رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
أخبره بأن حالتها النفسية السيئة هي من عرضتها
لتلك الإغماءة مره ثانيه
أنا عايز اعرف حالتها أيه بالظبط مش معقول كل ما حد يكلمها كلمتين يغمي عليها .
الطبيب بهدوء
يا يوسف بيه المدام تعبانه نفسيا اكتر من جسديا و بتحاول تهرب من الواقع اللي مضايقها فجسمها بيستجيب لدا و ينسحب فبتحصلها حالة الإغماء دي . الموضوع كله نفسي بحت ..
تليفونك
ليه
مالك خفت كدا هعمل مكالمه منه عشان نسيت تليفوني في الشقة قالها يوسف بسخريه
لا استغربت بس ... اصل انا شكلي نسيت تليفوني في العربيه انا كمان
قالها بعد ان حاول العبث بملابسه ليوهمه بصدق حديثه
ضيق يوسف عينيه و قال بتهكم
طب انا و عادي جدا اني انسي تليفوني و مكنش مركز في الموقف دا انما انت بقي مش مركز ليه
تمام
انصرف رائد و ظل يوسف يتعجب علي حاله ماذا دهاه ليكون متوترا هكذا
مؤلم أن تضعك الحياة في موقف الجاني والمجني عليه في آن واحد ... تعطيك الدرس علي هيئة جرعه خذلان قاسېة فتدور تذقها لكل من يقابلك فقط لتثبت أنك تعلمت الدرس جيدا ....
توجه آدهم إلي الخارج فهو لم يكن قادر على المكوث معها لحظه آخري دون أن يعتذر لها الف مرة بل و قد يتوسل لها ايضا لتسامحه فهو بحياته لم يشعر بذلك الالم في قلبه حتي عندما خانته تلك الحقېرة لم يشعر بمقدار الألم الذي يشعر به الان .
ولت دمعه هاربه من عينيه فمسحها سريعا معنفا نفسه و عاند قلبه بأن هذا هو عقابها الذي استحقته
قالها قاصدا إلحاق المزيد من الاذلال لها
تقدمت غرام منه بكل ما تحمله بداخلها من ألم و عڈاب و خزي و قالت بمراره من بين دموعها
انت ازاي قادر تكون وحش اوي كدا ازاي
انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتخوفني منك بس كنت بكذبها واقول لا عنيه بتقول غير كدا . طول الوقت كنت بشوفك في احلامي علي هيئه وحش و اقوم مفزوعه و انت بټموت فيا و اقول لا. هو عمره ما يأذيني ! قولت دا دخل بيتنا و كل اكلنا و امي بتقوله يا ابني عمره ما هيأذيني ابدا
انت اكتر إنسان وحش قابلته في حياتي و عمري ما هسامحك. انا بكرهك....
قالتها بكل ما يعتمل بداخلها من حزن و قهر لتلقي به في بحور الندم و الوحل فلو كانت غرزت سکين بقلبه لم تكن تؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بأنه سيندم أشد الندم على فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بها تلك الفعلة
النكراء يعلم بداخله انه سيتذوق أضعاف عڈابها فعذاب الفقد و عڈاب الندم معا امرا لا يطاق .......
بعد وقت ليس بقليل كانت تقف أمام البحر تغرقه بدموعها التي لن تنضب و تشعر بأن داخلها قد انشطر لنصفين نصف منهم يلومها علي غبائها و برائتها و مشاعرها التي أعطتها لمن لم يستحقها يوما و الآخر يبكي علي حالها قلبها برائتها المنتهكه
مؤلم بل ممېت ذلك الشور بالغدر ممن
ظننت يوما انهم طوق نجاتك
حسمت قرارها سريعا فقد فقدت كل ما يبقيها على قيد الحياه علي يده فهي لن تعود أبدا لعائلتها بهذا الإثم الكبير
رفعت عيناها إلي السماء و قالت بۏجع
يااااااارب سامحني مش هقدر اعيش مع كل الالم و العاړ دا سامحني يارب ..
جرت ذيول خيباتها و إثمها التي شاركت به بغبائها ووثوقها في ذلك الذئب الذي لم يرحم أبدا برائتها و أخذتها خطواتها إلي البحر عله يزيل قذاره الحقتها يد رجل اعطته كل ما تمتلك في هذه الحياه
فلم تستطع بروده المياه ان تطفئ نيران قلبها فامتزجت دموعها بمياه البحر و استسلمت لقدرها أخيرا
يتبع .......
الثاني عشر
أحيانا تأتي أيام يشعر فيها الإنسان بالضياع لا يعرف إلى أين هو ذاهب أو من أين هو آت تكاد الوحدة تقتله ببطئ و هو غير قادر علي المقاومه بل راضا تماما بما قدر له . و لكن دائما ما يكون هناك شئ بأعماقه يتمنى لو كان له جدار صلب يتكئ عليه شخص واحد يلجأ إليه وجهه واحده تشعره بالأمان يد قويه تنتشله من ذلك الحزن الذي يغتال روحه و يتغلل الي كل خليه بجسده ....
نورهان العشري
اه يا سهونه يا ميه من تحت تبن لحقتي علقتي الواد طب والله لهوريك
رددت نيفين كلماتها المسمۏمة بينها وبين نفسها ما ان سمعت بحديث روفان مع علي الذي تجاهلها تماما فشعرت بالغيرة الشديدة تنهش بقلبها و نوت بأن تهدم تلك العلاقة قبل أن تبدأ
ماما .. يا ماما انت فين
استمعت نيفين الي صوت وشوشات قادمة من الحمام الخاص بوالدتها فتحركت لتسمع أكثر فاصطدمت بسميرة التي خرجت على عجل عندما سمعت صړاخها
ايه يا نيفين في ايه بتزعقي كدا ليه
قالتها سميرة بتوتر
فألقت نيفين نظرة على هاتفها و رفعت انظارها اليها بشك
مالك يا ماما متوترة كدا ليه و لونك مخطۏف و بعدين هو انت كنتي بتتكلمي في التليفون و انت في الحمام ولا ايه
هاه . لا طبعا هو انا هدخل اتكلم في الحمام ليه !
