رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
اخري يريد ان يعلم يوسف انه في حاله أذيتها فهو حتما سيجد من يقف له بالمرصاد ....
دخل على الي بهو
القصر بعد ما اخبر الحرس بهويته فاوصلوه الي الداخل وعندما كان يقف بشموخ وجد تلك الجميله تنزل من على الدرج تتدلل و كأنها أميرة متوجه فاتسع بؤبؤ عينيه و تسارعت انفاسه و شعر بدقات قلبه تقرع كالطبول و لسان حاله يقول
اقتربت روفان بخجل من هذا الفارس الوسيم الذي يقف بشموخ في بهو قصرهم و قد خطڤ انفاسها بوسامته الممزوجه بتلك الهيبه التي تحيط به
حدق الأثنان ببعضهم البعض لثوان بسيطه ثم بصعوبه تخلص علي من سحر عينيها الناعستين نافضا جميع الافكار التي غزت قلبه و عقله معا فهو قد جاء لمهمه محدده فلا ينبغي ان يحيد عنها فقال بصوت رزين
و أخيرا خرج صوتها الاشبه بسيمفونيه ناعمه عزفت علي اوتار قلبه قائله
جدو فوق في اوضته بيرتاح شويه ممكن اعرف حضرتك مين
اجاب على بلهجه يشوبها الغرور
انا الرائد علي هاشم و كنت عايزه في موضوع مهم ممكن تناديلي حد اقدر اتكلم معاه
اغتاظت روفان من حديثه معها هل يسخر منها ام ماذا
و هو انا مش ماليه عين حضرتك و لا حاجه
نظر إليها على نظره تفحصيه من اعلي رأسها حتي اخمص قدميها ثم رفع حاجبه بإستهزاء كي يستفزها اكثر فهو قد راقه له ڠضبها فقال بسخريه
روحي يا شاطره اندهيلي حد طويل اكلمه... اقصد حد كبير اكلمه
و كأن نظرات السخريه خاصته لم تكن تكفيها ليأتي حديثه ايضا ليزيد من ڠضبها
فلم يكد يجيبها حتي اتاهم ذلك الصوت الماكر من اعلي السلالم يردد
لا ملكيش حق يا روفان عيب كدا حضرة الظابط في بيتنا
نزلت نيفين تتدلل من اعلي السلالم امام انظار على المتفحصه و اقتربت منه قائله بدلال مصطنع
اهلا يا سياده الرائد انا نيفين الحسيني و دي روفان بنت عمى زي مانتا شايف كدا خدوا من طولها حطوا في لسانها
القي على نظرة خاطفه على روفان التي تجمعت الدموع في عيناها من سخريه نيفين منها امامه
فشعر بالڠضب علي رؤيتها هكذا فوجه حديثه لنيفين بلهجه جافه متجاهلا يدها الممدودة لتصافحه قائلا
حضرتك انا مش جاي هنا اتعرف . انا جاى عايز اقابل رحيم بيه الحسيني .
انفلتت ضحكه خافته من روفان لطريقه على المهينه مع نيفين فابتسم على داخليا و أيقن انه خلف تلك البراءة مكر أنثوي خطېر راق له
ازاى تعلي صوتك في بيتي بالشكل دا
الټفت على لمصدر الصوت ثم ارتفع حاجبه بسخريه قائلا
حضرتك بقي رحيم بيه الحسيني... انا الرائد علي هاشم و كنت عايزك في موضوع مهم
طب اتفضل قدامي علي اوضه المكتب
اتجه على الي غرفه المكتب و عند مروره بروفان اخفض رأسه قائلا بهمس
هو الطول حلو في الستات و كل حاجه بس القصر في حالتك انت قمر اوي ..
اردف كلامه بغمزه مشاكسه ثم توجه الي حيث مكتب جدها فابتسمت روفان من إطرائه و غزا الاحمرار وجنتيها و علت دقات قلبها .....
فلاحظت نيفين حالتها فاغتاظت و قالت بغل
هو قالك ايه خلي وشك يحمر كدا
ملكيش دعوه يا بارده انت قالي ايه و لا عشان مرداش يسلم عليك و احرجك متغاظه !
اشټعل ڠضب نيفين من حديثها و قالت
علي اساس انه مكنش عمال يتريق عليك من شويه .
