جنتي على الأرض لأنچل
جذريا فمن حضڼ والدتها الدافىء انتقلت الى حضڼ خالها القاسې أو بالأصح كرباج خالها المسنون سنا على كل صغيره و كبيره تفعلها فلا حوار و حديث كما اعتادت مع والدتها بل أوامر و إن لم تنفذ تلقى ضړبا مپرحا و بعد الضړب يأتي العقاپ المعنوي.
لتتوالي صدماتها صډمه تلو الأخرى .. و لكن أقساهن كانت و ستظل هو ۏفاة صخرتها و حضنها الدافىء..والدتها الحبيبه.
في إحدى المقاهي الشهيره بمدينة المنصوره جلس إياد الحداد رئيس مجلس إداره شركات الحداد للبناء و المقاولات و التي ورث إداراتها بعد رحيل والده تاركا تلك الامبراطوريه مسئولية على عاتقه فهو ما زال في الرابعه و العشرين من عمره و لكن بمساعدة عمه المهندس عامر الحداد استطاع أن يكسب ثقة الجميع بجديته و مثابرته على إبقاء هذه الامبراطوريه مثلما كانت في عهد والده و لم تكن تلك الثروه هي موروثه الوحيد من والده فلقد ورث ملامحه الرجوليه ووسامته الشديده نفس البينه القويه و الطول الفارع وعينان بلون الذهب و شعر بني داكن أما البشره البرونزيه فهذه ورثها من والدته المحبه.
قالت ساره بأسى أنا اسفه اوي يا إياد مقدرش اكسر قلب أختي .
قال إياد مندهشا ايه الجنان اللي بتقوليه ده . .ايه دخل اختك ماهيتاب فخطوبتنا
متتصورش الخضه اللي حصلتلنا و ماما اتحجزت معاها في المستشفى أعصابها اڼهارت.. لكن الحمد لله الدكتور قال إن الچرح سطحي جدا.. و بعد ما اطمنا عليها بابا كان مصر يعرف السبب اللي خلاها تحاول ټنتحر.. وقتها قالتله إنها سمعت إنك هتخطب قريب بس مقلتش عن الرساله و لا قالت إنك هتخطبني.. بابا رجع هزقها تاني و قالها إن الكلام ده مش صحيح و إنك كنت لمحتله إنك ناوي تخطبها أول ما تخلص كليتها.
قالت ساره مش مهم كنت تقصد ايه.. بعد اللي حصل بابا بقى متأكد انك تقصد ماهيتاب.
قال إياد منزعجا يعني ايه مش مهم.. هو انتي مش مصدقاني.
قالت ساره كمان مش مهم اصدق ايه..احنا خلاص معدش ينفع نبقى لبعض ..أنا مقدرتش اتحمل نظرة اللوم و العتاب اللي في عينيها ليا.. مقدرش أكون السبب فحزنها .. أنا اسفه يا إياد اسفه اوي.. أنا فهمتها أن طلبك ده فاجئني و اني بشوفك كأخ مش أكتر.
قالت ساره بأسى أنا فعلا عملت كده .
حاول إياد التقاط أنفاسه و تهدئة ضربات قلبه المتسارعه فمن المستحيل أن يخسر ساره .. عليه فقط اقناعها بأن مشكلة أختها لن تحل بتلك الطريقه.
قال إياد بهدوء لا يعكس ما بداخله من توتر طيب افرضي
إني وافقت على قرارك ده ..ايه اللي هيحصل لماهيتاب ما أنا أكيد مش هتجوزها.. افرضي لثانيه إني سبتك و هارتبط بواحده غيرك برضو هتفضل نفس المشكله...أنا مش عارف ايه اللي خلاها تتعلق بيا لكن صدقيني مع الوقت هتقدر تنسى و هي ألف شاب يتمناها و بكره كلنا نقعد سوا و نضحك عالموقف ده.
قال إياد پعنف وانتي عارفه ان ده مستحيل هيحصل.. وانهارده هاجي عندكم البيت و اكلم عمي و اطلب ايدك و اصلح سوء الفهم اللي حصل.. وممكن نستنى شوية لحد ما تتأقلم ماهي ع الوضع.
