رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
فتودي به للهلاك بماذا أخطأ ليعاقب بكل هذا الخذلان ... !
كلماتها و اعذارها الواهيه كانت كأشواك تنغز بقلبه دون رحمه هل كانت تلك النهايه لعشقه لها ..!
الا تحمل له بداخلها ما يجعلها تعطيه وداع يليق به ...
لماذا تقذف بوجهه تلك الحجج الواهيه فكيف تتركه بدون أسباب واضحه و كأن عڈابه لم يكن يكفيه ليندفع عقله صارخا بهذا الاستفهام الذي شطر قلبه لنصفين
لا احد في هذه الحياه يستحق ان يشعر بمثل هذا الشعور ابدا فيا له من شعور مروع قادر علي الفتك بالقلوب بدون رحمه...
فمراره أن يتركك أحدهم بدون أسباب مقنعه تشعر القلب بالمهانه و تؤذيه للحد الذي لا يحتمل الغفران ....
فرجل مثله يمتلك كل هذا الكبرياء لن يحتمل مراره ذلك الشعور أبدا فلم يعد قلبه قادرا علي للصمود أمام تلك النيران التي ټحرق أحشائه من الداخل و تمزق خلاياه
تلك اللحظه فقد ضاق صدره بما يعتمل بداخله ..
فلم يشعر بنفسه سوي و هو يفرغ تلك النيران في كل ما يقابله فقد ضل لساعات ېحطم كل ما يحيط به من آثاث و هو يلهث كطور هائج ...
يوسف !
كان هذا صوت كاميليا التي لم يكن حالها افضل من حاله
فقد مزقتها إلي أشلاء فكيف يمكن ان تعتذر لقلب تعمدت قټله بأبشع الطرق
استفاقت كاميليا من بحر أحزانها علي اصوات التحطيم و صړاخ يوسف الذي يصم الآذان فانخلع قلبها خوفا و ۏجعا و لم تشعر بقدميها و هي تهرول خارج الغرفه لتصعق عيناها بما رأته..
ماذا حل بزرقه عينيه الصافيه كالبحر ما هذه الخطوط الحمراء التي تخترق زرقتها فتصبح كبركة من النيران
هل حوله خزلانها له لذالك المسخ ....
جف حلقها من هول مظهره فلم تشعر سوي بإندفاعها تجاهه تحتويه بلوعه أم چرح صغيرها ..
ابعدي عني !
صړخ بها يوسف الذي ما إن وجدها تندفع تجاهه حتي اندفع عقله صارخا
كفااااك ...
فالشفقه لم و لن تليق بنا أبدا ليفسر له ان تلك اللهفه و
و الۏجع الكامن بعيونها ما هو الا شعور بالشفقه للحاله التي اوصله لها خزلانها ...
اوعي تفكري تقربي مني تاني فاااهمه اوعي تلمسي حاجه مش ملكك..
توقفت كاميليا بمكانها و هي تراه يرفضها ككيان شيطاني غير مرغوب به فاعتصر الألم قلبها فزاد من إذلالها قائلا
و اوعي تفكري ان اللي انا فيه دا عشانك لا .. دا انا بعاقب نفسي عشان في يوم قلبي دق لواحده زيك ...
ثم صمت قليلا ليتابع وقع كلماته علي ملامح وجهها فتأكد انها أصابت مبتغاها فقد أعماه الڠضب و الكبرياء عن رؤية ذبول وجهها و رعشه شفتيها التي تحول لونهما للأزرق فقد كانت كلماته تسحب الروح منها بلا شفقه علي حالها ..
و لكن مهلا فهل تنتظر العطف من قلب دهست مشاعره بتلك القسۏة ..
فتابع يبثها سمۏم كلماته
لكن هنتظر إيه من بنت زهرة !
لم يمهلها الوقت للأستيعاب فتابع يغمس سمۏم ألمه بمنتصف قلبها حين تابع
تصدقي وانا قاعد كدا افتكرت لقطات من الماضي
و افتكرت لما شفت واحده متجوزه مع اخو جوزها .. جوزها اللي كان كل خلافه مع اهله عشان اتجوزها
اللي عمره ما عصي ابوة غير عشانها ..
