أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
عضدها بقوة وأخبرها من بين أسنانه
وانتي مالك هتعرفيني أتعامل مع اللي شغالين عندي ازاي
توسل عرفة إليه
عشان خاطري يا جاسر بيه سيبها هي بالتأكيد ما تقصدش حاجة.
الټفت إليه مرة أخرى ووبخه
وانت عمال تتحامي ليها كانت من باقي عيلتك
لأنه يبقى خالي.
صوت مياه البحر وأصوات الطيور كافية لعمل أجمل الألحان تطرب السمع ينصت إليها يعقوب باستمتاع ويخبر ابنه الذي يجلس أمامه حول المنضدة
كان يستمع إلى والده بسعادة فسأله
معقولة يا بابا كنت بتحب ماما الله يرحمها قوي كدا
تنهد والده ثم نظر إلى مياه البحر وأجاب
كنت وما زالت دا حبها بيزيد في قلبي كل يوم رقية دي كانت جنة الدنيا اللي ربنا رزقني بيها كنت بشوفها ملاك عايش في وسطنا.
وحينما أخبره والده بذلك أطلق يوسف زفرة بأريحية اقتصر طريق طويل من الشرح والحديث حول الموضوع الذي يريد أن يحدثه عنه.
أنت كدا وفرت علي اللي عايز أقوله ليك.
عقد ما بين حاجبيه وسأله
حضرتك تقصد إيه
مش أنت لسه بتقول نفسك تتجوز واحدة زى أمك الله يرحمها أنا بقى بقولك موجودة بس مش زيها بالظبط لكن فيها منها كتير هادية ومحترمة وبنت أصول ظروف حياتكم تشبه بعض.
باغته بسؤاله
حضرتك قصدك على مريم
رفع حاجبه بدهشة من فطنة ابنه فقال إليه
وهي فيه غيرها أديك أتعاملت معاها وتقريبا تعرف عنها كل حاجة حتى كمان بتحب العلام زيك و مجتهدة بتشتغل عشان تكمل تعليمها تلاقيها مش عايزة تحمل خالها فوق طاقته ويا عالم مراته الحرباية قالت لها كلمتين مش تمام من الأخر البنت دى عجباني قوي وبتمناها ليك أنت إيه رأيك
مش لما أعرف رأيها هي الأول
ضحك والده ثم أخبره
اطمن هي بتحبك ويمكن أكتر اسالني أنا من نظرة واحدة بعرف اللي قدامي دا قلبه مشغول ولا لأ.
أومأ إلى والده وقال
ماشي يا بابا لما نرجع بإذن الله هبقى أكلمها ولو طلعت زى ما حضرتك بتقول يبقى نروح أنا وانت وماما راوية نطلب إيديها.
ربت يعقوب على يد ابنه بحنان قائلا
انتهت من عملها للتو فسألت خالها
خالو أنا خلصت شغلي أنت مروح معايا
كان عرفة يمسك بدفتر ويدون علامة أمام كل نوع بضاعة بعدما يتأكد من ترتيبها على الرفوف أجاب
لا أنا قدامي ساعة عقبال ما أخلص روحي انتي يا حبيبتي.
غادرت المتجر وسارت على اليمين حتى خرجت إلى الشارع الرئيسي ومن ثم منه إلى شارع هادئ يؤدي إلى الشارع الذي يوجد فيه منزل خالها.
رفع أمام عينيها مدية اتسعت عينيها پذعر فابتسم بسعادة من خۏفها الذي يشعره بلذة أردف تحذيره إليها
أنا هاشيل إيدي ونتكلم مع بعض بالعقل أصلك بصراحة ډخلتي مزاجي
قوي وعجبتيني لا و طلع عمي عرفة خالك يعني زيتنا في دقيقنا.
كنتي بتقولي إيه يا قمر
كنت بقول أنك لو آخر راجل في العالم عمري حتى ما هبص ليك واللي
في دماغك دا تنساه خالص لأنك
مش الراجل اللي أتمناه.
جرى إيه يا بت أنت اللي زيك يتمنوا بس أعدي من قدامهم.
حاولت جذب يدها وقالت
وأنا مش زيهم ممكن تبعد عني بقى وتسيبني في حالي.
أخذ يتجول ببصره على أنحاء وجهها ومن ثم جسدها أعاد المدية إلى جيب بنطاله الخلفي فقال لها
طيب ما تيجي نتجوز عرفي وأوعدك هخليكي تعيشي ملكة.
حدقت إليه بسخرية وسألته
أنت بجد مصدق نفسك ولا بتستعبط جاسر يا راوي انت اللى زيك المفروض يروح يتعالج ولا يروح يتوب لربنا عن القرف اللي انت عايش فيه والله بستغرب ازاى انت ابن الحاج يعقوب ولا حتى أخو يوسف.
رأت ابن خالها فسألها
فيه إيه شوفتي عفريت
حدقت إليه بازدراء وأجابت
تصدق بالله العفريت عندي أرحم بكتير.
تصنع الوداعة والبراءة فقال
الله يسامحك وأنا اللي كنت مستنيكي عشان أقولك إن أنا مسافر بكرة رايح شغل في الغردقة هقعد هناك شهرين وهنزل أجازة عشر أيام هتوحشيني يا مريومة.
ما تشوفش وحش.
نظر إليها بعتاب
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة
ولجت إلى داخل البناء وتركته ينظر في إثرها بتعجب قائلا
ماشي يا مريم كلها شهرين وراجع ليكي يا بنت عمتي.
ما أقسى العشق حينما تتحداه الظروف فكم من شخص أراد أن تكتمل قصة حبه و أتت الرياح بما لا تشتهي السفن لتخط النهاية قبل بدايتها.
تزرع الأرض ذهابا وإيابا وتمسك بهاتفها تجري اتصالها المائة ولم يرد فكان ذلك الحال قد مر عليه أكثر من يومين كاد التفكير ېقتلها تود رؤيته ووالدها قد أقسم أن لا تخطو قدميها خارج المنزل انتبهت إلى حركة والدتها في الخارج وهي تخبرها بصوت جهوري
رقية
خرجت من غرفتها وأجابت
نعم.
نعم الله عليكي يا قلب