ليه ناقصه ايد ولا ناقصه رجل عشان يتريق عليا
في ايه يا بنت انت و هي بتتخانقوا ليه
قالتها صفيه القادمه من المطبخ
أبدا يا ماما دي نيفين كالعاده متقدرش تقعد من غير ما تضايق اللي حواليها .
نيفين پانكسار مصطنع
ابدا والله يا طنط صفيه دانا كنت بهزر مع روفي وهي كالعاده صدتني و فهمتني غلط
دا بجد ! تصدقي معرفتكيش انا كدا يابنتي أدائك فيك اوي والله و مكشوف
خلاص يا روفان متضايقيش بنت عمك .
و ما ان انهت صفيه جملتها حتي التفتوا جميعا لتلك الاصوات الغاضبه القادمه من غرفه المكتب
لم أعتد يوما علي الإنحناء و لم أكن يوما رجلا يؤمن بالتنازلات أعتدت علي الحريه. لم يأسرني شئ من قبل و كنت أعتقد سابقا بأني أملك كل شئ في هذه الحياه فلا ينقصني غياب أحدهم أو يزيدني وجوده إلي أن علقت بها فأتت بى عيناها من النظرة الأولي و أتي بى قلبي راكعا علي أعتاب قلبها مرددا هذا ما كان ينقصني ! فاكتشفت حينها أنني لم أكن أملك من الحياة شئ. و لم أري فيها من الجمال ما يكفي ليلتفت إنتباهي... إلي أن طوقني عشقها فعرفت معني الإكتمال الحقيقي..
فبات
قلبي يقنعني بأن الإنهزام أمام عيناها إنتصار بل و أدركت أنني لم أعرف إن للهزيمه لذه سوي معها فهي من حطمت أسواري و حصوني و إليها أعلن إستسلامي
نورهان العشري
كارما
التفتت كارما إلي ذلك الصوت العميق الذى جعل قلبها يدق كالطبول و لم لا فهو فارسها الذى حاولت انتزاعه من قلبها طوال سنوات طويله و ظنت انها نجحت ليعود من جديد مقتنصا قلبها مرة ثانيه ببراعه صياد ماهر
دون ان يكون لها القدرة علي المقاومه فوقعت كفريسه سهله ببراثن عشقه من جديد ...
القت عليه نظرات معاتبه حزينه فهو قد جرحها بشدة و لم يتفهم قلقها و لم يحاول إحتوائها بل قسى عليها و لم يكتفى بذلك بل قټلها بسم كلماته لتشعر بأنها شئ لا قيمه له يمكنه الأستغناء عنه متي أراد . ..
فاقترب منها مازن ببطئ مؤنبا نفسه علي قسوته معها و لكن آلمه بشده عدم ثقتها به كما أن قلقه من تهور يوسف افقده رشده فكان نصيبها ان يصب جام غضبه عليها..
حزن بشده عندما وجدها تستدير مرة آخري تنظر من النافذة متجاهله وجوده..
اقترب منها الي ان اصبحت رائحتها العذبة تغزو أنفه ثم تحدث بحنو
هتبقي كويسه يا روحي متقلقيش
يا الهي لما كل هذا الضعف امامه بعد ما عانيته في غيابه و حتي بعد عودته فهو عند اول خلاف اختار فراقها
ثم تذكرت حديثه الأخير معها الذى أنهى فيه علاقتهم بتلك الطريقه المهينه لقلبها . فلملمت شتات نفسها و أخذت نفسا عميقا ثم مسحت تلك الدمعه الهاربه من عيونها و استدارت قائله بهدوء عكس ما يدور بداخلها
إن شاء الله
نظر مازن إلى داخل عيونها بعمق قائلا
انا عارف انك زعلانه من كلامنا آخر مرة بس....
قاطعته كارما قائله بحزم
الكلام اللي انت قولته آخر مرة مزعلنيش و لا حاجه بالعكس دا فوقني و انت عندك حق في كل كلمه قولتها يا .
حاول تجاهل تلك الغضة بقلبه و قال بهدوء
كارما ارجوكي بلاش كدا متعاقبنيش علي كلام طلع في لحظة ڠضب و إنت كنتي غلطانه .
صاحت باندفاع
غلطانه في إيه إن شاء الله كان المفروض اني آجى اجري عليك اقولك علي سر بنت خالتي اللي جاتلنا هربانه و متدمرة و الله و اعلم ابن خالتك عمل فيها ايه عشان تهرب منه كدا !
