رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
أكثر الأوقات الخطأ و تضع بينكما الآلاف من الحواجز و العراقيل . لكن تلك الخفقه الذي شعر بها قلبك عند اول لقاء ستجبره حتما على المحاربة و الاستبسال حتى آخر نفس في إزالة تلك العقبات واخضاعها...
فالحب عندما يأتي إما ان تعيش به او ټموت من أجله.
نورهان العشري
دخلت تلك الجميله الي ذلك المقهى تبحث بعيونها عن ذلك الفارس الوسيم و لكنها انبت نفسها بشده علي هذا اللقب مذكرة نفسها بانها هنا من اجل اخيها فقط
اذيك يا آنسه روفان
حلوة
قالتها بخفوت
زي القمر .
كمان قالها علي بابتسامه مرحه فزاد حرجها وقالت بلهفة
اه ... لا يعني اقصد اني كويسه
طب الحمد لله
الحمد لله
تحدث علي محاولا قمع ضحكاته
تستاهلي الحمد يا ستي ممكن بقي اعرف ايه سر الدعوة اللطيفه دي
مانا هقولك أهوة
كانت روفان تنظر في كل الاتجاهات عدا اليه
اديني مستني
بصي هو الخجل و الكسوف اللي انت فيه دا معناه حاجه من اتنين يا اما معجبه بيا يا إما جايه تطلبيني للجواز ها قوليلي أنهي فيهم بقي
صډمتها كلماته فهبت مندفعة
ايه لا طبعا و لا واحده من دول تصدق انا غلطانه اي جيت اصلا انا همشي عن اذنك ..
انا اسف والله مكنتش اقصد
قالها باعتذار صادق ثم تابع
ممكن تقعدي نكمل كلامنا و اوعدك مش هضايقك تاني
اهدته روفان احدي ابتساماتها الجميله فشعر بأن الشمس اشرقت له وحده و أخذ ينظر اليها باعجاب شديد فخجلت هي و اخفضت رأسها. فانتبه على نفسه و تحمحم قائلا
خلاص حصل خير
تمام نتكلم بقي بخصوص كاميليا و يوسف زي ما قولتيلي في
التليفون انك عايزاني في حاجه تخصهم
شرعت في الحديث براحة
فعلا انا سمعت تهديدك لجدي و كلامك عن ابيه يوسف عشان كدا جيت اوضحلك ان ابيه يوسف مش وحش ابدا و لا عمرة هيفكر يأذي كاميليا .
يبقي مش حرام عليك تقول عليه كدا
قالتها روفان برقه شديده و حزن فكان مظهرها طفوليا جذابا مما جعله يشعر بالذنب فهب مندفعا
تصدقي ان انا طلعت وحش اوي و ابن كلب كمان ياشيخه يخربيت اللي يزعلك..
قالها علي بحب و افتتان من رقتها و تعبيراتها الطفوليه
فضحكت ضحكه عاليه نسبيا فاغتاظ علي من نظرات الناس حولهم
لا والله. ما تعلي صوت ضحكتك شويه كمان و تسمعي الناس كلها اصل في واحد شكله زعلان انه مسمعش ضحكه سيادتك ..
روفان بخجل
انا والله مقصدش انا ضحكت ڠصب عني
تحدث بخشونة
خلاص بس متكرريهاش تاني...
حاضر
يخربيت حاضر دي بصي بلاش تقولي حاضر دي كمان لأي حد
تحدثت بمرح
لا اطمن دي من النوادر انها تخرج مني اصلا .
ضحكا معا و تبادلا النظرات التي كانت تنبأ عن ميلاد قصه حب من نوع خاص و وجه آخر للعشق الذي مهما اختلفت اوجهه يظل في النهايه الغاية التي يبحث عنها الانسان و القدر الذي لا يستطيع أبدا الفرار منه ...
طب ممكن أسألك سؤال
هكذا تحدثت روفان فأجابها باختصار
اكيد اتفضلي
هو انت كنت عايزني اجيب نيفين معايا اصلك يعني سألتني هي جايه معايا و لا لا
ابتسم علي داخليا و قال بمكر
قصدك البنت الأمورة اللي شفتها عندكوا في القصر
ايوا هي .
