عشق الهوى بقلم نونا المصرى
البارد ذات يوم على نفس المائدة ولكن ها هي قد اصبحت زوجته مجددا وجمعهم سقف واحد ولا احد يعلم كيف ستمر هذه الليلة
وبينما كانت تفكر سمعته يسألها انتي ليه غيرتي الپارفان بتاعك
أندهشت عندما سمعت ذلك ونظرت اليه مباشرة ثم سألته وانت ازاي عرفت اني غيرت الپارفان بتاعي !
فاسند ادهم ظهره إلى الكرسي وامسك كأس الماء الخاص به ثم قربه من فمه وقال انا فاكر ان ريحته كانت غير ريحة الپارفان الجديد كانت قوية وناعمة في نفس الوقت
فنظر اليها وقال بجدية هو في حد يقدر ينسى حاجة علقت في دماغه
في تلك اللحظة بدأ قلب مريم يرتعش من شدة التوتر فاخدت ترمش كثيرا لانها لم تفهم قصده وما حيرها انه قال جملته الاخيرة وکأنه كان يحاول ان يوصل لها رسالة فادرك انها استغربت من كلامة لذا قال بس كويس انك غيرتي الپارفان لان ريحته كانت قوية جدا وكانت بتجيبلي صداع لما كنتي بتشتغلي معايا
قالت ذلك وكأنها كانت تحاول ان تستفزه بكلامها فخيب ظنها عندما ابتسم وقال بهدوء كملي اكلك
فاشاحت بنظرها عنه ثم تابعت تناول طعامها بصمت ولكن قلبها كان يرقص فرحا لان ادهم كان يتذكر رائحة عطرها القديمة والتي كادت هي نفسها ان تنساها لذا قررت ان تعاود شراء نفس العطر علها تلمس قلبه ولو قليلا و لا تعلم بأنه لا يحبها بل مهوسا بها الى حد الجنون وقد تخطى مرحلة الحب منذ امد بعيد اما الطفل فكان منهمكا في تناول الطعام الغريب الذي لم يتناوله من قبل وكأنه استغل الفرصة بينما كان والداه منهمكين في الكلام
بعد ان انتهوا من تناول العشاء ذهبت مريم وجهزت الحمام من اجل ابنها الذي وضعته بلطف في حوض الإستحمام وبدأ فورا يلعب بفقاعات الصابون وهو يصدر ضحكات رنانه تسر كل من يسمعها اما هي فكانت تفكر بأمر زوجها
الذي ادهشها لانه لم ينسى رائحة عطرها طوال ما يقارب الخمس سنوات اما بالنسبة له
فكان جالسا في غرفة المعيشة يراجع بعض الاعمال المهمة على حاسوبه المحمول ولم يشعر بالوقت يمضي الا حين خرجت مريم من الحمام وهي تحمل ابنهما الذي كانت تلفه بمنشفة كبيرة ولم تلتفت اليه بل ذهبت الى الغرفة والبسته ملابس النوم النظيفة ثم وضعته في السرير فقال انا عايز بابا ينام جنبي يا ماما
في تلك اللحظة سمعت صوت ادهم يقول الشغل يقدر يستنى لان ابني اهم من كل حاجة
فالتفتت اليه ورأته يتقدم نحو السرير بخطوت رزينة بينما ابتسم الصغير وهتف بمرح وسرعان ما جلس ادهم بجانبه على السرير من الجهة الأخرى وامام نظر مريم التي ارتبكت ونهضت بسرعة ثم ادارت ظهرها واعادت علبة كريم الاطفال الى مكانها فابتسم وقال تحب اقرالك حدوته يا حبيبي
في تلك اللحظة صدرت ضحكة صغيرة عن مريم التي تخيلت منظر ادهم عزام السيوفي وهو يقرأ قصص الاطفال فنظر هو اليها وعرف انها ضحكت عليه ولكنه لم يبالي بل نظر إلى ابنه وابتسم قائلا لا ياحبيبي انا عايز اقرالك حدوتة الجميلة والۏحش لاني معرفش الحدوته التانية
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة وتركت ابنها مع والده الذي بدأ يقص عليه قصة الحسناء والۏحش بطريقة كوميدية وهو يقلد صوت الۏحش فكان الطفل يضحك بسعادة غامرة وخصوصا عندما كان والده يدغدغه وبقيا على تلك الحال حتى غط ادهم الصغير بنوم عميق فقام والده بتغطيته وقبل جبينه ثم نهض من جانبه وخرج من الغرفة بخطوات بطيئة حتى لا
