رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
تلك الكلمات التي وكأنها نفخت الروح بقلبه ليحيا بحبها من جديد
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبه لها فقد كانت تبادله شغفه و عشقه پجنون .. فقد تناسي كلا منهما العالم و لم يبقي سوي قلبيهما اللذان اذابهم العشق و اتحدا بعد شهور من العڈاب .
تركها يوسف علي مضض و فكانا كلاهما يلهث من جراء تلك المعركه و الحقيقه انه كانت هناك معركه من نوعا آخر تدور بداخل كليهما....
و كان هو بالمنتصف حائر بين تأنيب عقله و توسلات قلبه و يالها من حيرة تقود الانسان الي الجنون ....
فهي وحيده ضعيفه خائفه من شبح ماض بات يحاصرها من جميع الاتجاهات فلا هروب منه سوي بمۏتها ..
فالمۏت هو النهايه الحتميه لتلك الحياه البائسه و لكن المۏت بكبرياء افضل كثيرا من المۏت علي قارعة طريق ملئ بالإذلال و الإذدراء ...
هكذا اخبرها عقلها و المثير للدهشه و الحزن ايضا ان يستسلم قلبها
حسمت امرها أخيرا فلم تكد تتحدث حتي سبقها يوسف قائلا بصوت أجش.
احنا لازم نتكلم
دب الړعب في اوصالها و كأنما جميع قرارتها تبخرت في الهواء فها قد جائت اللحظه التي تمنت كثيرا ألا تأتي . و حاولت منع دموعها بصعوبه . نظر يوسف الي ارتجاف يديها و رفرفه رموشها كأنها تحارب دموع علي وشك الهطول و رعشه شفتيها فصړخ قلبه قائلا ألم اقل لك...
خاطبها يوسف قائلا بحنان
كاميليا
فاخفضت رأسها خوفا من ان يري ذلك العڈاب في عينيها...
فوضع يوسف يده اسفل ذقنها رافعا رأسها قائلا بنفس اللهجه الحانيه
ياااااااه اول مرة تخبي عيونك مني !
كاميليا بوهن
ارجوك يا يوسف ..
يوسف مقاطعا
لملمت كاميليا شتات نفسها و قالت بثقه واهيه
تمام نتكلم... تعال اقعدي
اجلسها بجانبه علي الاريكه فقد اشتاقها حد الجنون فكان غير قادر علي ابعادها عنه و لو لبعض سنتيمترات..
فهم ما فعلته فاسند ظهره علي الاريكه يناظرها بغموض فوجدها تبتلع ريقها بصعوبه فلاح شبه ابتسامه علي جانب شفتيه و نظر لها مضيقا عيناه قائلا
سامعك ..
ارتبكت كاميليا قليلا و ابتلعت ريقها بتوتر فهي لا تعلم كيف تبدأ الحديث خاصة و هو ينظر لها بتلك الطريقة التي تجعل قلبها ينتفض يود لو يخرج بين ضلوعها من شدة خفقاته فلاحظ حالتها فقال بخشونة
ساكته ليه و لا مش عارفه تبتدي منين
زاد ارتباكها فهو لايزال يعرفها جيدا و يعلم ما يدور برأسها دون الحاجة الي الحديث . فكيف لها ان تخبره ما انتوت عليه بدون ان
يشك بها
تحدث بنفاذ صبر فهو لن يترك لها فرصه للتفكير
هربتي ليه يا كاميليا
زادت وتيره أنفاسها و تعالت دقات قلبها و زاد توترها..
اللعنه عليه فهو لا يمهلها بعض الوقت لتستجمع افكارها
فقالت باندفاع و ڠضب
عشان حاسه اني اتسرعت اقصد اننا غلطنا و اتسرعنا يعني ماشي انا حبيتك بس دا لإني معرفتش غيرك...
فتحت عيوني لقيتك ادامي كنت عايزه اختبر مشاعري ناحيتك مش ممكن يكون مجرد اعجاب او يكون امتنان عشان طول عمرك واقف جمبي و بتحميني انا محبتش اخدعك
هل من العدل ان يكون الإنسان مسير دائما و عندما تعطيه الحياه فرصه الاختيار يكون الاختيار حول كيفيه هلاكه...!
