قصة جميلة بقلم عدى زايد
منذ ذاك اليوم كان يجلس القرفصاء مسند بذقنه على ركبته ولجت و جلست بجانبه لم يشعر بها حتى قالت له
ياااه دا أنت في آخر الدنيا يا هيما !
في إيه يا هالة
أبدا مافيش كنت بقول لو ينفع يعني نتمشى شوية أنا و أنت بعد الغدا أكون شاكرة ليك بجد
معلش يا هالة تعبانة و مش قادر و كمان عندي شغل بكرا بدري
نظر لها و قال بضيق
إيه الهبل اللي بتقول دا أكيد طبعا مش كدا بس أنت عارفة إني بقى عندي مسؤليات أكبر و شغل أكبر
ردت هالة بإصرار قائلة
طب لو زي صحيح ما بتقول تعال نتمشى النهاردا بعد الغدا
خليها بكرا
ليه !
عشان عندي شغل كتير و هبقى مشغولة جامد اوي
كرر جملتها محاولا تقليدها قائلا
جامد اوي
تابع بجدية و قال
حاضر يا ستي بعد الغدا ابقى اخدك و نتمشى
شوية
في المساء
كانت تشير بيدها تجاه إحدى اللوحات و قالت برجاء
أنا نفسي أشوف الفيلم دا تعال نتفرج عليه
يااه يا هالة فيلم يعني تلت ساعات و أنا هلكان و عاوز أنام بجد
ما فعلته و ما سوف تفعله من المؤكد لن يمر على عقله ك محام سابق يعرف ببواطن الأمور و تلك التمهيدات جيدا لن ينكر بداخله أنه كان يتوق شوقا لرؤيتها لا يعرف أن يبقى أم لا و لكن قلبه أمره بالبقاء جلس و تظاهر بالجمود و هو يشاهد احداث الفيلم نظرت ليالي له و قالت
تجاهل حديثها بينما هي اغتاظت منه فقررت أن تسأله بنبرة مغتاظة
جيت ليه لما أنت تتقمس دور الكومبارس !!
و الله أنا لو أعرف الحركات العيالي دي ما كنت جيت
تابع بنبرة ناعمة
بس اقل لك على حاجة دي احلى حاجة عملتها هالة كان نفسي اشوفك بجد
ردت ليالي و قالت بنبرة معاتبة
اللي حصل ڠصب عني أهلك عاوزني ارمي أهلي وهما ملهمش غيري تفتكري رد أي حد عاقل كان هيبقى إيه !
ردت ليالي قائلة
كان هايبقى حل وسط يرضي جميع الأطراف و يأكد إنك عاوزني مش من أول ما حطوا شروطهم تقولهم بنتكم مش عاوزها !!
ابتسم و قال بإعتذار
في دي عندك حقك حقك عليا
بعد إيه يا بيه ما خلاص شكلك بقى زي الزفت قصادهم و فاهمين إنك مش شاريني
دا كلام متأسفة مش هصدقه أنا عاوزة فعل
إيه الفيلم بدء من بدري فاتني كتير
أردفت هالة عبارتها المتسائلة و بين يدها الذرة المقرمشة جلست بينهما ثم نظرت لهما و قالت بفضول
إيه مالكم ساكتين ليه ! هو أنا جيت في وقت مش مناسب !
رد إبراهيم و قال بنبرة مغتاظة
تقريبا !
بعد مرور يومين
كانت ليالي جالسة المقعد تتناول وجبة الغداء مع أخيها و بداخبها
تردد شديد في أن تتحدث معه و تمهد لحبيبها من جديد لاحظ هذا التردد أدهم لكنه تجاهله تماما تنهدت بعمق قبل أن تتحدث بهدوء
إبراهيم عاوز يجي يتقدم يا أدهم
رد أدهم و قال بهدوء
و بعدين !
هو إيه اللي و بعدين و لا قبلين إبراهيم حاسس إنه اتسرع في رده و عاوز يجي يتقدم من تاني
و يا ترى لسه مصمم على نفس طلبه و لا غيره !
ادهم اعتقد إنك أنت و إبراهيم نفس الشئ و إن لو حطيت نفسك مكانه هتلاقي تصرفك نفس تصرفه تنكر دا
طبعا لأ بس أنا على الأقل مش جبان عشان اسيب الإنسانة اللي بحبها و اقول لأهلها مش عاوزها !!
ردت ليالي و قالت
إبراهيم خانه التعبير يا أدهم و أظن هو مش قصده المعنى الحرفي للكلمة فبلاش نعلق الشماعة بتاعت الغد ر و الجبن و الكلام اللي ملوش لازمة دا
عاد أدهم بجسده للخلف و قال بهدوء
ليالي أنت عاوزة إيه بالظبط
ردت ليالي بنبرة مخټنقة
عاوزك تدي له فرصه تانية و تكون راضي عن جوازي
التزم الصمت بينما هي كانت تناجي ربها بأن يمر الأمر على خير تنهد بعمق و قال
خلي يجي يوم الخميس الساعة خمسة
تابع بجدية مصطنعة قائلا
ولو اتأخر دقيقة واحدة مش هحدد مواعيد تانية أنا حذرتك اهو
وثبت ليالي عن مقعدها و قالت بسعادة غامرة
ربنا يخليك ليا يا أحلى دومي في الدنيا كلها
كانت تغمره بقبلاتها السريعة و المتتالية بينما كان هو يحاول التملص من عناقها الشديد له
هرعت نحو حجرتها لتخبر إبراهيم ظل ينظر لمكانها و الإبتسامة لا تفارق شفتاه فاق على صوت رنين هاتفه وجده صديقه يخبره بموعد السفر الذي حدده ليتسلم وظيفته الجديدة بالمانيا انهى حديثه معه و على أن يمد له المهلة أسبوعا فقط لا غير حتى يستطيع انهاء كل شئ
في مساء