قالتها روفان بحنق حاولت ان تداريه قدر الامكان فأجابها بصدق
مش فكرة كدا بس انا قولت اكيد مش هتيجي تقابليني لوحدك يعني فبما ان هي بنت عمك و صاحبتك اكيد هتجبيها معاكي .
هبت باندفاع
لا هي مش مش صاحبتي و اصلا مبتطقنيش لا أنا و لا كاميليا و مبتحبش حد غير نفسها و بس
بصراحه ليها حق تبقي مبتطقكيش
هكذا تحدث علي فاندهشت من حديثه و قالت باستفهان
دا ليه بقي
يعني اي بنت في مكانها هيكون عندها بنت عم قمر كدا لازم هتغير منها و مش هتحبها ..
خجلت من حديثه فقالت برقة
بجد يعني انت شايفني احلي من نيفين
تداافعت الذكريات الذكريات برأسه فقمعها ولكنه لم يستطيع منع نفسه حين قال
انت فيك حاجه غريبه بتشد و بتخلي الواحد مش قادر يركز غير معاك حتي لو حواليكي بنات الدنيا كلها...
نظرة عنيك دي مش طبيعيه هي ازاي بټخطف كدا
اخفضت روفان عيناها بخجل و شعرت بالفراشات تطير في معدتها فانتبه علي لما قاله فحاول تغيير الحديث و سألها بصوت حاول ان يبدو ثابت
و انت بقي مخفتيش تيجي تقابليني خصوصا بعد ما سمعتي الكلام بيني و بين جدك و ټهديدي له
بصراحه لا.. قلبي قالي انك مش وحش و عمرك ما ټأذي حد أبدا
الله الله و ايه كمان يا ست روفان
كان هذا الصوت القادم من الخلف الذي اربك كلاهم
كثيرا ما كنت أقرأ عن جمال البدايات وروعتها و كم كان قلبي يتلهف لتذوق تلك المشاعر التي تجعل
المرء يحلق من فرط السعادة و لكن كان الأمر معك يختلف كثيرا عما تخيلته. أكان اجمل و اروع ام ان تلك الرهبه التي تملكتني عندما التقيتك هي من اضفت هذه الإثارة فجعلت قلبي كالمحموم من فرط المشاعر ...
أو أن تلك الهالة من الغموض المحيطه بك هي من أسرتني..
صدقا لم أعد أعلم فأنا للمرة الأولي لا أفهم ما يدور بداخلي فأنا تارة أشعر معك بالأمان و تارة اخشى الاقتراب منك .. حتى في اقصي درجات السعاده معك اسمع صوت داخلي يخبرني اهربي اركضي بعيدا لأبعد ما يمكنك الهروب ..
كثيرا ما احاول إسكاته و لكنه أصبح يأتيني حتى في منامي كرسائل ربانية لا يجب تجاهلها و لكن بمجرد أن أنظر إلى عينيك افقد كل قدراتي على التفكير و أنسي تلك الحاسة السادسه التي دائما ما تمكني من قراءة الأشخاص ..
وعندما نطق قلبك قائلا أحبك تلك الكلمة التي من المفترض أنها الرد القاطع الذي يقضي علي جميع اوهامي و هواجسي لم تكن قادرة علي أن تغمر قلبي للحد الذي يرسيه علي شاطئ الأمان ...
في تلك اللحظه نظرت لعيناك استنجد بهما لتكونا معبري لذلك الشاطئ فقد وجدت بهم تلك النظرة الحانية التي كانت كطوق النجاة الذي انتشلني من تلك التخبطات و من ثم اختفت سريعا لتحل محلها تلك النظرة المرعبة التي فزع لها قلبي و اړتعب و لكن كالعاده أجبرتني علي تجاهل كل ذلك و الاستسلام لسحر عشقك الذي أسكر قلبي فلم يعد يدري من أمره شئ ....
و لكن يبقى السؤال الذي يرهق عقلي من يوم التقيتك
هل أنت نجاتي أم هلاك !!
نورهان العشري
أغلقت غرام دفتر مذكراتها بعد ما
انتهت من وصف مشاعرها تدعو ان تعود الليله وهي حامله جميع الاجابات لأسئلتها لتريح قلبها وعقلها معا فهي لن تشعر بالراحه ابدا طالما تلك الاسئله تدور برأسها ..
