رواية رائعة بقلم نسمه مالك
تلك الفتاه الصغيره التي أصبحت بين ليله وضحاها أرمله ومسؤله عن ابنتها ووالدتها أيضا دفنت حزنها بين ثنايا روحها جاهدت حتي تظهر قويه بعدما رأت نظرة بعض أشباه البشر لها نظره كالسوط تجلد جسدهاوتمزق قلبها
وبالأخير وقعت تحت رحمة فارس ذلك المغرور كما تطلق عليه هي
بنظرها الحياة ليست عادلهولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلا ورحيما بها
ظلا تستضيء به في الهموم و الأحزان مصدر قوتها وأمانها
لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد
انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما جوزي حب عمري ېموت في عز شبابه ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي انا من غيره بقي ضهري مكسور
رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها
من يوم ما ماټ وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي
بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا ڼار انا كدبت عليكي هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما
شهقت إلهام پصدمه مردده
يا كبدي يا بنتي
مسحت إسراء عبراتها بظهر يدها بطفوله وتابعت بغيظ
ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما ېموت
وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء!
زمت إسراء شفاتيها واجابتها بملامح عابثه
انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي
صكت إسراء على أسنانها بغيظ متمتمه
يا سلام يا ست لوما وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني!
ضحكت الهام بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث
ما أنتي عجبتيه وډخلتي دماغه وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمكوانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم
رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله
يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب
ترقرقت أعين إسراء بالعبرات ونظرت لها بعتاب قائله
انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه وأكون لواحد غيره يا ماما!
ربتت إلهام على كف يدها بحنان وبتعقل قالت
يشهد ربنا يا بنتي ان مۏت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش ولو كانت ظروفنا أحسن من كده وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي!
أسرعت إسراء بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها
وهي تقول بلهفه
انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما دا انتي وبنتي اهلي وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا ربنا ميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبتي
جذبتها إلهام لحضنها تضم رأسها بحنان بالغ ولثمت جبهتها بحب وهي تقول
ولا يحرمني منكم يا ضنايا بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي انا عمري ما هضرك ولا هسيبك تضري نفسك احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكيوانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله الحمدلله على كل حال
وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء
أنتي لسه صغيره والحياه قدامك متدفنيش شبابك بحزنك وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك
حركت إسراء رأسها بالنفي وهمت بالاعتراض لتسرع إلهام قائله بأمر
متستعجليش وفكري الأول بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك انا وبنتك متعلقين في رقبتك واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح
إسراء بطاعه ونعمه بالله العلي العظيم حاضر يا ماما هتوضي واساعدك تتوضي ونصلي سوا
اعتلي وجهها ڠضب مفاجئ وتابعت بأصرار
ولو ست خديجه موافقتش تشغلني يبقي هاخدك ونمشي من هنا ڠصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا
بينما فارس يتابع حديثهما بهتمام شديد ومن