هل ينتابه الفرح لحصوله علي فرصه ان يكون صاحب القرار لمره يتيمه طوال حياته البائسه.. !
ام يحزن لكون تلك الفرصه ستودي به و تلقي به في قاع الچحيم الذي لا نهايه له
نورهان العشري
مازن عايز اتكلم معاك
اومأ علي برأسه و الټفت الى كارما التي كانت تتابع حديثهما پخوف قائلا
هنزل الكافيتريا انا و مازن استنيني هنا شويه و طالع
اومأت بصمت وهي تتحاشى النظر إلي مازن الذي كان يعلم مقدار غباءه معها ولكنه لم يتحدث و انصرف مغادرا مع علي
نزل كلا من مازن و علي الي مقهي المستشفى و ما ان جلسا عل الطاوله حتي تكلم علي بحدة قائلا
يوسف فين يا مازن
تنهد مازن قائلا
معرفش .
لا انت عارف يا مازن انت صاحبه الوحيد و ابن خالته و اكيد عارف مكانه
مازن پغضب
قولتلك معرفش يا علي ..
على بحدة قائلا
يعني أيه متعرفش امال مين الي يعرف
مازن ببرود بما إنى صاحبه الوحيد و ابن خالته و معرفش يبقي محدش يعرف
استشاط على ڠضبا فقال بصياح
لآخر مرة هسألك يوسف أخد كاميليا و راح علي فين يا مازن
و انت مالك و مال كاميليا و تعرفها منين
كان هذا صوت أدهم الذى أخبرته كارما بجلوسهم في المقهى فتبعهم و فوجئ بذلك الشجار و على يتسائل عن مكان كاميليا و يوسف
زفر مازن بحنق قائلا
كاميليا تبقى بنت خالت علي و كانت قاعده
عندهم من يوم ما هربت
عقد أدهم حاجبيه و قال بدهشه
بنت خالته ازاي يعني انت أكيد بتهزر ايه اللي لم الشامي عالمغربي
وجه على حديثه لأدهم پغضب قائلا
أخوك خطڤ بنت خالتي وداها فين يا أدهم
سخر أدهم من حديثه قائلا
هو في حد بردو يخطف مراته يا حضرة الظابط
اجابه على بحنق و لما مراته تهرب منه و تروح علي المكان الوحيد
الي عمره ما هيلقاها فيه دا تسميه إيه
دا اسميه غباء... الواحده اللي تسيب بيتها و جوزها و تهرب من غير و لا كلمه دي تبقي غبيه...او تبقي حاجه تانيه مش هقدر اقولها بس الناس بره هتقولها
قالها أدهم پحده
اهتاج على من طريقه حديثه عن كاميليا فأمسك أدهم من تلابيبه قائلا بصياح
إياك تتكلم عن بنت خالتي بطريقه مش كويسه فاهم و لا افهمك بطريقتي
وريني طريقتك دي ازاي بقي إن شاء الله يا على
قالها أدهم بصياح بعد ما امسك على من ياقه قميصه
تدخل مازن للفصل بينهم عندما وجد تجمهر الناس حولهم قائلا من بين أسنانه
في ايه انت و هو انتوا هتضربوا بعض بطلوا جنان بقي الناس اتلمت عليكوا
ترك كلا منهما الآخر علي مضض و لكن كان القتال بالنظرات مازال قائما.. نظر على لكلا منهما قائلا
كاميليا بنت خالتي و جت عندنا مکسورة و خاېفه و من يوم ما دخلت بيتنا بقت واحده من أخواتي و انا عمرى ما هسيب واحده من اخواتي يحصل فيها كدا و اسكت
و لإني عارف ان اكيد هروب كاميليا دا وراه حاجه كبيرة اوي و أكيد يوسف أذاها عشان تهرب بالشكل دا
و لو انتوا مش هتقولولي مكان يوسف فين انا هعرفه و هرجع كاميليا تاني
قال مازن مهدئا
اهدي يا علي يوسف عمره ما يأذي كاميليا يوسف بيعشقها و هي كمان بتحبه جدا ياريت تسيبهم متدخلش بينهم و بعدين مينفعش تدخل بين راجل و مراته
لما تبقي كاميليا ماشيه معاه بإرادتها يبقي وقتها مش من حقي اتدخل انما دا خطڤها عارف يعني إيه خطڤها و خدرها والله واعلم هيعمل فيها ايه
أدهم پغضب
انت مچنون يا ابني دي مراته يعني هيعذبها مثلا
و مستغرب ليه ماهي خالتي زهرة فضلت تتعذب عندكوا لحد ما ماټت قالها علي پغضب
و دا مين ضحك عليك و قالك الكلام دا إن شاء الله عمى احمد عاش و ماټ بيحب خالتك و عمره ما أذاها بكلمه حتى
فعلا هو معذبهاش بإيديه بس كان ساكت عالي بيعذبوها و كان بيشوفها بټموت و تدبل كل يوم قدامه و مقدرش يعملها حاجه تفتكر هو كدا مشاركش في تعذيبها..