قالت ساره بحزم و انا من دلوقتي بقولك
مش موافقه..أنا طلبت اقابلك
عشان ابلغك قراري.. احنا خلاص يا إياد معدناش لبعض ..أنا مستحيل ابني سعادتي على تعاسة أختي ازاي هابص فوشها و فرضا وافقت و استنينا اما هي تتأقلم عالوضع ..ازاي اتأكد ان من جواها مش تعيسه ..ازاي اضمن إنها مش هترجع و تعمل فنفسها حاجه و يمكن ساعتها مكنش موجوده عشان أساعدها.
قالت كلمتها تلك و نهضت لتغادر... أمسك إياد مرفقها محاولا اقناعها بالبقاء.
نزعت ساره يدها پعنف و قالت لو سمحت متضغطش عليا أكتر من كده..ارجوك.
قال إياد انتي كده بدل ما تحلي المشكله بتهربي منها لو عايزه تساعديها يبقى تاخدي بايدها عشان تنسى الوهم ده تفهمي عمي الحقيقه بدل ما هو مستنى حاجه مش هتحصل.
قاطعته ساره قائله ارجوك انا مش عايز اجرحك او اقول حاجه تزعلك بس ايه الحقيقه اللي هافهمها لبابا.. انا مكنتش عايزه اتكلم بس انت اللي اجبرتني... ماهيتاب قالتلي انك يعني كنت....
قال اياد پعنف كنت ايه معشمها بحاجه... و انتي صدقتي
قالت ساره باستسلام اانا مش عارفه اصدق ايه و لا مين.. عشان كده بلاش نخسر بعض انت مهما كان هتفضل ابن عمي و بينا عيش و ملح ...متخليناش نقول كلام و نزعل بعض لانه لا هيقدم و لا هيأخر احنا خلاص ولاد عم و بس.
و غادرت تاركه إياد غارقا في صډمته .. أمن المعقول أن تشك باخلاصه لها و بهذه البساطه تنهي ما بينهما.
لا لم ينتهيا بعد .. ربما ما زالت تحت تأثير صدمة ما فعلته أختها .. فقلب ساره رقيق و محب للجميع و لا يقوى على إيذاء أحد .. سيعطيها بعض الوقت لتفكر و تعدل عن قرارها الاحمق هذا.
و كم طال هذا الوقت فرغم كل محاولاته لاقناعها بقيت ثابته على موقفها لم يكن لييأس أو يمل من محاولاته و لكنها طعنته طعنه أخرى بموافقتها على الزواج من رجل آخر.. لم يصدق عندما علم بأمر الخطوبه و لم يستطع الذهاب للحفل ..... ولكن اليوم بالتأكيد سيحضر حفل زفافها ..يريد أن يتأكد أنها باعته لذنب لم يكن له يد فيه.. يريد أن يراها مع رجل آخر عل ذلك ېقتل مشاعره تجاهها.
ترجل من سيارته ليدخل بهو الفندق الذي سيقام فيه الحفل و بصحبته كلا من والدته و أخته الصغرى.
تقدمت فرقة الدبكه اللبنانيه معلنة وصول العروسين وسط تصفيق الحضور.. طلت العروس متأبطة ذراع عريسها...و ابتسامه عريضه مرسومه على شفتيها.. التقت نظراتها بعينيه الغاضبتين لتشيح بوجهها بعيدا عنه.. ثم اقتربت من عريسها تهمس له شيئا أضحكه.
نعم.. كان هذا كافيا لېقتل مشاعره تجاهها أو هذا ما أقنع نفسه به.. فلقد خبأها تحت ستار آخر.. و مشاعر أخرى.. عنوانها الاڼتقام.. في هذه اللحظه رغب و بشده أن يذيقها من نفس الكأس الذي أسقته منه علقما مرا.
انتهت الزفه و تقدم العروسان للمسرح ليؤديا الرقصه الأولى و توالت الرقصات و ساد الهرج و المرج كما يحدث في كل زفاف... و لكن لم تكن العروس هي أسعد امرأه في هذه الليله كما هو المعتاد.. بل كانت امرأه أخرى قريبه كل القرب من عروس الليله...
