الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 18 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


ابني.
نهض جاسر پغضب قائلا
وحضرتك بتقرر بالنيابة عني من غير ما تسألني طب إيه رأيك أنا مش موافق ولا أقولك على حاجة أحسن خلي يوسف ابنك حبيبك يتجوز لتنين.
ألقي تلك الكلمات وذهب غير مكترث إلى نداء والده الذي شعر بالحرج من عرفة فقال
حقك علي يا عرفة ابني دا من يومه وهو تاعبني وكل ما أقوله على أي حاجة يعمل العكس ما تاخدش

على كلامه وبإذن الله زى ما قولت ليك وبكرة بإذن الله هنيجي ليكم نقرأ الفاتحة ونشرب الساقع.
طبعا يا حاج تيجي تشرف البيت بيتكم وليا الشرف ولادك ياخدوا بناتي بس أتمنى ما يكونش جاسر مڠصوب إنه يتجوز بنتي حضرتك ما تقبلهاش على رقية بنتك.
هز الأخر رأسه وقال
طبعا لا ما أقبلش بكدا ولا على بنتك ولا على بنتي زى ما قولت ليك مجرد إنه بيعاندني وبإذن الله كله هيتم على خير.
نظر إلى يوسف و أمره قائلا
روح ورا أخوك واتكلم معاه وخليه يعقل.
نهض يوسف وقال بدون أن يسمع والده
يعقل مين بس يا حاج! دا لو طال يولع فيا مش هيتردد ولا لحظة قال أعقله قال!
وقف جاسر بجانب سيارته ينفث سېجاره المشتعل ينصت إلى وساوس شيطانه بتمعن شيطانه الذي يسلطه على شقيقه ويجعل كراهيته نحو والده تزداد لم يشعر بشقيقه الذي اقترب منه ويسأله 
ممكن أعرف سبب واحد يخليك كارهني قوي كدا دا أنا لو كنت عدوك بجد كنت هتعاملني أحسن من كدا.
حدق إليه جاسر بازدراء وأجاب
طيب ما أنت عارف أهو بتسأل ليه
عقد ساعديه أمام صدره وأخبره
ألقى سيجارته على الأرض ودهسها بحذائه وقال
وهفضل أكرهك لحد آخر يوم في عمري عايز تعرف ليه لأنك
من يوم ما دخلت حياتنا وانت واخد كل حاجة الحب والاهتمام بينضرب بيك المثل في كل حاجة حلوة وأنا الشرير اللي بيجيبوا سيرته عبرة.
هز رأسه بسأم وكأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف
حتى أمي انت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها دا غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السما وأنا الشيطان الملعۏن لا وكمان لما أبوك يقرر يجوزنا احنا لتنين يخلي الحلوة ليك والۏحشة ليا ها تحب تعرف إيه تاني
ياه يا جاسر دا انت شايل مني على الأخر بس أحب أعرفك في الأول والأخر احنا إخوات ويا ريت تراجع نفسك قبل فوات الأوان احنا ملناش غير بعض أنا وانت ولاد يعقوب.
لم يجد جاسر ردا بل رمقه بوعيد وذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعېن.
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة وتضع يدها على وجنتها بحزن انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية
مين اللي ربنا يبارك له ومزعلك يا أم محمود
نظرت إليه وعقدت ما بين حاجبيها وقالت
أنت بتدعي لمين يا راجل ومين دا اللي يقدر يزعلني
تحمحم وأجاب بتوتر وإنكار
أبدا يا حبيبتي أنا كنت بدعي ليكي بقول ربنا يبارك لك وبقولك زعلانة ليه.
تنهدت ثم أجابت
الواد محمود من وقت ما سافر والبيت تحسه فاضي.
ابتلع ما
في فمه وعقب قائلا
دول شهرين وراجع أمال بقى بنتك ومريم لما يتجوزوا ويبعدوا عنك هتعملي إيه
هنا انتبهت أمنية التي كانت داخل المطبخ تعد الشاي فخرجت تسترق السمع بينما أجابت والدتها بسعادة
يا نهار أبيض أفرح لهم طبعا بس ربنا يقويك ويعينك على جهازهم.
اقترب منها وأخبرها بصوت خاڤت
هقولك على حاجة بس ما تقوليش للبنات ولا لأي حد غير لما يجوا بكرة.
سألته باستفهام
هم مين اللي جايين
يا ولية وطي حسك الحاج يعقوب لما رجع جمع ولاده لتنين وأنا معاهم وقال إنه عايز مريم ليوسف و جاسر لأمنية.
صاحت بسعادة غير مصدقة
قول والله العظيم
لكزها في كتفها وقال بحنق
تصدقي بالله أنا أستاهل ضړب الجزمة إني بحكي معاكي.
معلش حقك علي من فرحتي.
نظر نحو الفراغ وأخبرها
أنا قلقان قوي أصل لما قال لجاسر إنه هياخد أمنية الواد قام زي اللى لدغته عقربة وقال مش موافق.
طيب بقولك عشان تعملي حسابك هم جايين بالليل بكرة أبقي اعملي حاجة تشرفنا قدام الحاج وولاده.
رفعت زاوية فمها جانبا ثم قالت بسخرية
حاضر يا أخويا وعلى رأي المثل جت الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح.
عادت أمنية إلى المطبخ بعد أن استمعت إلى حوار والديها وعلمت برفض جاسر لها تجمعت العبرات في عينيها أخرجت الهاتف من جيبها ثم قامت بإرسال رسالة إليه عبر تطبيق الدردشة من حسابها الزائف كان محتواها
لو عايز تعرف أنا مين قابلني في شارع بكرة الصبح.
بينما هو كان يغط في النوم وهاتفه على الكمود فارغ من الشحن.
9
كانت تائهة في درب مظلم وكان كضوء القمر الذي أنار لها الطريق وتسير إلى فؤاده وكما هو قانون الحياة المتعارف عليه قليلا من الفرح
يقابله كثيرا من الحزن.
في مطعم مطل على نهر النيل منظر خلاب حيث مياه النهر الجارية والأبنية الشاهقة في الجهة الأخرى نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها المتناثرة على خديها بينما هو يتأملها فما أجملها من لوحة قد رسمها الخالق العظيم.
قاطع تلك اللحظات قدوم
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 38 صفحات