رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
عشان كدا في كل عيد و في الكريسماس و في عيد ميلادك كنت بجبهالك و احطها في اوضتك هي و الشيكولاته من غير ما حد يحس او ياخد باله .
ابتسمت كاميليا برقه و قد كانت كلماته بلسم لكل الچروح العالقه بقلبها فقالت بحب
و انا صغيره كنت مفكره ان بابا نويل اللي بيجبلي العرايس دي و بعدين لما كبرت شوية عرفت ان بابا نويل
اذابته برائتها و عفويتها في الحديث فقال بحنو
بس انت مغلطيش يا قلب يوسف انا كل دول
فعلا
كاميليا بخفوت
_ ازاي
ابتسم قائلا
صمت قبل أن تتبدل لهجته إلى أخرى شغوفة
_ و انا فارس أحلامك اللي هييجي يخطفك علي حصانه و و يخبيك عن عيون الناس ...
ابتهج قلبها و انشرح جراء كلماته العذبة فتحدثت بخفوت
عارف يا يوسف
_ عايز اعرف يا قلب يوسف قولي كل اللي جواك
تعانقت سعادتها بالحاضر مع ألم الماضي فقالت بشجن
انا حياتي ابتدت من اول ما قلتلي بحبك اللي فات دا كله مكنش حياة اصلا .انا عشت عمري كله يتيمه بس النهارده لا . ربنا عوضني بيك
كم آلمته تلك الكلمة فهو يود لو يجلب لها الارض و السماء مقابل أن تكون سعيدة و لا تشعر بذلك الشعور البغيض أبدا لذا قال بلهجه حاسمة بقدر حنانها
قاطعته بحزن
جدي عمره ما حبني يا يوسف بالرغم من أني والله بحبه .. تصور دا حتي مبيخلنيش اعمله فنجان القهوة بتاعه و بيطلب من نيفين او روفان و عمره ما طلب مني
جدي صعب شويه لكن هو بيحبك اوي اوعي تفكري التفكير دا تاني .. و علي فكرة بقي اياك تعملي قهوة لحد غيري .. انا و بس
قال جملته الأخيرة بلهجه قويه فأجابته بحبور
عيوني
همس بلهجة اذابتها
_ تسلم عيونك الحلوة دي .. مش عايز اشوف فيهم الحزن أبدا يا كاميليا . انت اغلى حد عندى في الدنيا مقدرش أبدا تكوني زعلانه أو حزينه ..
_ و بعدين تعالي هنا . انت ايه يا هانم اللي منزلك بالفستان دا كدا
كان يحاول تغيير الموضوع لينتشلها من بحر احزانها
الذي يؤلم قلبه كثيرا و بالفعل قد نجح في ذلك فقالت پخوف
والله يا يوسف انا كنت هغيره روفان شدتني و طلعتني برة الجنينة و أكدتلي ان مفيش حد هنا
يوسف بمزاح
الصراحه الواحد اول مرة يستفيد من روفان اختي دي في حاجه
كاميليا بعدم فهم
ايه دا مش فاهمه تقصد إيه
ابتسم يوسف علي برائتها التي تزيدها جمال علي جمالها فقال بحب
يعني انا اللي اشتريت الفستان دا و قولتلها تخليك تلبسيه بأي طريقه و تنزلك الجنينه هنا و طردت مازن و أدهم عشان تعرفي تلبسيه براحتك
شعرت بالفرح يغمرها من فعلته و لكنها تنبهت لجلستهم وهي بهذا القرب منه فقالت پخوف
طب هو مش ممكن حد يشوفنا كدا
انت لسه واخده بالك اننا كدا
قالها يوسف بمكر أخجلها كثيرا فلم تعرف بماذا تجيبه فهي في حضرته تنسي كل شي و تتبخر جميع الأفكار بداخلها و لا تراودها سوى فكرة وجودها معه
لاحظ يوسف خجلها الذي يعشقه كثيرا فقال يمازحها
وبعدين بصراحه بقى انا نفسي يشوفونا
كدا
شهقت پصدمه
يوسف انت بتكلم بجد
طبعا بتكلم بجد ياريت حد يشوفنا و يقول لجدي و يخلينا أصلح غلطتي ..
