رواية كامله بقلم سلمى محمد
لم تستطع.. تصرف بسام سريعا... هندم ملابسه ثم أغلق الباب عليهم.. قائلا بأنفاس مضطربة... البسي هدومك بسرعة..
أقترب من زهرة ناظرا له بټهديد بؤك ده لو اتفتح باللي شوفتيه.. عينيكي مش هتشوف النور فاهمة ولا مش فاهمة...عندما ظلت صامته مسك كلتا كتفيها وهزها پعنف شديد... لدرجة أن رأسها اصطدم بالباب
ردد قائلا بلهجة تحمل ټهديد فعلي بؤك ميتفتحش...ولو كلمة اتقالت هنا ولا هنا باللي شوفتيه... هخلص عليكي... أنطقي
فتح الباب متحدثا بغلظة أخرجي
بمجرد فتح الباب هرولت مسرعة بعيدا عنه.. ذهبت إلى ركنها الخاص.. وتركت العنان لدموعها... محدثة نفسها... إنتي السبب ايه اللي دخلك... أهو فضولك وقعك مع اللي ميرحمش... طب اعمل ايه دلوقتي... الشغل ومقدرش اسيبه مليش غير المكان هنا وكفاية عليا معاملة الست شهيرة أنا مقدرش اسيبها لوحدها... ومقدرش اقول للمدام على اللي شوفته...بعدين للمصېبة اللي وقعتي فيها نفسك... مفيش غير حل واحد أنك تسكتي وتنسي اللي حصل وكأنك مشوفتيش حاجة
وفي داخل الشركة الفرعية لمجموعة شركاته... بمجرد وضع اول قدم ليه في مدخل الشركة جميع الموظفين وقفو له ترحبيا حتى وصل إلى الطرقة المؤدية لمكتبه الرئيسي.. ليقف أيضا الجميع وكل واحد فيهم يقوم بالقاء السلام... وهو يكتفي بهزة خفيفة من رأسه...وقبل دخوله المكتب لفت انتباه موظفة جديدة ترتدي جيب قصيره
زاهر رد بهدوء وهو ينظر للفتاة مساعدة السكرتيرة الجديدة....
أكنان ببرود تترفد..مش عايز اشوف وشها ثم دلف داخل مكتبه... هو الواحد مش هيرتاح بقا من الأشكال دي
الفتاة پصدمة ليه هو أنا عملت إيه
زاهر سمعتي قاسې بيه قال ايه... لمي حاجتك ومع السلامة
قالت له بتوسل انا معملتش حاجة...مش عايزه اترفد
بمجرد رؤيته زاهر.. قال له پغضب مين عين البت اللي برا
رد زاهر أنا...وقبل ماتقول الكلام اللي انا عارف هتقوله... البنت لما عملت معاها المقابلة مكنتش كده خالص...دي اتحولت لما عرفت انها هتشتغل مساعدة السكرتيرة الخاصة عندك.. كمل كلامه مبتسما... ليك تأثير مدمر
زاهر بابتسامة تمام وهبقا أبلغ كمان ممنوع اللبس الملفت وغمز بعينيه.. وكمان ممنوع النظرات الخاصة
زفر بضيق احسن كده وياريت تتحط بنود ضمن العقد... رن هاتفه الخاص... أخرجه من جيبه وقام بالرد.. واحشتيني انتي كمان يابيسان... مرت على وجه زاهر شتى الانفعالات وهو يسمع ضحكات
زاهر خرج صوته حاد هخرج ياأكنان في كام حاجة مهمة هعمله
أشار له بيديه بمعنى نعم وهو مازال يتكلم على الهاتف
خرج زاهر وهو يشعر پألم بشع داخل قلبه بمجرد سماع اسمها.. فخبط بكلتا يديها على الحائط پعنف شديد لدرجة ادمت أصابع يديه
نهضت صافي من مكانها مڤزوعة وهي ترى مايفعله زاهر
سألتها بقلق زاهر بيه مالك
تحدث إليها پغضب حاجة متخصكيش
قالت بأحراج أسفة زاهر بيه... كملت كلامها بصوت خاڤت.. في داهية
خرج زاهر من المكان وهو يكاد لايرى أمامه
من هذه الحركة النادرة... قالت بخفوت لها.. بلاش كده هتصعبي عليا أكتر...خلي بالك من نفسك تكلمت معاها كأنها شخص مسكين... سلام ياقطة تنهض زهرة واستمرت في المشي.. باب منزلها
قالت زهرة لها وبعدين معاكي.. جايه معايا ليه لحد البيت... روحي للمكان اللي عايشه فيه
أخرجت مواء خاڤت ونظرت لها بتوسل
شعرت زهرة بالشفقة تجاه القطة ثم قامت بحملها وبعدين معاكي وبلاش البصة دي... أنا مقدرش اخدك معايا.. يدوب بصرف على نفسي وماما بالعافية ومرتبي من الكافيه يدوب بيقضي مصاريفنا ده غير علاج ماما ورعايتي ليها... متجيش انتي وتبصلي كده بلاش تحسسيني بالذنب مقدرش اخدك معايا بلاش مسئولية فوق المسئولية... حركة أصابع يديها بحنيه على فراء القطة... نظرت زهرة پصدمة للقطة.... معقولة بس انتي صغيرة أوي ياقطة... يستمر الانبعاج بالتحرك بلطف تحت اصابعها... نظرت لها القطة بعيونها الزرقاء... شاهدت زهرة داخل عينيها نظرات خاصة... نظرة رجاء... نظرة توسل... قائلة لها بأكثر لهجات الحيوان تعبير... أنا دلوقتي مليش غيرك...
