص إحنا هنتجوز بس البت دى هنعمل فيها إيه أنا مش حمل مصاريف كتير كفاية أنا وإنت
منار بقسۏة معدش ليها لازمة يا خويا هنرميها فى أى شارع معاها علبة مناديل تصرف نفسها بيها
حمدى ماشى اتصرفى فيها انهاردة وبعدين نشوف هنعمل إيه بعد كده
باك
منار بطمع دا إحنا هناكل من وراها الشهد
الفصل ١٤
سمع سامر طرق الباب فأذن بالدخول
رحمة السلام عليكم أنا رحمة سكرتيرة حضرتك الجديدة
سامر إزيك يا آنسة رحمة اتفضلى اقعدى
جلست رحمة ثم نظرت له بترقب
سامر بعدما تنهد أنا إنسان عملى يعنى محبش الشغل اللى مش كامل هتشتغلى معايا يبقى شغلك يتعمل كله باتقان لإنى مش هتهاون أبدا تمام
رحمة بجدية تمام يا فندم أظن إحنا هيبقى شغلنا كويس لإن منطقك نفس منطقى
سامر بإعجاب لجديتها المناقضة صورتها التى رآها أوكى تمام شريف قالى إنك مش محتاجة شرح لإنك فاهمة كل حاجة على مكتبك هتلاقى ملفات عايزك تدرسيها كويس عشان تفهمى الشغل أكتر وأكتر وأى حاجة تحتاجيها قوليلى وأنا هشرحهالك ومعلش انهاردة هنتأخر شوية عن معاد الخروج
رحمة أوكى يا فندم مفيش مشكلة
سامر تقدرى تروحى على مكتبك دلوقتى
رحمة عن إذنك
خرجت رحمة بينما تنهد سامر
قائلا
سامر بهمس كويس يا سامر إنت أخيرا أعجبت بواحدة غيرها حتى لو مش أعجبت برحمة نفسها لكن على الأقل شخصيتها عجبتك ومناسباك ودى خطوة حلوة يارب أقدر أنساها للأبد يارب وأعيش من
غيرها
فى مكتب شريف وترنيم
ترنيم بضيق هو أنا هفضل فى مكتبك كتير
شريف باستغراب إنتى مضايقة!
ترنيم بتوتر لا أبدا بس يعنى إحنا كدة مش هنعرف نشتغل وأنا بحب يبقى ليا خصوصيتى شوية
اقترب شريف من مكتبها وحرك الكرسى ليجلس أمامها
احتضن يديها بين يديه قائلا
شريف إنتى عارفة يا حبيبتى إن مفيش أوضة خارجية برة مكتبى على عكس مكتب سامر وأسد
فلو خرجتى تشتغلى برة أى حد معدى فى الدور هيشوفك وبعدين بالعكس ده قربك ده هيخلينا نشتغل كويس أوى
ثم غمز لها فى نهاية كلامه لتبتسم له باصطناع وهى تسحب يديها
شريف ببعض الجدية مش شايفة إن خطوبتنا طولت أوى يا حبيبتى إحنا بقالنا أكتر من سنتين وإنتى كل شوية بتأجلى معاد كتب الكتاب والفرح
ترنيم بتوتر أصل
شريف بحزم مقاطعا لأ مفيش أعذار والدك وموافق من أول ما اتخطبنا وأنا مش هقدر أصبر كتير
ترنيم باستسلام وحزن ماشى يا شريف اعمل اللى عايزة
شريف بسعادة تمام يا قمر يبقى بإذن الله فرحنا الأسبوع الجاى ومعاه كتب الكتاب وهتفق مع أبوكى بكرة بعد الشغل
ترنيم بشهقة بس دا بدرى أوى
شريف لأ مش بدرى ولا حاجة يلا يا حبيبتى بقى خلصى الملف ده عشان نروح بدرى
ترنيم باستسلام حاضر
اتجه شريف إلى مكتبه تاركا تلك التى تتخبط فى أفكارها
ترنيم فى نفسها مالك يا ترنيم! مش ده شريف اللى بتحبيه! طب ليه عايزة تعيطى وتصرخى وتقوليلوا لا! اعقلى يا ترنيم هتلاقى دى فترة ضغط بس وهتعدى بإذن الله
فى منزل مازن
نظر لمحبوبته ليجدها سارحة
مازن بغيرة بتفكرى فى مين
ياسمين بابتسامة دا إنت بتغير أوى بقى!