لكزته في كتفه و قالت بخجل من تلميحاته التي تعبث بدقات قلبها
بطل قلة ادب والله هقوم امشي
مازحها قائلا
طب ينفع اكون صارف و مكلف كدا و تسبيني و تمشي
أجابته بخجل وامتنان
ميرسي اوي انك افتكرت عيد ميلادي .
يوسف بتصحيح
و انا من امتى نسيته
كاميليا بحزن
السنادي الناس كلها نسيته حتى روفان و ماما صفيه نسيوه مفيش غير أدهم اللي قالي الصبح كل سنه و انت طيبه قبل ما يروح الشركه
يوسف بجفاء
طب فكريني الطشله أول ما يرجع عشان انا منبه عليهم محدش يقولك حاجه عشان اجهز لك المفاجأة دي
كاميليا بلهفة
حرام عليك متقولش كدا دا دافع عني قدام طنط سميرة النهارده و خلاها كانت تاكل في نفسها من الغيظ
استفهم قائلا
ليه حصل ايه هي حاولت تضايقك تاني
كاميليا باستسلام
العادي بتاعها يعني كنا بنتكلم عن النتيجة و ان احنا خايفين و كدا و لقتها بتقول ان انا اصلا فاشلة و مش هجيب تقدير أدهم قالها بكرة النتيجه هتظهر و كاميليا هتجيب اعلى تقدير فيهم و هتشوفي دي تلميذة يوسف الحسيني عمرها ما هتبقي فاشله و هي اتضايقت بقي لما قال كدا و قعدت تبرطم و قامت و سابتنا
تجاهل غضبه لحديث تلك الشمطاء و قال بجدية
_ فكريني اصرفله شهر مكافأه عالحركة دي و بعدين اللي بتتكلم عن الفشل دي أساسا ساقطھ إعداديه
أطلقت ضحكه صاخبه خطفت قلبه فقريها إليه أكثر قائلا بعشق
_ ضحكتك دي أجمل نغمة سمعتها في حياتي متحرمنيش منها أبدا و اوعي اشوفك زعلانه
ولا تخافي من حد خلقه ربنا علي وش الدنيا دي
أوشكت على مقاطعته فجاءت كلماته محذرة
_ اللي يقولك كلمه قوليله عشرة و انا هاجي اكمل عليه بعدك حتى لو كان هو مين عايزك دايما قوية و اوعي تسمحي لأي حاجه تكسرك
اومأت قبل أن تستفهم بخفوت
حتي لو مجبتش تقدير كويس السنادي برغم تعبك معايا دا هتفضل تحبني كدا بردو و لا .
قاطعها يوسف قائلا بقوة
حتى لو مبتعرفيش تقري و تكتبي قلبي مش هيعشق غيرك بردو
عودة للوقت الحالي
سرحتي في ايه كدا يا كاميليا
هكذا تحدثت صفية فأجابتها كاميليا بحزن
_ أبدا . افتكرت مواقف لينا مع بعض و قد ايه كنت طايره من الفرحه و انا معاه و كنت حاسه بأمان الدنيا جنبه لكن للأسف
اخفضت رأسها محاوله ان لا يلاحظوا تجمع العبرات داخل عينيها فجاءت كلماته صفية مطمئنة
مفيش للأسف يا كاميليا كلنا بنغلط المهم نتعلم من غلطنا و منكررهوش تاني
همست بتعب
ڠصب عني يا ماما انا خاېفه اوي
خاېفه من ايه بس
خاېفه من يوسف و عارفه انه عمره ما هيسامحني قبل ما يعرف انا هربت ليه
انخرطت في سرد مخاوفها فجاء سؤال صفيه مباغتا لها
طب و انت هربتي ليه يا كاميليا
اخفضت رأسها بحزن شديد و هي تشعر بأنها ممزقه
من الداخل لا تستطيع التحدث بما تخفيه و لا تستطيع كتمانه أيضا . تشعر الحيرة التي تمزقها إربا من الداخل و لكنها حسمت قرارها أخيرا وألقت نظرة علي روفان فهمتها صفيه علي الفور فتحدثت إليها قائله
روفي ما تروحي تجيبيلنا حاجه نشربها من الكافتيريا و هاتي لكامي ليمون يهديها شويه
امممممم حسي الأمني بيقول ان انا بتوزع صح
جعدت روفان أنفها فكانت اشبه بطفله جميلة متذمرة فجاءها توبيخ صفية
