الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم سارة حسن

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


الذي خرجت منه خصلاته من كعكته لم تحيد عينيها عنه و التي اصبحت متوهجه بلونهما العسلي صوب عيينه السوداء المرتكزه علي ملامحها و كأن بينهم مغناطيس يجذبهم و هو يشعر انه يتزحزح عن ارضه و الغريب ان من داخله مترقب لنفسه و لها 
واخيرا اخفضت عينيها و ابتسمت و ابتسم

هو الاخر قائلا انا مش عارف حكيتلك كل ده ليه 

ردت عليه حسنا بخفوت و انا مبسوطه انك حكيتلي
مش هاتحكيلي انتي كمان 
تشنجت ملامحها قليلا و قالت بإرتباك اسمي حسنا 
عارف 
اخذت نفس عميق مرتجف و التفتت اليه مبتسمه و بدءت بسرد حياتها له طفولتها وشبابها و تفاعل هو في مواقفها بأعين شغوفه تاره و مواقفها المحزنه بعبوس علي وجهه 
لم تكذب و لم تريد ان تكذب عليه في اي شئ يخصها استرسلت فقد دون ذكر اسم عائلتها سردت له تفاصيلها انتهت و نظرت اليه قائله باحراج انا رغيت كتير صح
سمعت خفوت ضحكته و قال لا 
و لكن انقطعت الكلمه اثر ذلك الصوت القادم من اول السطح يقول 
ماكنتش اعرف انك عامل السطح لكده ياا اسطي علي 
الفصل السادس 
لم يشعرو بشي حولهم فقط متناغمين مع تلك اللحظات الجديده علي كلاهما 
حتي تلك الواقفه يديها في خصرها تهتز بجسدها بغيره و حقد لم يشعروا بوجودها الا حين قالت 
ماكنتش اعرف انك عامل السطوح لكده يااسطي علي
صدح صوت نجلاء يقطر غيره بتلك الكلمات قاطعه حديث اعينهم 
انتفضت حسنا ناظره اليها مبتعده عن علي بأحراج اما هو نظر اليها و لا يبدو عليه اي اثر من الارتبكاء قائلا
قصدك ايه يا ست نجلاء 
لوحت بيدها و هي تتبختر بمشيتها بتعمد 
و لا حاجه انا قلت اطلع اشم شويه هوا بس لاقيت السطح مشغول 
نظرت اليها حسنا بتلك العباءه الضيقه و الطرحه التي يظهر انها القتها علي شعرها و خرجت
وجهت حسنا سؤالها الي علي قائله مين دي 
و قبل ان يجيبها علي قالت هي من بين اسنانها
انا اللي المفروض اسال ياعنيا شكلك ماوردش عليا قبل كده 
اقتربت حسنا قليلا من علي خوفا من تلك المراءه وحدتها و نظراتها المشتعله اليها دون اي سبب تعرفه 
شعر علي باقترابها منه و ارتباكها وايضا و كأنها تحتمي به!
قال علي باسلوبا حاد الابله معرفه و اه مش من هنا بس من طرفي و اللي من طرفي انتي عارفه ياست نجلاء بيتعامل ازاي
فجأة غيرت نبره صوتها لضعيف مستعار وضړبت علي صدرها بشهقه يقطعني هي زعلت 
رد علي بنظرات حاده لطريقتها المفتعله و ايه هايزعلها انا فعلا عامل السطوح ده للبنات يقعدوا فيه براحتهم مش للجيران