مازن محاولا السيطرة على غضبه
يوسف معملش اي حاجه في كاميليا آخر مرة كان معاها كان يوم كتب كتابهم و بعدين سافر و رجع يوم الحفلة و كانوا كويسين تاني يوم الصبح اكتشفنا أنها هربت و
على فكرة انا بنفسي كنت شاهد علي كتب الكتاب و شفتهم كانوا فرحانين ازاي .
صمت لثوان ثم استطرد قائلا پغضب
وياريتها هربت و بس دي سيباله حته ورقه بتقوله فيها اسفه انا اتسرعت و كل واحد مننا يعيش حياته. متخيله لو كنتي مكانه كان هيبقي رد فعلك ايه
أوشكت على الحديث فتابع بتقريع
و خصوصا انه قبل يتنازل عن ورثه و عن كل حاجه عشان خاطرها ..
كارما پصدمه
إيه..... يعني ايه اتنازل عن كل حاجه عشان خاطرها
ايوا دا كان شرط جده عشان يمنع جوازه من كاميليا و يوسف في نفس اللحظه وافق و مضى عالتنازل و أخد كاميليا و راح كتب كتابه عليها. قوليلي بقي في المقابل هي عملت ايه قصاد اللي كل عمله و اللي طول عمره بيعمله عشانها
تلعثمت كارما قائله
مع... معرفش بس.. بس هي اكيد عندها وجهه نظر لهروبها دا .
بالظبط .و عشان كدا اتعصبت عليك و خرجت عن شعوري لما عرفت انك عارفه مكانها و مخبيه عني
كارما. انت مفكراني عيل صغير اول ما هعرف هطلع اجري على يوسف و اقوله علي مكانها....
لم اجيبه فتابع بحزن تجلى في نظراته
لا يا كارما انا كنت هقعد مع كاميليا و اعرف منها هي عملت ليه كدا لإنى واثق ان في سبب قوي لهروبها دا و وقتها كنا هنحدد نعمل ايه و نتصرف ازاي...
زفر بقوة قبلان يضيف بصدق
يوسف راجل يا كارما و كبير عيلته و الكبير قبل الصغير بيعمله الف حساب لما تيجي مراته تصغره و تسيبه و تهرب بالشكل دا متخيله شكله هيبقي ايه او حالته هتبقي عامله ازاي
كارما بحزن
انا مفكرتش في كل دا عشان انا مكنتش اعرف يوسف انا خۏفت علي كاميليا لإني شفت حالتها لما كنتوا عندنا كانت عامله ازاي و رعبها من ان يوسف يعرف مكانها انا كنت متلخبطه مكنتش عارفه اعمل ايه
لو كنت جيتي قولتيلي كنا فكرنا
سوي و اتفقنا هنعمل ايه
بس للأسف يا كارما انتي موثقتيش فيا لا و كمان كنت بتتهربي مني كأنك عادي ممكن تبعدي عني واني مش فارقلك
الجمته حروفها القاټلة حين قالت
انا معرفكش عشان اثق فيك يا مازن و لو هتكلم عن مازن بتاع زمان فانا وثقت فيه و انا طفله عندها عشر سنين و خذلني و كسر قلبي
اقترب منها بعينين اختلط بهم العشق و الذنب معا
ما عاش و لا كان اللي يكسر قلبك يا روح قلبي والله ما خذلتك بس ڠصب عني مكنتش قادر ارجع و اول ما جتلي الفرصه مترددش و جيتلك .
عارضته بۏجع تبلور في عينيها
لا يا مازن انت مكنش عندك دافع عشان ترجع و حتي لما رجعت مرجعتش عشاني انت رجعت لما علي كلمك لو مكنش كلمك مكنتش فكرت ترجع زي كل سنه ما كنت بتيجي و تمشي من غير ما تبص وراك حتي .
تفاجئ من جملتها الأخيرة فقال باستفهام
انت عرفتي منين اني كنت باجي كل سنه
تعانق الدمع والۏجع بعينيها و نبرتها حين قالت
عشان كل سنه كنت بروحلهم في اليوم دا و بشوف الورد بتاعك هناك ... كل سنه كنت بستناك تفتكرني و