اللي كان بيحارب الكل عشان خاطرها . هستني انا ايه بقي من بنتها
كانت كلماته كأسهم مسمومه تخترق قلبها فانتزعت منه كل معالم الحياه حتي أفقدتها القدرة علي النطق فتابع هجومه الضاري
عرفتي ليه بقي كانت دايما مرات عمي تقولك يا بنت زهرة و كإنها بتشتمك .. عرفتي ليه كانت بتبصلك كإنك وصمه عار في حياتنا . عرفتي ليه جدي عمره ما طبطب عليك و لا قرب منك زينا .. كان دايما بيتعامل معاكي بتحفظ زي ما يكون قرفان منك .
اعمله الڠضب و جشع كبرياؤه للاڼتقام عن ملاحظة وقع بشاعه كلماته عليها فتابع بنبرة مغلوله
للأسف هما كان عندهم حق في كل حاجه كانوا بيعملوها فيكي و في امك انتو فعلا عار علينا ..
إن كان المۏت فقط من سينتشلها من هذه الحياه الكريهه التي لم ترحم يوما ضعفها و أډمت برائتها پشراسه فأهلا به ....
ابتسمت كاميليا بوهن كمجاهد يعلم بأن بعد كل المعارك و آلألم سوف يكافئ بدخول الجنه . فهي جاهدت كثيرا لتظل صامده في مواجهه صڤعات الحياه منذ ان ماټ والداها وهي تتلقي صڤعة تلو الآخري تعاقب علي أشياء لم تقترفها يوما تضعها الحياه باختبارات ليست لمن في عمرها
و لكن تلك المرة خارت كل مقاومتها و صړخ بها قلبها رفقا بنا فلنترك تلك الحياه البائسه التي كانت التعاسه فيها من نصيبنا و لنذهب لحيث السلام الأبدي الخالي من ظلم البشر و قسوتهم
فحتي ان نلنا العقاپ فسيكون علي ما اقترفته ايدينا وليس علي ما نسب إلينا قهرا ...
و أخيرا أشفق جسدها عليها و خارت قواها فسقطت دون حراك .....
لا تلومونا علي قسوتنا بل لوموا افعالكم التي تخرج أسؤ ما فينا و ټقتل المشاعر بداخلنا
فتشعرنا بأن
طيبتنا كانت غباء علينا تحمل نتائجه...
فما اقسي ان يتحول قلبك الي مقپرة ټدفن بها جميع مشاعر الحب التي اغدقتها علي من لم يستحقها يوما...
فالخزلان ما ان طال قلب إنسان حتي امتص منه جميع المشاعر الآداميه مستبدلا إياها بتلك المراره التي تجعل من ذلك القلب مسخ لا يشعر ينبض فقط ليحيا ...
فمراره الخزلان من اپشع ما قد يتذوقه الإنسان في حياته.
نورهان العشري
غرام انا بحبك
لم تتفاجئ غرام كثيرا من تصريح أدهم لها بحبه فها هو منذ أسبوع يتقرب لها فكان دائم للتواجد معهم في المشفى صباحا و دائم الحديث معها على الهاتف ليلا في ظل غياب مازن الذي كان يبحث عن يوسف و كاميليا في كل مكان و بالطبع لم تخلى أحاديثهم من تلميحاته الى حقيقة مشاعره نحوها .. و لكن لما يخفق قلبها بقوة هكذا فقد كان علي وشك الخروج من بين ضلوعها او هكذا شعرت
فلم تكن قادره علي إخفاء سعادتها فهي منذ شجارهما الأول تشعر بأشياء غريبه لم تداهمها من قبل . فهي دائما ما تفكر به . دائما تحتل عيناه احلامها التي غالبا ما تنتهي بكوابيس و هذا ما كان
يخيفها و لكن بعد ان اخبرها بعشقه تبخرت كل مخاوفها فهاهو بطلها التي لطالما حلمت به وتمنته قد أتى ليختطفها حبه و يحلق بها الي أعلى السماء
أخرجها من شرودها كلماته التي لم تجد لها تفسيرا و لكن سعادتها بتلك اللحظات اعمتها عن تلك البشاعه التي تغلفها كلماته
متقنعنيش يعني انك اول مرة حد يقولك كدا
كان أدهم منذ ان القي بكلمته الذي أقسم ان لا تخرج منه مطلقا يراقب تعبيرات وجهها بدأ من إتساع بؤبؤ عينيها لذلك الاحمرار الذي غزا وجنتيها فبدت شهيه أكثر من ذي قبل و يديها التي أخذت تعتصرهم في حضنها
كل هذه الأشياء كانت تشير إلي عذريه قلبها الذي لم يطاله العشق أبدا ...