يستيقظ الصغير وبعدها ذهب إلى غرفة المعيشة فالټفت ناحية المطبخ ولم يجد مريم بل وجدها نائمة على الاريكة بينما كان التلفاز مشغلا فابتسم ابتسامة دافئة واقترب منها رويدا رويدا حتى لا تستيقظ ثم انحنى وجلس القرفصاء امامها بعدها وضع يده على خدها بلطف وقال بصوت حنون وحشتيني يا روحي انا مش مصدق انك رجعتيلي بجد
فتحركت مريم قليلا مما جعله يرتبك خوفا من
ان تستيقظ ولكنها لم تفعل بل اتكأت برأسها على ذراع الأريكة وتابعت نومها فابتسم ثم وضع يديها حول عنقه وحملها بلطف واخذها الى الغرفة فوضعها على السرير بجانب ابنهما وقام بتغطيتها ايضا ومن ثم جلس بجانبها واخذ يتأملها بعيون عاشقة ولكن سرعان ما اعتلت محياه ملامح الحزن عندما تذكر انه قام بصفعها في الماضي فاخذ يمسح على شعرها براحة يده وقال بصوت خاڤت انا اسف يا قلبي مكنش قصدي بس كنت اعمى وقتها ومعرفش ازاي تجرأت وعملتها
قال ذلك ثم قبل خدها الذي صفعه سابقا وابتعد عنها وبعدها اطفأ الضوء وخرج من الغرفة فتوجه نحو الأريكة التي في غرفة المعيشة واستلقى عليها واضعا ذراعه اليمنى خلف عنقه وما هي الا دقائق معدودة حتى استسلم للنوم ايضا
تسارع في الاحداث
انطوى الليل بعتمة ظلامه منسدلا خلف أستار الكون الفسيح ودبت الأرض ضياء حين أرسلت الشمس شعاعها الذهبي بعد أن غاصت في أغوار المحيط معلنة عن صباح يوم جديد فتسللت خيوطها الذهبية من نافذة غرفتة مريم وانعكست على وجهها واعطته لونا ذهبيا زادها جمالا شعرت بدفء لطيف يغزو بشرتها الصافية وجعلها تفحت عيونها ببطء ولكن سرعان ما اغمضتهما ورفعت يدها لتحجب ذلك الوهج الذهبي عن عيناها ثم التفتت الى جانبها ووجدت ابنها مايزال نائما بجانبها وهو كالحمل الوديع ابتسمت باشراقة وقبلت وجنته بكل حنان ولكن سرعان ما ادركت انها في غرفتها فهبت جالسة على السرير وقالت انا جيت هنا ازاي
ثم اخذت تبحث عن ادهم بنظرها في ارجاء الغرفة ولكنها لم تجده فنهضت عن السرير ثم توجهت نحو الباب وفتحته لتخرج الى غرفة المعيشة وجدته ما يزال نائما بعمق على تلك الاريكة وسرعان ما أرتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها فتحركت نحوه بخطوات بطيئة حتى اصبحت واقفة بالقرب منه انحنت قليلا واخذت تتأمل قسمات وجهه الذي لطالما أحبته فلم تشعر بنفسها
عندما انحنت وجلست القرفصاء وضعت يدها على خدها الأيسر بينما كانت تنظر اليه بتمعن وكأنها تحاول ان تشبع من رؤيته فقالت بصوت اشبه للهمس وزنك نقص عن اخر مرة شفتك فيها وكمان بقى عندك شنب بس كدا اجمل
قالت ذلك وسمحت ليدها اليمنى ان تتسلل الى شعره الاسود ونزلت بها الى حاجبيه فابتسمت عندما عقدهما تعبيرا عن انزعاجه من يدها التي عكرت صفو نومه فسحبتها بسرعة وهبت واقفة ثم استدارت وحاولت الابتعاد عنه وهي تتسلل على رؤوس اصابع قدميها حتى لا يستيقظ ولكنها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوت رجولي
تعرفه جيدا يقول لها كنتي كملي اللي بتعملي انا مش همنعك