و تركها دون كلمه أخرى و جذب حسنا من يدها متوجهين لاسفل و عند اقترابها من نجلاء و جدتها تنظر اليها بتفحص و كأنها غىريمتها تركوها تغلي بداخلها من ردوده البارده مهما حاولت التودد إليه 
تمتمت نجلاء من بين اسنانها و دي مين دي كمان 
متذكره زوجها الذي تزوجته لعدة سنوات في منزل اهله مع والدته وشقيقتيه الذين كانوا يلقون عليها اقذر السباب كان زوجها ضعيف الشخصية لا يستطيع الوقوف لأهله من اجلها و يكتفي فقد بمواساتها بغرفتهم خشيه من اهله حتي انه لا يستطيع حتي النظر اليها بوجودهم خشيا منهم و هي كانت تمني نفسها بتغيره صابره حتي نفذ صبرها عندما تكاثروا عليها بالضړب وقتها اصرت علي الطلاق والعوده لوالدتها المريضه حتي بعد الطلاق لم تسلم من اذاهم فطليقها الفاضل ارسل لها البلطجيه ليجبرها علي العودة مره اخري و لكن علي
وآه من علي تصدي لهم ذلك الرجل الذي يستحق لقب رجل يستحق ان يعشق بعيدا عن أشباه الرجال و الذي كان من ضمنهم زوجها الراحل 
والنبي ياسي علي مااسيبك أبدا هو انت في زيك ده انت اللي تملي العين و اكيد بيك خايب الرجا طليقي و نسوان الحته كلها 
نزلت درجات السلم معه و وقفوا امام شقه و الدته الټفت اليها وجدها تنظر ليده الحاضنه يدها بحمايه تركها مرتبكا و قال متحشرجا اا انا اسف بس حسيت انك خۏفتي منها 
رفعت عينيها بلمعتها الجديده و الغريبه عليها و همست له مش هاخاف ابدا و انت موجود
ازداد وجيب قلبه من تلك الغريبه و حديثها و عيينها و شعورة الغريب اتجاها بالحمايه مشاعر تجتاحه لاول مره شعر بتعرق جبينه فمسحه بيده و مسح بها علي شعره للخلف مداريا ارتباكه و توردها ايضا بسبب وضعهم هكذا بمنتصف السلم 
قالت له حسنا بخفوت انا لازم اروح
اوما لها و قال وعينيه ارضا هاوصلك
وقفت علي باب الشقه و هي
تهندم من ملابسها طرقت علي الباب مرتين فتحت السيده هدي قائله نجلاء ازيك يابنتي
اقتربت نجلاء تقبلها بود زائد لكنه مصطنع ازيك ياخالتي عامله ايه
رحبت بها هدي بفتور الحمدلله ادخلي انتي مش غريبه
رددت و تصنعت الاستحياء لا انا جيت اشقر علييكي بس و انزل ليكون سي علي هنا
علي في الورشه 
ردت نجلاء بحماس لكسب و دها طيب ياخالتي و بالمرة لو احتاجتي حاجه اعملهالك
دخلوا الاثنين و قالت هدي بضيافه تشربي ايه 
وقفت نجلاء مره اخري بود زائد ابدا هو انا غريبه انا هاعمل كوبيتين شاي حلوين وانتي خليكي مرتاحه هو انا جايه اتعبك و لا إيه 
ردت عليها هدي بابتسامه باهته لا خليكي انا بحب