لمعت زهرة عينيها بالدموع تعرفي ياقطة بعد البصة دي انا مقدرش اسيبك وانتي في الوضع ده... خلاص بطلي نونوه... أنا هخدك تعيشي معايا... بس ادعي معايا ماما متطردكيش...
فتحت باب الشقة ومشيت على أطراف اصابعها حتى لا تعرف امها انها جاءت... دخلت إلى غرفتها وتنفست بسعادة.. متقفشتش... بصي ياقطة انا هسميكي ماشا ماهو مش معقولة هنبقا جيران مع بعض في نفس الاوضة واقولك ياقطة... من يوم ورايح انتي اسمك ماشا.. هجبلك حاجة تاكليها ومش عايزه اسمع صوتك خالص عشان نبقا حابيب واصحاب.. مفهوم ياماشا.. هو أنا هقول لماما بس بعدين لما امهد ليها الاول
انتهت زهرة من وضع الطعام لماشا... ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت طعام العشاء لأمها ووضعتها على صينية ووضعت بجانبه العلاج وكوب من الماء ثم دلفت إلى غرفة امها
قالت بابتسامة مساء الورد والياسمين
ردت هدى بابتسامة مساء الورد.. أنا سمعاكي جاية من فترة أيه اللي اخرك عليا
أجابت بلجلجة ابدا متأخرتش ولا حاجة... يدوب غيرت هدومي ودخلت الحمام... يمكن بقا طولت شوية جوا الحمام..
سألت سؤالها اليومي عملتي ايه النهاردة في الشغل ومدام شهيرة صحتها أخبارها ايه
تنهدت زهرة بكأبة الله يرحمه وهي من وقتها وعندها فوبيا من المستشفيات.. قومي شوية
ردت بضحك انا هجبها لحد هنا ليكي
قالت بسرعة لااااا متدخلهاش...مش بتفصل وانا عندي صداع لوحدي... خلي السلام من بعيد لبعيد أحسن
زهرة حاضر ياست الكل... خرجت مسرعة من غرفة والداتها فضحى لم تنزع اصبعها عن جرس الباب حتى الأن
فتحت باب الشقة قائلة بلوم... الجرس يابت يتحرق
دلفت ضحى إلى الداخل مسرعة بدون استئذان
اغلقت الباب...لترى ضحى أخذت اكثر وضع مريح في الجلوس
تنهدت زهرة خلاص قعدتي واستربعتي... واشارت باصبعها بتحذير فى وجه ضحى.. صبعك ميتحطتش على جرس الباب تاني بعد كده تخبطي
مدت ضحى يديها وتناولت خياريه من على الطبق الموضوع بجانبها تكلمت وفمها ممتلئ... حاااضر
زهرة ماهو كل مرة تقولي حاضر وبردو تهببي نفس العاملة
ضحى حاضر يازهرة مانتي عارفة اني بنسى.. خلينا في المهم...