خالتي ادفنت بالحيا من يوم ما دخلت عيلتكوا
و انت بقي حامي الحمى الي هتنقذ بنت خالتك من عيلتها الشريرة
قالها أدهم بسخريه
عند هذا الحد تدخل مازن الذى ما أن رأى على علي وشك الھجوم على أدهم مرة آخرى قائلا بصياح
ما تبطلوا بقي في ايه
اسكت شويه يا أدهم بطل أسلوبك المستفز دا . و انت كمان يا على ما تهدى بقى يا أخى قولنالك يوسف عمره ما هيأذيها.. كاميليا دي أغلى حد عنده في الدنيا و انا واثق انهم هيتصالحوا فى أسرع وقت انا معاشرهم و عارف
تحدث أدهم معنفا
بقولك إيه بلاش تحط نفسك في موقف وحش
لإن كاميليا استحاله هتسيب يوسف بعد ما رجعها حتى لو هربت منه قبل كدا فأكيد يوسف هيفهم دوافعها و هيطمنها صدقني انا اكتر واحد عارفه
قال علي بنبرو حاسمة
لما اسمع كاميليا بتقولي كدا بلسانها وقتها بس مش هتدخل بينهم و هسيبهم يحلوا خلافتهم سوى و لو أنتوا مش هتقولولي مكانهم فين انا هعرف
لوى أدهم شفتيه بسخريه قائلا
دا لو يوسف سمحلك تقرب منها أصلا
على بإستهزاء
دا لما أكون هاخد الإذن منه
ثم رمقهم بإزدراء قائلا
انا دخلتكوا بيتى و قعدتكوا مع أهلى و كلنا عيش و ملح مع بعض بس الظاهر إن اللى زيكوا ميفهموش يعني ايه عيش و ملح و ثقه الناس فيكوا مالهاش اي قيمه عندكوا عشان كدا انا مش عايز اعرف حد فيكوا تاني
ثم اندفع الي داخل المشفي
كنت أظن سابقا بأني ضائع. ولكن الآن عرفت معني الضياع الحقيقي عندما نظرت إلي غابات عينيها فلم أعد أدري أين أنا و ماذا أريد!
فقط شعرت بذلك الساكن علي يساري يرتجف بشده كمن ضړبته صاعقه مباغته لا يدري من أين جاءت...
نورهان العشري
قرر علي النزول الي القاهرة بعد ما اخبر كارما
انه استدعي لمهمه طارئه قد تستغرق يومان او اكثر
و لم يخبرها عن ما دار بينه و بين والدته و لا عن مهمته الحقيقيه كي لا تخاف او تحاول منعه
و اخيرا بعد وقت ليس بقليل وصل علي الي ذلك القصر الكبير بعد ان اجري اتصالاته لمعرفه معلومات عن يوسف الحسيني فقرر الذهاب الي قصرهم و هو يعلم تمام المعرفه بعدم وجود يوسف هناك
و لكن يريد ان يعلم جميع من بالقصر ان مصير كاميليا لن يكون مثل امها و انها تمتلك من يقدر علي حمايتها منهم
و انها ليست بوحيده و لن يقدر احد علي ابعادها عن اهلها
و من ناحيه