اقدم للضيوف بنفسي
بهتت ملامح نجلاء و ادركت المغزي الواضح من حديثها
استقامت واقفه و قالت لا مالوش لزوم بقي مره تانيه 
اجابتها هدي بفتور ليه ما بدري
ردت عليها نجلاء بإجاز بدري من عمرك ياخالتي 
و خرجت و اغلقت من خلفها الباب هامسه لنفسها بغيظ لفشل خطتها في التودد و معرفة اي تفاصيل تخص علي 
وليه حيزبونه
مسكت حقيبتها و قد انتظرته كثيرا بعد عدة ايام لم تراه اليوم بأكمله و هي هنا حتي ارسلت هدي الي سلامه لتسأله عن علي وكانت اجابته انه في عمل خارج الورشه 
انتوت الوقوف و قد اصابها الاحباط تنوي المغادرة 
طرق الباب المستمر اعتقدت انه هو اخيرا فتحت هدي الباب و لكنها وجدت ابن احدي جاراتها يقول و هو منقطع الانفاس من الركض لامو اخذة يا حجه الاسطي علي موجود
اجابته هدي باستغراب من حالته لا يابني مش هنا مالك نفسك مقطوع كده ليه و ايه الدوشه اللي تحت دي
اجابها و هو علي عجاله من امرها عيال عدوي النجار ماسكين في عيال عمي وعايزين الاسطي علي يهدي الوضع 
هتفت هدي بضيق وعيال عدوي ايه جبهم عندنا تاني مش كانت اتفضت
اجابا الشاب موضحآ عيال عدوي جات عليهم كبسههجوم من الشرطه راحو مخبين البرشام في دكان عيال عمي
تدخلت حسنا باعتراض قائله طب ماتبلغوا البوليس 
الټفت اليها الشاب من اقتراحها الغريب عليه و قال رافضا لا يا ابله احنا مابندخلش الحكومه ما بينا و بعدين الحاج حسين و الاسطي علي هما اللي بيحلوها
صمتت حسنا پصدمه بينما قالت هدي و قد انتبهت لصوت علي اسفل اهو علي باينلو جه 
قال الشاب سريعا متوجها لاسفل
طب بالاذن يا حجه
اتجهت حسنا للنافذه بترقب و فضول شديد 
وجدت جمع غفير بالاسفل و النساء والاطفال يتابعون من الشرق و المنافذ بفضول و كانها احدي الافلام السينمائيه نظرت لاسفل
وجدت مجموعه من المراهقين لم يتعدا العقد الثاني بعد من عمرهم في مشاجره عڼيفه ابدا لا تناسب اعمارهم و ظهور باقي عائلاتهم ايضا في الصورة و تبادل الشجار بينهم بحثت بعنيها عن علي وجدته يحاول فض الاشتباك و معه مجموعه من الشباب ضيقت حاجبيها علي احدي الرجال الذي يشهر عصاه غليظه موجهها لخصمه تدخل علي و سحبها منه پعنف و كاد الرجل يتطاول علي علي بالايدي و لكن علي استبقه و لكمه بأنفه شهقت واضعه يديها علي فمها پخوف و رهبه و نظرت الي هدي بجانبها قائله پحده لازم نبلغ البوليس دول هايموتو بعض
اجابتها هدي و قالت رغم قلقها علي وحيدها دلوقتي هاتتفض يابنتي و والحاج حسين هايهدي الدنيا ده كل يوم و التاني من ده 
ضمت شفتيها بضيق لسلبية كل من حولها و التفتت بقلق الي علي الذي خلع قميصه و القاه ارضا و فجاءه انقض عليه رجل من الخلف علي ظهره فالقاه علي علي الارض بقوة توجهه اليه رجل بركله مفاجاءه تفاداها علي و مسك بقدمه و لواها پعنف و صړخ الرجل بالمقابل بقوة و لأن ظهور السلاح الابيض اساسي في تلك المشاجرات قام عدد باخراجه و بدئوا في تلوحيهم امام الخصم صړخ علي اتجاه شاب ليتفاداها وقد تفادها و لكن اصيب بچرح في ساعده زمجر علي و توجه اليه ساحبا اياه من ياقته بقوة و ضربه في يده حتي سقطت المديه ارضا و وجه اليه اللكمات شهقت پصدمه من كل العڼف المحيط و التي تشاهده كا واقع الان امام عينيها انتهي الشجار اخيرا و تفرق عدد كبير من المجموعتين و بقي اهم الاطراف علي اتفاق بجلسه قاعدة عرفيه لتحصيل التالف و الضرر الذي حدث لكلا من الطرفين و اسباب المشاچره و الوصول لاتفاق مرضي للطرفين لانهاء للعداء 
توجهت هدي الي المقعد قائله باعصاب تالفه الحمدلله عدت علي خير
صړخت فجاءه حسنا من كل ذلك العڼف قائله خير خير ايه دول كانوا هايموتو بعض و علي ازاي يدخل في مشكله هو مش طرف فيها 
و مين قال اني مش طرف طول ما المشكله في منطقتي مع اهلي يبقي لازم اكون طرف 
التفتت بقوة اليه هاتفه لا مش لازم كان ممكن تتعور كان ممكن ټموت بلغوا البوليس و
هو يتصرف انت مش رئيس جمهوريه منطقتك عشان تبقي في وسط كل ده 
احتد صوت علي و قال رافضآ حدتها و ارتفاع صوتها 
شكلك اعصابك تعبانه من اللي شوفتيه و حقك انتي مش متعوده علي ده بس ده عادي هنا و بيحصل و هايحصل و كل ماحد من اهلي هنا ها يقصدني في مساعده مش هاتردد اقف جمبه
احتدت هي الاخري قائله دون ادراك باندفاع دول مش اهلك
تحدثت هدي بتأنيب حسنا
التفتت اليها حسنا و قالت بضيق ازاي تسمحيله يعمل كده
خطت نجلاء من الباب المفتوح علي مصراعيه بعد استماعها للنقاش المحتد و قد شعرت بوجوب تدخلها للآن ربما لتكسب فرصه للفت انتباه 
صدح صوتها قائلا الله ينور يا سطي علي

تسلم ايدك انت و الرجاله عرفتوهم مقامهم ربنا يخليك لينا و تفضل حاميها ڠصب عن الكل
التفتت اليها حسنا و رفعت حاجبيها من تدخلها المفاجأ و الغير مرحب لها 
و قالت بضيق و اضح فعلا انتي شايفه كده خڼاقه و سلاح و بلطجيه شيفاها حاجه حلوه المفروض نسقف عليها
هتف علي و قد تمكن منه الڠضب من اسلوبها
 

انت في الصفحة 7 من 17 صفحات