قالت مهنئه نفسها أخيرا يا ماهيتاب ..نجحتي.. دلوقت هيخلالك الجو .. و كل ده مكلفكيش غير خدش بسيط فايدك و شوية حبر أحمر....ياه يا ساره ده انتي طلعتي ساذجه اوي .. مكنتش متخيله انك هتصدقيني و بالسهوله دي تتنازلي عنه...
قطع عليها حبل أفكارها صوت أحدهم يطلب منها أن ترقص معه.. استدارت لتفاجأ بإياد ... أحقا هو من طلب منها ذلك.. وقفت لثوان لا تجيب ..أبهذه السرعه نجحت خطتها.
قال إياد بخفه هي الرقصه محتاجه كل التفكير ده.
تداركت ماهيتاب نفسها و قالت اسفه.. بس انت فاجئتني.
عقد إياد حاجبيه فأكملت يلا بينا أنا بحب الأغنيه دي أوي.
اقتادها ليرقصا و عينيه لا تفارق ساره.. أراد أن يقهرها و لكن ما زالت الابستامه مرسومه على شفتيها كأنه لا يعنيها بشيء ..كأنهما لم يكونا...!
لا مبالاتها فجرت غضبه..ليمسك ماهيتاب من خصرها و يحملها و دار بها عدة مرات مسترعيا انتباه الحاضرين الذين بدأوا بالتصفيق و التصفير ... و ما إن وضعها أرضا حتى التقت عيناه بعيني ساره... وكم كانت صډمته عندما رآها مبتسمه تصفق مع الحضور..
لم تطل تلك اللحظه فقد اقترب عمه و قال موبخا ايه اللي انت عملته ده!!! كده ميصحش أبدا.
قاطع إياد عمه قائلا ثوان من فضلك يا عمي.
و اتجه الى منصة ال دي جي و طلب منه إيقاف الموسيقى و أمسك الميكروفون وقال من فضلكم يا جماعه .. و انتظر حتى هدأ الجميع .. ثم قال باختصار يا عمي أنا يشرفني إني اطلب ايد بنتك ماهيتاب.
طلب يدها ثم بحث عن الاخرى.. عن عينيها.. عيني ساره .. و أخيرا استطاع ان أن يشفي غليله فعيناها مليئتان بالالم ظل ينظر إليها لم ينتبه كثيرا لما حدث
بعد ذلك من مصافحة عمه
له و تظاهر ماهيتاب بالخجل و توالي المهنئين ...و لم يلحظ دهشة والدته و امتعاض أخته نسرين...فقط شعر بلذة الاڼتقام ..و في غمرة تلك اللذه لم يلحظ مراقبة عيني ماهيتاب له و لساره...فقد كانت حواسها حاضره جدا لما دار بينهما من حديث صامت.. حديث أدمى قلبها .. فكيف ما زال يفكر بأختها التي لا تقارن شكلا بها.. فماهيتاب رائعة الجمال تمتلك شعرا ذهبيا و عينان زروقان بلون البحر..و لطالما انتشت بنظرات المعجبين بها.. لم تقابل رجلا قط و لم يبهره جمالها ما عدا إياد... الذي أشعل فيها روح المنافسه لتلعب على كل الاوتار لتظفر بإعجابه.. و لكن ما زال متعلقا بأختها ساره.. ها هو يجرح كبرياؤها مره أخرى و لكن ليست ماهيتاب من ترضى بأن تكون رقم اثنان حتما ستمتلك إياد ثم عندما تمل منه تتركه و ليس العكس.. فلا أحد يترك ماهيتاب الجميله.
و كانت الصدمه الثانيه لإياد من صنع يده فارتباطه بماهيتاب كان كارثيا... و في النهايه اضطر إلى فسخ الخطوبه مسببا شرخا بينه و بين عمه... و لكن فتاه كماهيتاب لن يستأمنها أبدا أن تكون أما لأبناءه.
فكان القرار... عليه أن ينسى التفكير بعواطفه و فقط بالعقل .. بالعقل يعمل و بالعقل سيتزوج.
29112014
جنه..الآن
أغلقت جنه شاشه الحاسوب و أعادته سريعا إلى
غرفة ابنة خالها عبير ثم عادت إلى غرفتها التي سكنتها
طوال السنوات الماضيه غرفه متواضعه مقارنة