رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
عامل زي التايه بيحاول يبان قوي بس هييجي وقت و يقع و انت أول اللي هيندموا
انت مش فهماني يا خالتو انا مش هقدر اعيش وسط الناس دي تاني دول بيكرهوني و بيكرهوا أمي و نفسهم يعملوا فيا زي ما كانوا بيعملوا فيها و مش هيرتاحوا غير لما ېموتوني زيها
تحدثت كاميليا بلوعه و عڈاب فقد كانت تتذكر كلمات سميرة و نيفين السامة عن والدتها و أيضا جدها الذي لم تشعر يوما بالحنان منه بعكس نيفين التي كانت تتلقي كل أنواع الدلال والرعاية التي كانت تتوق لرشفة واحدة منها
هيفضل يحارب في أهله لحد امتى عشاني..
لحد ما تحاربي
انت كمان معاه و تبطلي ضعفك قدامهم دا اللي بيخليهم يستقووا عليك .
يا بنتي يا حبيبتي ريحي قلبي طب بلاش هربتي ليه هتقدري تكوني لحد غيره او تسبيه لحد
متقوليهاش تاني ايوا مش هقدر اكون لغيره و ھموت لو شفته مع غيري بس ڠصب عني ڠصب عني افهموني و حسوا بيا..
اقدر اعرف ايه هو اللي ڠصب عنك و مخليك عامله في نفسك و فيه كدا
كان هذا صوت أدهم الذي تجاهل ضجيج حزنه و حاول لملمه شتات كبرياؤه التي بعثرتها تلك المرأة التي بات يعشقها حد ان يكره نفسه لوقوعه في فخ عشقها فما ان سمع صړاخ كاميليا حتى توجه علي الفور الى غرفتها ليرى ماذا يحدث معها و قد شعر بأنه هناك بخطب ما عندما رأى هيئتها المزرية و اڼهيارها بهذا الشكل و ما جعل الشك يتسرب إلى قلبه تصريحها بأنها ټموت ان رأته مع أخرى هذا يعني انها تحبه إذن لماذا تختار ان تبتعد عنه مع كل هذا الحب
ترى هل تجرأ و هدد كاميليا لتبتعد عن حياة أخيه..
لا لن يفعلها مباشرة ولكنه موقن أنها بشكل او بآخر سيكون له يد في ما يحدث وقد انتوى ان يكشف الاعيبه بنفسه و لن يسمح له بټدمير سعادة أخيه مع المرأة الوحيدة التي يحب
ليخرج الكلام من فمه و هو يترقب ملامح كاميليا كالصقر حتي يتأكد من ظنونه
صاعقه أصابتها عندما استمعت لكلماته فلم تستطع التفوه بحرف فقد زادت رعشه شفتيها و ارتجافه كفيها بل و انحبست الانفاس بصدرها ترى هل يعلم أدهم شئ عن ما حدث
لن تعد تعرف ماذا تقول او بماذا ترد علي سؤال أدهم الذي أصاب صميم قلبها فهل تبوح بمكنوناته و تسقط ذلك الحمل عن كاهلها او تلوذ بالصمت كعادتها و لكن أنقذها قدوم ذلك الطبيب الذي ما أن رأته غرام حتى تملكها الذهول متذكرة ما حدث منذ ساعات قليلة
كانت غرام تتحدث مع على في الهاتف خلسة من دون أن تعرف والدتها بعد أن تحججت لهم برغبتها في النزول إلى الكافيتريا و ذلك كي تخبره ما حدث و قدوم يوسف إليهم
بس يا لول و بعدها بقي ماما قررت اننا نيجي نشوف كاميليا ... عارف ايه اللي غايظني انها حكمت عليا مخرجش من الأوضه بتاعتي طول ماهو هنا و لا إكنهم بيقولوا أسرار عظمى ....
مش تفتح يا أخينا أنت !
رفع الآخر حاجبه بتعجب و قال لها بصوت رجولي عميق
انا اللي افتح ... تقريبا انت اللي اتخبطي فيا !
ارتبكت غرام للحظة ثم قالت بنفس حدتها
انا كنت بتكلم في التليفون و مكنتش مركزة المفروض انت تكون مركز .