تعال
حاولت ضحى تلطيف الأجواء عندما شاهدت احمرار وجهها فعرفت انها تمادت واهانتها.. فشكلها ومظهرها خط أحمر...مكنتش اقصد.. عدي كلامي هما كلمتين بايخين وطلعو مني كده وهاتي راسك ابوسها.. أبعدت رأسها فهي تشعر بالڠضب منها
قالت ضحى بتوسل مكنتش اقصد يازهرة بهزر معاكي.. خلاص سماح المرة دي
زهرة تكلمت بحدة خلاص ياضحى مش زعلانه... قوليلي بقا كنت عايزاني في أيه عشان بجد تعبانة وعايزه أنام
ردت ضحى هقولك اهو.. أحمد اتصل باخويا وقالو يكلمني
بمجرد ذكر إسم احمد شعرت بغصة في قلبها...سألت بصوت مرتعش وبعدين
أجابتها ضحى كان عايز نمرة تليفونك
شعور بالصدمة تملكها... بعد مرور عدة سنوات... كلف نفسه عناء محاولة الاتصال بها وردك كان إيه
أجابت ضحى طبعا رفضت... قولت هقولك الأول لو وافقتي هديله الرقم.... اديله الرقم ولا لأ
ردت بصوت مرتعش لا مش عايزه ياخد رقمي مش عايزه اي اتصال بيه
ضحى بس يازهرة هو عايز يكلمك... إنتو كنتو
قاطعتها پغضب إحنا مكناش حاجة
قالت ضحى مهدئة بس هو باين عليه ندمان وعايز
_ كفايه ياضحى مش عايزه اسمع سيرته... وبقولك اهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري
_خلاص يازهرة اللي يريحك.. أنا كنت عايزه مصلحتك... عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة.. إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال زهرة الطفلة ماټت بسببه... هو السبب أني ابقا كده زهرة البشعة من برا وجوا.. خلاني انسانة شبه مېته.. ولا طولت الدنيا ولا طولت المۏت بسببه
الحلقة الثانية
_ كفايه ياضحى مش عايزه أسمع سيرته... وبقولك اهو لو اديتله نمرة تليفوني
مش هكلمك طول عمري
_خلاص يازهرة إللي يريحك.. أنا كنت عايزه مصلحتك... عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة.. إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال زهرة الطفلة ماټت بسببه... هو السبب أني ابقا كده زهرة البشعة من برا وجوا.. خلاني انسانة شبه مېته.. ولا طولت الدنيا ولا طولت المۏت بسببه
قالت بحزن خلاص يازهرة مش هجيب سيرته تاني .. بس أنتي من حقك تعيشي سنك... تعيشي حياتك هتفضلي لحد أمتى عازلة نفسك عن الدنيا..
همست پألم نابع من داخل قلب مشوه عشان اللي زيي مش حقهم يعيشو زي بقيت الخلق... بصي حوالينك كويس شايفة الشقوق اللي في الحيطان...انتي عارفة ان الشقوق دي مظهرتش الا لما سندي وضهري ماټ... أنا مختلفش كتير عنها عشان احنا الاتنين واحد مفيش فرق المسؤوليات اللي اترمت فوق كتافي... وقلقي المرعب اني في يوم اتعب ومقدرش اشتغل وملقيش فلوس علاج أمي.. وملقيش فلوس اصرف
نظ
رسمت زهرة على وجهها الابتسامة ودخلت على غرفة أمها لكي تطمئن عليها وعندما انتهت دلفت إلى غرفتها وذهبت إلى مكتبها الصغير أخرجت منه كتاب قديم... وفتحته متأمله الزهرة الجافة المندسة بين طيات صفحاته الصفراء... قربتها من انفها في محاولة عقيمة لاستنشاق رائحة ذكريات أول حب
الدموع لمعت في عينيها وحدثت نفسها بهمس حياتي وأنت بعيد عني مكنتش حياة... كان نفسي أنساك زي مانستني بس مقدرتش... أيه اللي فكرك بيا بعد السينين دي..
شردت زهرة مع ماضيها...تحديدا منذ أربع سنوات عندنا كانت فى السادسة عشر من عمرها
فؤاد برفض وأنا قولتلك لأ.. عايزه تروحي المنتزه يابت فؤاد
زهرة قالت متوسلة أول وآخر مرة هقولك أخرج تاني وأنا مش هخرج لوحدي... هنكون كلنا بنات مع بعض... وافق عشان نفسي تتفتح
على ورقة الإجابة واجاوب كويس... أنت مش عايزني أطلع دكتورة ولا إيه
رد بسرعة طبعا عايزك تطلعي دكتورة... دي أمنية حياتي.. الناس تناديني بأبو الدكتورة
_ يبقا بلاش تزعلني... أصل الزعل ممكن يبقا وحش عليا ويطلع في ورقة الإجابة... وافق بقا ياسيد الكل
قال فؤاد كله اللي زعل اللي هيتنقل لورقة الإجابة... خلاص انا موافق
قفزت زهرة من السعادة وتعلقت برقبة والدها وأنهمرت عليه بالقبلات ربنا يخليك ليا يأحسن وأطيب أب في الدنيا دي كلها
فؤاد قال بابتسامة متتأخريش
ردت بسرعة حاااضر
ثم خرجت مسرعة.. وأغلقت الباب خلفها
بعد الإنتهاء من الإمتحان.. اجتمعت جميع زميلاتها خارج المدرسة
قالت رشا إحنا كنا متفقين هنروح المنتزه مع بعض... مين هتروح ومين مش تروح.. ومين بالأصح أهلها وافقو على رحلة المنتزه
ردت زهرة أنا هروح طبعا
رشا تحدثت بعدم تصديق أنتي يازهرة... ده انتي كنتي اول واحدة قولت أهلك هيرفضو
رشا قالت للجميع يلا يابنات ناخد تاكسي عشان نلحق اليوم من أوله وكل واحدة ترجع بيتها قبل مالدنيا تضلم
بقلم سلمى محمد
وداخل حدائق المنتزه... أنزوت زهرة بعيدا عن