في تلك اللحظة تجمد الډم في عروقها واتسعت عيناها على وسعهما وبدأ صدرها يعلو ويهبط وشعرت بالبرودة تسري في بالرغم من دفء المكان ابتلعت ريقها وحاولت ان تلتفت ولكن حركتها شلت تماما عندما سمعت صوت خطوات رجولية تقتربت منها وفجأة وقف خلفها وما زاد الطين بلة شعورها بيد قوية دافئة امسكت ذراعها بلطف فأغمضت عيناها بشدة اما هو فابتسم وهمس في اذنها بصوت شجي قائلا صباح الخير يا مريم
في تلك اللحظة شعرت مريم يذوب كقطعة سكر تذوب في فنجان شاي بسبب ذلك الصوت الرجولي الذي اخترق مسامعها وتسللت كلماته لتصيب قلبها الذي كان ينبض بسرعة كما لو كان طبل واحدهم يقرعه بقوة فقالت بصوت يكاد يختفي وبدون ان تتحرك شبرا واحدا ص صباح النور
فاتسعت ابتسامة ادهم وسمح ليده التي كانت تمسك بذراعها ان تصعد إلى كتفها فادارها ليصبح وجهها مقابلا لوجهه ولكنها احنت رأسها ولم تنظر إليه فلم يشاء ان يخجلها اكثر لذا ابتعد خطوتين للوراء وقال اكيد اتفجأتي لاني نمت هنا مش كدا يعني احنا قررنا اني هنام جنب ادهم بس شفتك نايمة على الكنبة فقلت مينفعش اسيبك تنامي هنا وانا انام على السرير علشان كدا شلتك وسبتك تنامي جنب ابننا
نظرت مريم اليه وقالت بدهشة ش شلتني !
فابتسم بخبث وقال ماتخفيش مكنتيش تقيله بصراحه استغربت اوي لما شلتك لاني كنت فاكر ان وزنك اتقل من كدا
فاشاحت بنظرها عنه واستطردت قائلة هروح اعمل شاور عن اذنك
قالت ذلك ثم تحركت بخطوات سريعة نحو الحمام فدخلت واغلقت الباب خلفها ثم وضعت يدها على صدرها وشعرت بأن قلبها كان على وشك الفرار من بين ضلوعها اما هو فحاله لم يكن يختلف عن حالها ابدا بل حتى انه كان
متوترا اكثر منها رفع يده ومررها في شعره المشعث وتنفس بعمق وقال في سره انا اسف يا حبيبتي عارف انك بقيتي تخافي مني بعد كل اللي حصل بينا زمان بس بوعدك اني هنسيكي كل حاجة وهحاول اخليكي تحبيني زي ما بحبك علشان نقدر نكمل حياتنا مع بعض ونربي ابننا احسن ربايه
في الحمام
كانت مريم ما تزال جالسة على كرسي المرحاض تفكر
بأمر ادهم الذي صدمها بتصرفاته التي لم تستطيع ان تستوعبها ابدا فهي كانت تعتقد بأنه لا يحبها وانما تزوجها حتى يتحمل المسؤولية لانها ام طفله بالإضافة إلى الرغبة في تملكها فقالت في سرها طيب هو ليه اتغير كدا دا بقى لطيف اوي وكمان حسيت ان نظرته ليا اتغيرت معقول يكون ادهم الصغير هو السبب
قالت ذلك واخذت تفكر وسرعان ما اضافت معتقدش معقول بقى بيحبني !
وبعد تفكير طويل هزت رأسها بنفي وقالت متوهميش نفسك يا مريم دا اتجوزك علشان ابنه وبس وجايز بقى لطيف معاكي علشان يبان كويس قدام ادهم الصغير ولو افتكرتي انك بقيتي مهمة بالنسبة له تبقي مچنونة
وبعد مدة زمنية محددة
انتهت من الاستحمام فارادت ان ترتدي ملابسها ولكنها لم تجدها فاتسعت عيناها عندما تذكرت
انها دخلت إلى الحمام بسرعة دون ان تاخذ ملابسها فوضعت يدها على فمها وقالت يا نهار اسود ازاي نسيت الهدوم هعمل ايه دلوقتي ازاي هطلع من هنا وهو في البيت
فاخذت تتلفت حولها ووقع نظرها على منشفة كبيرة كانت معلقة بجانب الباب اخذتها ولفت بها ولكن بالكاد اخفت قدميها وكتفيها بينما كانت قطرات الماء تتساقط من شعرها ووجهها فأمسكت بمقبض الباب ثم فتحته وعندما ارادت ان تخرج اصطدمت بصدر ادهم وتفاجأت بوجوده امامها مما
جعل عيناها تتسع وسرعان ما عادت واغلقت الباب في وجهه فورا وصاحت به قائلة انت جيت هنا ليه متعرفش اني هنا !!