بما ان البعيدة
مابتحسش ف أه بتتوزعي ويلا هوينا بقي
اعتدلت روفان واقفه وهي تقول بتذمر
ماشي يا ست ماما خليك فكراها ابقي شوفي مين الي هيفتنلك علي اخواتي تاني
صفية بتقريع
طب يالا من هنا بقي عشان مفتنش انا عليك يا ام لسان عايز قطعه
هبت روفان من مقعدها قائله بلهفه
احلي كوباية ليمون لكامي و فنجان قهوة للليدي صفيه دانت لو عايزاني اسيألك المستشفي دي كلها اعتبريه حصل
طب يالا ياختي ياللي مش باينه من الأرض و بقيتي تعرفي تخبي و تداري اتفضلي من هنا
خرجت روفان علي الفوز و هي مغتاظه من حديث والدتها فقد كانت ټموت لتعرف السبب الذي جعل كاميليا تهرب من أخيها
فظلت تزرع الممر ذهابا و إيابا و أخيرا لم تقدر علي الصمود أكثر فرفعت رأسها للأعلي و قالت
سامحني والنبي يارب عاللي هعمله بس فضول الأنثى اللي جوايا هيموتني . لازم اعرف كاميليا عملت كدا ليه
لم تكد تنهي جملتها حتي أتاها ذلك الصوت الرجولي الجذاب من خلفها فخفق قلبها پعنف و زادت وتيرة أنفاسها ما أن سمعته يقول
و يا تري ايه بقي اللي شاغل بال القمر اوي كدا و عايز يعرفه
التفتت روفان بخجل و تلاقت العيون للحظات كانت كفيلة لجعل قلبيهما يطيرا من فرط السعادة فقد كانت هناك نقطة إلتقاء تجمعهما دائما
دائما ما تخبرنا النظرات ما تعجز الألسنه عن البوح به. ف لغه العيون تعد من أخطر اللغات على الإطلاق فلا يفهمها سوى عاشق يعرف جيدا كيف يخضعها و يجعلها تبوح له بأسرارها ....
نورهان العشري
في الداخل
ها
مش هتقوليلي بقي يا كاميليا ايه اللي خلاك تهربي بالشكل دا
احتارت كاميليا ماذا تقول أو من أين تبدأ ټموت الكلمات عند شفتيها و هي عاجزة عن إخراجها
تشعر بغصة في حنجرتها تمنع الكلمات من التدفق يغمرها الشعور بالضياع الكامل وهي غير قادرة علي الوقوف على أرضا ثابته
أدركت صفيه معاناتها فشعرت بأنه يوجد خطب كبير و بأن هروبها ورائه سر خطېر فأخذت تطمنها قائله
كاميليا ليه العڈاب و الضياع اللي انت فيه دا يا بنتي متعمليش في نفسك كدا كلنا حواليك و بنحبك و مش هنسمح لحد او لحاجه تأذيك .. اتكلمي و ريحي قلبي خليني اقف جمبك و اقدر اساعدك اظن انا مش يوسف هتخافي مني
_ ممكن أسألك سؤال
تحدثت كاميليا بنبرة مهزوزة و صوت يرتجف من هول ما تخبئه بداخلها فأجابتها صفية على الفور
طبعا ممكن
هي ماما كانت وحشه زي ما هما بيقولوا عليها
كان سؤال ېمزق جوفها وهو في طريق الخروج من شفتيها فهبت صفية قائلة بلهفة
لا طبعا ايه اللي بتقوليه دا
اجابتها بلوعة
امال ليه بيقولوا عليها كدا
هما مين يا كاميليا اللي بيقولوا تقصدي سميرة و بنتها و لا حد تاني
استفهام صفية مؤلم بقدر ما تحمله بجوفها من عڈاب تجلى في نبرته حين قالت
اقصد يوسف يا ماما صفية
قالتها ثم انخرطت في البكاء بإنهيار مرتميه في أحضان صفيه تنشد الأمان من كل ذلك الخۏف و القهر الذي يعصف بداخلها ..
في الخارج
قطعت روفان التواصل البصري بينهم و الذي كان ينقلها لعالم آخر و يغرقها في دوامة من المشاعر التي تربكها فقالت بخجل
سياده الرائد أنت هنا بتعمل ايه
أجابها