مازن وبدأ يغضب ياسمين متخلنيش أتجنن أنا حافظ تعابير وشك لما بتفكرى فيا
ودى مش تعابير وشك دلوقتى فممكن أعرف بتفكرى فى مين
ياسمين بتنهيدة بفكر فى ترنيم
مازن باستغراب ترنيم! اشمعنا!
ياسمين مش عارفة خاېفة عليها ومنها حاسة إنها هتدمر نفسها أنا حاسة إنها مش بتحب شريف هى بس معجبة بشياكته ووسامته وخاېفة ده يقلب عليها فى الآخر
مازن بس هى بتبقى مبسوطة معاه ودا كفاية حتى لو مش بتحبه العشرة والأيام هتخليها تحبه
ياسمين يارب يا مازن
مازن وهو يحملها تعالى بقى عشان فى كلمة سر لازم أقولها فى بقك أصل بيحذروا من الودن بيقولوا فتانة
ياسمين بضحك ههههههههه والله طب نزلنى عيب كدة معاذ يصحى
مازن أبدا وبعدين متنطقيش اسمه النوع ده بييجى على السيرة بعيد عنك
اتجه مازن لغرفتهما ومازال يحملها وسط ضحكاتها تارة وخجلها تارة أخرى من كلامه
ليرويها من عشقه الذى غمرهما منذ سنين ولا يقل أبدا
فى قصر ضرغام
تمشى همس بجانبه بخطوات سريعة خائڤة من أن يكتشف أحد آخر أمرها وتسحبه معها فهى لا تضمنه أبدا
همس بصوت خاڤت يلا بسرعة إنت تقيل وعجوز ليه افرض حد شافنا
أسد باصطناع الصدمة أنا عجوز!
همس بمشاكسة أيوة عجوز لكن أنا لسة بشبابى
قرر أن يحرجها وهو ينظر لها من أعلى لأسفل هو من ناحية شبابك فهو إنتى فعلا بقيتى فى شبابك
همس بشهقة طفولية وهى تضع يديها على فمها
بلطف شديد جعله يتمنى أكلها
همس بخجل شديد يا ساڤل يا قليل الأدب
ثانية واحدة ووجدها فرت من أمامه لأعلى
ضحك أسد على صغيرته وصعد خلفها مباشرة حتى يستكمل استمتاعه بلطافتها وخجلها الذى يجعلها فتنة متحركة
فى مكتب رحمة
كانت تعمل بجد حتى سرحت فى سامر
رحمة فى سرها يخربيت حلاوتك يا شيخ كنت هتوقفلى قلبى من نبضه بس بس عيب يا رحمة إيه اللى بتقوليه ده اعقلى كده
حاولت الانشغال مرة أخرى فى عملها حتى استطاعت فى النهاية
أمام الشركة مباشرة حيث تقف تلك المرأة وزوجها مع الحارس
منار وهى تميل على الحارس غير عابئة بزوجها فلماذا تهتم وهو نفسه لا يهتم!
منار بمياعة وإغراء ممكن أسألك سؤال يا حلو إنت
الحارس بتوتر من قربها ها آه طبعا اسألى حضرتك
منار من ييجى ساعة كدة كان فى واحد باين عليه غنى أوى ومعاه بنت عندها ييجى ١٣ سنة ونص متعرفش هو مين!
الحارس دا أسد بيه صاحب الشركة واللى معاه دى تبقى الهانم الصغيرة
منار فى سرها بيه وصاحب شركة! لأ وهانم صغيرة
كمان دى ولعت
منار طب ممكن عنوانه عايزاه فى حاجة مهمة تخص الهانم الصغيرة
الحارس بتوتر خلاص ماشى هو فى
منار تشكر ياخويا
رحلت منار وحمدى الذى لم يهتم بأى شيء سوى جشعه وطمعه حتى كرامته ورجولته لا يهمانه فكما يقول هو الرجولة مش هتأكلنى عيش
حمدى يلا هنروح دلوقتى أنا مش هقدر أستنى لبكرة
منار ماشى يلا
فى مكتب سامر
سامر بتعب كفاية شغل بقى الوقت اتأخر
خرج سامر فوجد رحمة مازالت
تعمل
سامر آنسة رحمة الوقت أتأخر كفاية شغل وخلينى أوصلك للبيت أحسن
رحمة بتردد بس
سامر صدقينى مش هينفع تمشى لوحدك الأحسن أوصلك
رحمة بعدما اقتنعت أوكى ماشى
أخذت حاجياتها وسارت خلفه
أثناء دخوله المصعد وجد شريف قادم مع ترنيمة قلبه تنهد