الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شيقة بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 38 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

بنبرة حاسمه 
كاميليا مراتي اللي عشانها اتنازلت عن كل حاجه بملكها و فوقها اسم عيلتي اللي جدي هددني بيه و انه يتبرأ مني لو فضلت مصمم علي جوازي منها ..
واصلت تحاول الوصول إلى أقصى قدر من الثقة معه
_ علاقتك بكاميليا هتتأثر بأي حاجه من اللي هقولهالك دلوقتي مهما كانت صعبه 
يوسف بصدق
مش هقدر اقولك غير اني
هفضل احميها طول حياتي و مش هسمح لحاجه او لحد يمس شعرة واحدة منها 
فاطمة بحزن من حالته وما سيترتب عليها حين تخبره الحقيقة
هتقدر تحميها من نفسك 
خرجت من يوسف ضحكه ساخره من ذلك السؤال فلو تعرف ان أكثر ما يرهق قلبه و يؤذي روحه انه طوال هذه السنوات يحارب نفسه و جميع ذكرياته و مبادئه لأجلها .. 
تحدق بۏجع يطغى على جميع ملامحه حتى بات التغلب عليه بالأمر الشاق 
انا موقفتش قدام نفسي غير عشان خاطرها . طول الوقت كنت بحاربني و بحارب كل اللي حواليا بردو عشان خاطرها . حتي وانا في قمه قوتي كنت بتهزم قصاد نظرة ضعف واحده من عيونها 
أخيرا أخذت قرارها بسرد جميع ما يخفيه الماضي 
انا هقولك يا ابني عالي حصل زمان و انت اللي هتحدد مين ظالم ومين مظلوم !
الحكايه ابتدت لما كنا .......
دخلت سميرة إلى غرفتها بعد ما ازاحت نيفين من امامها وهي تتوعد لكل عائله الحسيني بأبشع الطرق و سحبت هاتفها من حقيبتها وقامت بالاتصال بمجهول و ما ان فتح الخط حتي اندفعت قائله 
بص بقى انا معدش عندي صبر عالعيله دي اكتر من كدا و الزفت دا لو مخلصنيش منهم ونفذ انتقامنا هحرقه هو كمان بنفس الڼار اللي هيتحرقوا بيها ..
مجهول 
اهدي يا حبيبتي كله هياخد جزاته بس الصبر ..
اصبر لحد امتا و الزفت دامش راضي ينفذ اللي اتفقنا عليه 
هينفذ