يعني انت تتكلمي في الفون و تمشي تخبطي في خلق الله و في الآخر مش عاجبك !
انا مقولتش كدا
قالتها بارتباك و نبره رقيقه خجله ثم رفرفة برموشها بتلك الطريقه الرائعه فهي قد أدركت خطأها و لكنها كانت تكابر فقاطعها بابتسامه مرحه
خلاص يا ستي ولا يهمك انا غلطانلك
ثم قام برفع كفه إليها يصافحها قائلا بمرح
انا الدكتور رامي و انت
رفعت غرام احدى حاجبيها و قالت بسخريه
دانتا هتصاحبني بقي ! وسع يا كابتن من وشي عشان مش فاضيالك
و ما ان القت بكلماتها حتي تحركت بعيدا عنه و تركته خلفها مدهوشا من تلك الرقة الممزوجه بذلك العنفوان الذي أشعل ڼار الفضول بقلبه
عودة للوقت الحالي
نظر رامي لتلك الشقية التي كانت تنظر اليه بسخرية سرعان ما تحولت لنظرات خجله صاحبتها ابتسامه رائعه عندما التقمت عيناها تلك النيران التي اندلعت في عيون أدهم حين شاهد تلك النظرات بينهم و غلت الډماء بعروقه فهل ما يراه صحيح ذلك الأبله يوجه نظرات الاعجاب تلك لحبيبته بل و الأدهى من ذلك هي تبادله !
عامله ايه النهارده يا أنسه كاميليا
كان هذا صوت رامي الذي قطع ذلك التواصل البصري متحمحما بخجل فهم بمباشرة عمله متجاهلا ضجيج قلبه الذي
أثارته تلك الفاتنه ...
الحمد لله يا دكتور .
تحدثت كاميليا بصوت رقيق يكاد يكون مسموعا ليقترب رامي منها لقياس ضغطها و لكنه ألقي نظرة ذات معنى على فاطمه لتقول
غرام خليك مع بنت خالتك و احنا هنخرج لحد ما الدكتور يكشف عليها
لا طبعا محدش هيخرج من هنا ..
كان هذا صوت
أدهم الغاضب الذي لاحظ تلك الابتسامه الخاڤتة التي ظهرت على وجه رامي ما أن تفوهت فاطمه بعرضها ليتفاجئوا جميعا بحديث أدهم المندفع و نظراته التي تكاد تفتك برامي لتقول فاطمه بتخابث
ليه يا أدهم الدكتور عايز يكشف على كاميليا
ارتبك أدهم من كلماتها فهو لم يقدر علي التحكم في غضبه و اندفاعه و لكنه يريد لو ېحطم رأس ذلك الطبيب اللعېن الذي ينظر لحبببته تلك النظرات التي يعرفها جيدا
يوسف هيضايق و مش هيوافق نخرج من الاوضه
لا ماهي مش هتبقى لوحدها غرام هتفضل معاها
لا طبعا
قالها پغضب كبير ليتلقى نظرات مستفهمة مدهوشه من جميع من بالغرفه لينقذه دخول كارما و مازن الذي لاحظ تلك النظرات الذي كان أدهم يصوبها لذلك الطبيب والتي توحي بأنه على وشك ارتكاب چريمة قتل ليحاول تهدئه الوضع قائلا
ازيك يا كاميليا عامله ايه
الحمد لله يا مازن انت عامل ايه
تحدثت كاميليا بفرح فهي كانت دائما ما تعتبر مازن أخ ثان لها مثل أدهم و لكنها تفاجئت بكار ما تندفع تجاهها معانقه إياها بلهفه قائلة بحب
كوكي حبببتي وحشتيني اوي اوي
لتبادلها كاميليا العناق بحب كبير و قد شعرت بسعادة عارمة لرؤيتها
و انت كمان وحشتيني اوي يا كارما
و هنا دخل علي الذي ما أن رأى مازن حتى قال بدهشة
ايه يا ابني هو انت بتلبس طاقيه لخفه انت مش نزلت تحت جيت هنا تاني ازاي دانا قلبت الدنيا عليك !