أخرجها من تفكيرها صوت الهاتف يعلن عن قدوم رساله نصيه فالتقطته و شعرت بارتجافه خفيفه في يدها عندما وجدت اسمه فكان محتواها
ياتري الأميرة جهزت و لا لا .. السواق هيعدي عليك ياخدك كمان ساعه. بصراحه انت وحشتي الأمير أوي و مبقاش قادر يتحمل ... متتأخريش يا أميرة قلبي
تضاعفت دقات قلبها مع وصفه الأخير لها بأميرة قلبه و قامت باحتضان الهاتف و اغمضت عينيها بحالميه من كلماته الرقيقة التي تذيبها فها هو بكلمه بسيطه منه قادر علي ان يشعل لهيب قلبها و ينسيها كل تلك الأسئله و التخبطات التي تدور بداخلها فحتما هذا الرجل خطړ كبير عليها و علي قلبها .....
بعد مرور نصف ساعه كانت غرام تضع اللمسات الأخيرة علي وجهها فألقت نظرة أخيره علي زينتها و شعرها فشعرت بالرضا من مظهرها و ذهبت حتي ترتدي فستانها و تتجهز للخروج برفقه فارسها النبيل و أميرها الوسيم و لكن كان بداخلها شعور بالذنب لإضطرارها للكذب علي والدتها بشأن الخروج فهي أخبرتها بأنها ذاهبه لحفله زواج صديقتها و لكنها منت نفسها بأن هذه المرة الأخيرة التي ستكذب عليها ...
اتفضلي ياآنسه غرام انا السواق اللي ادهم بيه باعته لحضرتك
ميرسي اوي
تمتمت غرام وهي تستقل تلك السياره الفارهه فقد اخجلها اهتمامه بها و دلاله ذلك كثيرا و لكنها شعرت بالسعاده و بانها فعلا أميرة...
أخيرا وصل بها السائق إلي ذلك الفندق المصنف ب خمس نجوم الذي لم يكن يرتاده الا أصحاب الطبقه المخمليه
سلمها السائق لرجل آخر قادها الي المصعد فتسلمها منه رجل ثالث و هكذا إلي أن وجدت نفسها أخيرا بداخل جناح أشبه بجناح الملوك
فظلت تدور حولها مبهوره بكل ذلك الترف الذي يحيط بها فلم تلحظ ذلك الذي أخذ يطالعها بنظرات عشق سرعان ما تحولت لإشمئزاز عندما رأي نظرتها لكل ذلك الترف و قد ظن انه افتتان و لا يعلم بأن بداخلها كانت ترتعب من كل ما تراه
شعرت بانقباض قلبها من كل كل ما يحيط بها حتي انها همت بالفرار و اتجهت للباب لتخرج منه و لكن اوقفتها تلك اليد التي احبطت محاولتها في الفرار
ايه .. ايه رايحه فين
قالها أدهم بلهفه ما أن وجدها تهم بالخروج من الغرفه
ماشيه
قالتها غرام پخوف فاستفهم بخفوت
هو انت لسه جيتي عشان تمشي
تلعثمت قائلة
لا انا . بس . يعني . خفت . لما مش لقيتك فكنت همشي
زفر بقوة يحاول التخلص من سطوة حضورها ثم قال بخشونة
انا موجود شايفك من اول ما نزلتي من العربيه لحد ما جيتي هنا بس كنت بمبهور بالاميرة بتاعتي اللي نزلت من السما عشان تكون ليا و معايا
خجلت غرام من كلماته كثيرا فاخفضت رأسها فهي ليس لديها القدرة علي النظر لعينيه في تلك اللحظه
فتبدلت ملامح أدهم الذي كان يتذكر محادثتها مع هذا الغريب و كلامها معه بكل ارياحيه فاين كان ذلك الخجل
ابتسم بداخله بسخريه ثم قال محدثا
اياها
لا انا مابحبش الشويتين دول ..
شويتين ايه
استفهمت غرام بدهشه من حديثه فأجابها بمراوغة
لا متاخديش في بالك يالا عشان نتعشي
هو احنا هنتعشي هنا
انت شايفه ايه اوعي تكوني خاېفه!
ثم اقترب منها و قال هامسا
او تكوني مش