اما هو فرمش عدة مرات محاولا استيعاب ما حدث فقال انا جيت اطمن عليكي اصلك بقالك كتير في الحمام
فابتلعت مريم ريقها وقالت بتلعثم ا انا كويسه ومش محتاجة
حد يطمن عليا
ادهم طيب مادام انتي كويس يبقى اطلعي علشان انا كمان عايز اعمل
مريم انا كنت هطلع بس
فعقد ادهم حاجبيه وقال من خلف الباب بس ايه
فاغمضت مريم عيناها بشده وقالت بأندفاع انا نسيت هدومي
فتنهد ادهم وقال طيب تحبي اجيبلك الهدوم
فصړخت به من خلف الباب لاء اوعى تعمل كدا
ادهم امال عايزه تفضلي جوا يعني
فابتلعت مريم ريقها وقالت بتلعثم انا انا
فتنهد ادهم قائلا خلاص انا هروح اقف في البلكونة لغاية ما تطلعي
قال ذلك ثم توجه نحو الشرفة بالفعل اما هي فلم تخرج فورا بل انتظرت قليلا حتى سمعت خطواته تبتعد ومن ثم فتحت باب الحمام قليلا فلم تجده فتنهدت وخرجت بسرعة متوجها إلى غرفتها وعندما دخلت اغلقت الباب خلفها وتنفست الصعداء قائله الله ېخرب بيتك يا مريم في حد عاقل يخش يستحمى من غير ما ياخد هدومه معاه لأ والألعن انك مش لوحدك في البيت !
قالت ذلك ثم فتحت خزانتها واخرجت ملابسها اما ادهم فكان واقفا في الشرفة واضعا يديه في جيوب بنطاله وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة عندما تذكر ذلك الموقف المحرج بالنسبة لكليهما فقال مچنونة قلقانه على ايه يعني ما انا شفت كل حاجة قبل كدا
صرح بذلك بينه وبين نفسه وبعدها عاد إلى الداخل فتوجه نحو حقيبته التي كانت في غرفة المعيشة ومن ثم فتحها واخرج منها منشفة وبعض الملابس و الشامبو الخاص به ثم توجه نحو الحمام اما هي فانتهت من تسريح شعرها ونظرت الى ابنها النائم فتوجهت نحوه قبلت جبينه وذهبت الى المطبخ لتعد الفطور
اما في مكان اخر من نيويورك
فكان خالد يعد الفطور من اجل عمته سحر كالعادة فنزلت هي وتوجهت نحو المطبخ ثم ابتسمت قائلة صباح الخير يا حبيبي
فالټفت خالد اليها وابتسم بدفء قائلا صباح الفل ثواني والفطار هيجهز
جلست سحر وقالت اخبار مريم وابنها ايه انا سمعت ان الواد اټعور
فتغيرت ملامح وجه خالد وقال وهو يتابع تحضير الفطور مريم اتجوزت امبارح
في تلك اللحظة دهشت سحر للغاية وسألت بتعجب اتجوزت اتجوزت مين وازاي !
الټفت خالد اليها واجاب رجعت لجوزها قصدي الراجل اللي خلفت منه ابنها
سحر هو هنا طب يطلع مين دا
ابتسم بسخرية واردف لو قلتلك مش هتصدقي
سحر قلقتني يا خالد مين الراجل دا
خالد ادهم عزام السيوفي
اتسعت عينا سحر وسألته بدهشة قصدك امبراطور التجارة الإلكترونية !
فتنهد خالد قائلا ايوا هو
سحر معقول ادهم عزام السيوفي يبقى جوز مريم اللي منعرفش عنه حاجة !
جلس خالد وقال ايوا هو وباين عليه راجل خطېر اوي ومش سهل ابدا
سحر والله دي مفاجأة كبيرة يعني هي كانت متجوزه مليونير مشهور جدا في مصر وثروته متتقدرش ابدا بس سابت كل حاجة وجت تعيش هنا !
خالد اهو دا اللي حصل بقى
فنظرت سحر بشك اليه
وسألته لسه بتحبها يا خالد
اجابها بصدق الموضوع دا اتقفل من زمان اوي يا عمتي يعني انا بقيت اعتبرها اختي الصغيرة وبس وكمان انا