أصلي بطير يا خفيف
تحدث مازن محاولا كتم غيظه ما ان تذكر حديث علي معه منذ قليل ليقاطعهم حمحمه رامي الذي قال بحرج
انا مضطر يا جماعه اقاطع اللقاء العائلي دا هطمن بس على كاميليا هانم و بعد كدا تقدروا تاخدوا راحتكوا
علي ممكن تاخد مازن و أدهم بيه و تخرجوا علي ما الدكتور يكشف علي كوكي و انا هستنى انا و ماما و كارما معاها . تمام كدا يا دكتور ..
كان هذا صوت غرام الرقيق و الذي كان كالبنزين الذي سكب على ڼار أدهم المشټعلة ليغادر الغرفة بسرعه البرق خشية ان يرتكب چريمة فهي قررت ان تعاقبه أقسى أنواع العقاپ الذي يمكن أن يناله عاشق علي يد محبوبته و لكنه لن يسمح لأحد بالإقتراب منها فهي له وحده و حتما سيصلح ما أفسده بفعلته الحمقاء تلك و سيريها عندها مدى الچحيم الذي تجرعه على يديها
ضغطك واطي شويه و دا عشان مفطرتيش طبعا و احنا قولنا نهتم بأكلنا و تتغذى كويس
كان هذا صوت رامي الذي تابع فحصه لها بعد الخروج العاصف لأدهم يليه خروج مازن و علي من الغرفه
ماليش نفس والله يا دكتور
مفيش حاجه اسمها ماليش نفس يا كاميليا لازم تاكلي عاجبك رقدتك دي
كان هذا صوت فاطمة التي احتدت نبرة صوتها قليلا بعد أن رأت مظهر ابنه اختها و ما آل إليه حالها
حضرتك والدتها
انا خالتها و في مقام مامتها و دول بناتي كارما و غرام
ما شاء الله ربنا يبارك فيهم .. و الشباب دول ولاد حضرتك بردو
علي ابني اللي دخل آخر واحد و اللي كان مع كارما دا مازن خطيبها أما أدهم يبقى أخو يوسف
تهللت أسارير رامي الذي تأكد ان غرام ليست مخطوبه لذلك الأدهم فهو لاحظ نظراته القاټلة نحوه و تجاهل غرام له فقال بمرح
بصراحه يا حاجه انتاجك كله ما شاء الله ... انتوا اكيد مش مصريين .
قهقهت فاطمه و ابتسمت غرام لتنظر إليها كارما نظرات ذات معنى فقد شعرت بما تحيكه اختها لتقترب منها و تقرصها بخفه في ذراعها مقتربة من أذنها قائلة بهمس
متلعبيش پالنار اديك شفتي عنيه كانت بتطق شرار ازاي و خرج ازاي من الاوضه
لتجيبها عليها غرام بنفس الهمس و لكن بنبرة متوعده
انا هخلي الڼار دي تحرقه بس اصبري عليا اما خليته يقول حقي برقبتي ..
الله يخربيتك ناويه علي ايه دا مچنون و ممكن يهد الدنيا فوق دماغك
اصبري انت بس و انت هتشوفي . اما خليته يندم ندم عمره مبقاش انا غرام ..
قاطع حديثهم الجانبي صوت فاطمه و هي ترد علي رامي
انا والدتي روسيه و بابايا مصري و جوزي الله يرحمه كان مصري .
طب حيث
كدا بقى ما تشفولي عروسه عندكوا . و اهو نحسن النسل شويه
تعالت الضحكات تلاها صوت فاطمة وهي تقول بمجاملة
ليه يا ابني دا انت ما شاء الله عليك طول بعرض و زي القمر و الف بنت تتمناك ..
القي رامي نظرة خاطفة على غرام التي نظرت له بطرف عينيها ثم طأطأت رأسها بخجل مصطنع جعل رامي يقول بلهفه
بما إن دا رأيك فيا فخلاص عروستي عندك بقي
احنا يا دكتور كدا معندناش غير غرام و دي الله يكون في عونه اللي هيتجوزها ..
كان هذا صوت كاميليا التي لم