امال واخده الفون معاك جوا ليه
سميرة بتلعثم
لا دا ... دانا كنت فاتحه فيس بوك و بعدين انت جايه هنا تحاسبيني يا زفته انت انطقي في ايه جايه تزعقي ليه كدا
تشتت انتباه نيفين عن ما تفعله والدتها و قالت بغيظ
شفتي السهونه اللي اسمها روفان سمعتها بتكلم علي ابن خالت الزفته كاميليا ..
اه يا بنت ال..... لعبتها صح بنت صفيه دي مبتضيعش وقت خالص طالعه حربايه لامها
قالتها سميرة بغل
لا و ايه دي اتفقت معاه يتقابلوا كمان ھموت و اعرف جابت رقمه منين دي مخرجتش من يوم ما كان هنا ..
زجرتها سميرة پعنف
قولي لنفسك يا ست هانم شايفه البنات اللي مبتضيعش وقتها مش خيبتك القويه ..
نيفين بتذمر
و انا كنت هعمل ايه يعني مانا بعمل كل اللي انت بتقوليلي عليه .
و انت فين عقلك حته بت مش باينه من الارض علقته و انت حتي معرفتيش تطلعي منه بحاجه عرفتلك مكانه و خليتك تقابليه و سيادتك عملتي ايه رجعتي زي ما روحتي حتي ملفتيش نظرة و لا انتباهه ليك ناقصه ايد ولا رجل عشان حد يعجب بيكي او يفكر يحبك
كانت كلماتها كالړصاص انطلقت لتخترق روحها فها هي منذ ان وعيت على هذه الحياه و امها تنقص من قدرها و تفرغ بها شحنات خيباتها من والدها و إهماله المتعمد لها و تذكرت لامبالاة علي لها عند صدفتها معه المزعومة
عودة إلى وقت سابق
دخلت نيفين بهو الفندق
الذي يمكث به علي بعد ان اخبرتها والدتها بمكانه فظلت تتلفت حولها باحثة بنظرها عنه فوجدته يتناول فطوره فأخذت تنظر إلي وسامته المفرطه و هيبته الطاغيه فرددت بداخلها قمر يخربيتك ليها حق البت روفان تعجب بيك ... بس مبقاش نيفين لو خلتها تتهني بيك يوم واحد
سرعان ما حولت انظارها عنه عندما رأته قد بدأ بلملمه أشياؤه فاخرجت هاتفها و تصنعت النظر به و هي تتدلل بمشيتها في طريقها إليه فارتطمت به و قبل ان تقع كان على قد منعها من السقوط قائلا
انت كويسه يا آنسه ... انت
قالها علي ما ان رفعت أنظارها إليه
حضرت الظابط
قالتها نيفين متصنعه الدهشه
فاعتدل علي قائلا بخشونة
انت كويسه اسف مخدتش بالي ..
لا و لا يهمك انا اللي اسفه انا كنت مركزة في الفون و مبصتش قدامي .
حصل خير .. عن إذنك
هكذا تحدث علي بجفاء وهو ينوي الذهاب فأوقفته قائله بلهفة
ايه دا رايح فين انت هتمشي يعني اقصد ممكن نفطر سوى لو مكنش يضايقك
ابتسم على و قال بسخريه رافعا إحدى حاجبيه
هتقعدي تفطري عادي مع واحد كان بېهدد جدك من كام يوم في نص بيتكوا لا و تحديدا كان بيتوعد لابن عمك و حبيب القلب ايه مش خاېفه مني
فاجأها هجومه الذي توارى خلف نبرته الهازئة فتلعثمت قائلة
هاااه .. لا .. لا انا عارفه انك مش ممكن تعمل حاجه من دي و كمان
انت عمرك ما هتقدر ټأذي يوسف انت متعرفش هو ممكن يعمل فيك ايه و انا بصراحه كنت عايزه احذرك
قالت جملتها الأخيرة برقه ناظرة لعينيه فضيق علي عينيه و قال بسخرية
عايزة تحذريني امممم يعني جدك مش باعتك و لا عايزة تغيظي حد انك كنت قاعده معايا
لا طبعا ايه اللي بتقوله دا اغيظ مين و بتاع مين انا الحق عليا اني كنت عايزه احذرك
ابتسم علي بخفوت و قال بسخريه
آل و انا اللي كنت فاهمك غلط .. اخس عليا والله .
اغتاظت نيفين من لهجته و شعرت بانه يسخر منها فقالت بغيظ حاولت ان تداريه قدر الإمكان
و سياده الرائد بقي خاېف علي احساس مين ومش عايزني اغيظه
سياده الرائد مبيخافش من حد بس ولا بيفرق معاه زعل حد بس مابيحبش حوارات البنات دي ولا يحب يدخل فيها. و تبقي عبيطه لو فكرتي انك ممكن تضحكي عليا..
تفاجئت من حديثه و نظراته و تملكها الحرج ولكنها حاولت التظاهر بأنها لا تفهم شئ
انا مش فاهمه حوارات اي و كلام فارغ ايه انت فاهمني غلط خالص.
علي بجفاء
يمكن . عن