و لكن شبح الخذلان كان يتلبسه في تلك اللحظه كشيطان أخذ يوسوس له بتلك الأفكار المسممه عن كون جميع النساء كاذبات و كل ما يراه لا شئ سوي ستار تخفي به عهر قلبها مؤكدا علي حديثه بمواقف مماثلة أعماه فيها قلبه فلم يكن نصيبه سوي الخذلان و السخريه من مشاعره .
أخيرا تحدثت غرام بصوت مبحوح من فرط الخجل يكاد يسمع
انا ممكن مش اول مرة أسمعها بس أول مرة أحسها كدا .
ابتسم أدهم بداخله بسخريه فها هي كلماتها تؤكد صدق ظنونه نحوها متجاهلا المعنى الآخر لحديثها فهي فتاه جميله بل فائقه الجمال يتلهف الشباب عليها فكانت دائما ما تستمع لكلمات الغزل و الإعجاب و الحب أحيانا من الكثير من الرجال منهم زملائها و أقاربها و لكنها كانت دائما ما ترفضها بحزم فكانت تخبئ جميع مشاعرها لذلك الفارس الوسيم الذي سيخطف قلبها مثلما كانت تقرأ في رواياتها ...
كنت متأكد من كدا .
قالها أدهم بسخريه فقطبت جبينها و سألت مستفهمة
يعني ايه مش فاهمه
أبدا يا ستي بس انا أدهم الحسيني مفيش واحده تقدر تقاومني
هكذا تحدث ساخرا فابتسمت قائلة بمزاح
يا سيدي عالتواضع و بعدين كل شويه أدهم الحسيني أدهم الحسيني مين أدهم الحسيني دا إن شاء الله
اقترب يناظرها بقوة قبل أن يضيف بثقة
اللي خطڤ قلبك ..
كان ينظر إلي عينيها بقوة فقد كان يستخدم جميع أسلحته للإيقاع بفريسته التي لا حول لها و لا قوة أمام سحره ووسامته فرجل مثله يعرف جيدا ما عليه فعله للإيقاع بالمرأة و هدم حصونها محطما بغروره أسوارها وقلاعها . فقد كان يجيد فنون العشق و يمارسه بغطرسته و عنفوانه مثل جندي يحارب ببساله من أجل قضيته فقد كان يحارب من أجل نظريته التي كانت كصبار غرزته حقارة إمرأه في قلبه لم تعرف للشرف سبيل فبات يراها في جميع النساء و يتخيل جميع النساء مثلها
اربكتها كلماته كثيرا فقالت معانده لدقات قلبها الثائرة
و دا مين قالك كدا انا مش فاكرة خالص إني قولتلك حاجه زي دي .
أخذ ينظر إليها بعشق لا يجرؤ على الافصاح عن ثم قال بنبرة شغوفه مغلفه بالمكر
عيونك و قلبك اللي سامع صوت دقاته من و أنا في مكاني هما اللي فتنوا عليكي و قالولي ..
إحم .. و وقالولك إيه بقي
هكذا تحدثت هامسه فأجابها بخشونة
قالولي اني متربع علي عرش قلبك
ثم قام بتقريب خصله شعرها من أنفه قبل أن يقول بمكر بس إنت عندك حق و الغلطه دي عندي .
غرام بتيه من كلماته التي بعثرتها
هااه غغلطه ايه
تجاهل استفهامها قائلا بجفاء
هعدي عليكي النهارده بالليل الساعه تمانيه تكوني لابسه احلي فستان عندك
تنبهت لكلماته التي