... متقلقيش برضاه او ڠصب عنه 
و دا ازاي بقي 
طب و الحاجات دي وصلتلك ازاي
قالتها سميرة بانبهار 
دي لعبتي بقي بس خلي بالك وقتها احتمال كبير ميبقاش في يوسف عشان بنتك تتجوزه 
تتجوز و لا تتحرق هي اصلا مش بنتي !
قالتها سميرة بغل وعند هذه الجمله سقطت الدموع بغزاره من عين تلك التي كانت واقفة تسترق السمع لحديث والدتها مع ذلك المجهول التي لم تتعرف عليه حتى الآن ...
شوف ياخي بالرغم من اني مش كنت طايقك ولا طايق ابص في خلقتك بس البوقين اللي انت قولتهم لجدك دول هيخلوني ابتدي احترمك و افكر فعليا اني اصاحبك .
كان هذا صوت علي الذي تحدث أخيرا بعد خروج جميع من في الغرفه و تبعهم ادهم بعد ان الټفت الى كاميليا المستلقيه تتطلع اليه بذهول سرعان ما تحول لامتنان عندما رأت نظراته المطمئنه لها و سرعان ما خرج من الغرفه فهو غير قادر على ان يرفع عينيه في علي بعد ما حدث مع غرامه و لكن علي الذي اعجب بما فعله كثيرا و شعر بمدي شجاعته عندما وقف امام جده و هو يلقي بوجهه جميع چرائمه دون ان يهتز من جبروت ذلك العجوز و سلطته 
لا يا شيخ ما تطلبني للجواز احسن !
تحدث أدهم محاولا التغلب على شعور الذنب الذي يقرضه من الداخل لما فعله بشقيقته 
لا يا عم تف من بقك اتجوزك ايه انا ناقص قرف 
انت تطول ياله 
لا مانا هطول ان شاء الله 
القي علي كلامه بنبرة ذات مغزى و لم ينتبه لها أدهم الغارق في الذنب حتى أذنيه فأضاف علي الذي لاحظ شروده 
انت جيت من اسكندرية امتى 
لسه من شويه جيت على هنا علي طول ..
استفهم علي بخبث 
انت كنت تعرف ان كاميليا هنا 
أدهم بصدق
بردو لسه عارف من شويه يوسف كلمني لما عرف ان جدي و الحيزبونه دي معاه في المستشفى عند كاميليا و قالي اروح امنعهم من انهم يضايقوها فجيت على هنا جري .
علي بعدم فهم
غريبه طب و هو مجاش ليه 
احتار ادهم هل يخبره بتواجد يوسف في الاسكندرية ام لا ففضل عدم الحديث و قال نافيا
معرفش تقريبا برا القاهرة... بس تعال قولي امال انت
قاعد جوا كدا و مرحرح مش خاېف يوسف ييجي ينفخك
ينفخ مين ياد انت.. شايفني هفأ قدامك ولا أيه 
تشدق ساخرا
لا شايفك حلو و ابن ناس و خسارة في المۏت بدري وصعبان عليا من دلوقتي من اللي هيعملوا يوسف فيك ..
علي بتهكم 
خاف علي نفسك انت ياخويا . المهم يوسف مقالكش هو ناوي علي ايه مع كاميليا 
و لا قال و لا هيقول يوسف اخويا كلمني مرتين النهارده و دا في حد ذاته انجاز . طب انت اتكلمت مع كاميليا في حاجه.. يعني قالتلك سبب هروبها ايه 
علي بملل
والله يا ادهم انا ملحقت اتكلم معاها جدك طب علينا زي القضى المستعجل ..
بس يا ابني انت متقولش عليه كدا....
قاطعه ادهم باندفاع فهو تجري بعروقه دماء الحسيني التي تمتلئ بالغرور والتكبر و العزة فهو حتى وإن كان يكره ذلك الرجل المسمى بجده فهو لن يسمح لأحد بالحديث عنه بسوء 
قهقه علي ساخرا
لا ياد متربي وابن ناس و البكبورت اللي اڼفجر في وشه من شويه دا كان ايه 
زفر أدهم بضيق و تابع حديثه قائلا 
والله مانا عارف الكلام دا خرج مني ازاي.. بس تقدر تقول ان الكلام دا حصيله سنين كنت بخزنله فيهم كل عمايله اللي كانت بتبعدني عنه خطوة بخطوة لحد ما لقيتني النهاردة واقف قدام واحد معرفوش و حسيت للحظات اني بكرهه
شاركه علي شعوره حين قال بحزن
متبررش يا ادهم عشان اللي انت حاسس بيه كله جوايا لراجل عاش حياته يأذي في امي و ابويا و عايز يفرقهم عن بعض لا و مكتفاش بدا دا بعد ما ماټ كان عايز ياخدني انا و اخواتي نعيش معاه و نسيب ماما لوحدها شفت الجبروت 
الرفاعي باشا
قالها ادهم بسخريه ثم أردف بحزن 
ماهو صاحبه و نفس العينه بس انت ابوك خد ممتك و خلع انما عمي احمد من بعد مۏت ابويا لما جاب طنط زهرة و كاميليا و جم يعيشوا معانا و هنا ابتدت المعاناه الحقيقيه لحياتنا كلنا 
بقولك ايه شكل كلامنا هيطول انا بقول نشوف حته نقعد فيها بما انك مطرود و انا صايع خلاص قفلت حساب الفندق اللي كنت نازل فيه و كنت ناوي اسافر النهارده على اسكندريه بس مش هعرف امشي غير لما اطمن على كاميليا و اتكلم معاها والا خالتك فاطمه هتعلقني علي باب العمارة... انا اصلا مش عارف هرجعلها بايدي فاضيه ازاي من غير كاميليا 
سخر أدهم قائلا
لا ماهو انت لو فكرت

ترجع بكاميليا يبقى كانك راجعلها بكفنك بالظبط.. 
علي باندهاش
يا ابني انت محسسني ان يوسف اخوك دا هولاكو طب ايه رأيك بقي اني هقعد مع كاميليا و هطمن عليها برضاه و هتشوف 
يا ابني انت لو سخن نشوفلك دكتور يكشف عليك ال تشوفها برضاه ال .

علي بتحدي
طب هتشوف... 
أدهم بتهكم
طب يالا يا خويا هننزل نقعد في كافيه جنب المستشفى و كدا كدا يوسف هييجي ع الصبح اكيد مش هيتأخر وقتها بقى ابقي ورينا شجاعتك 
طب هنسيب كاميليا هنا لوحدها 
متقلقش عم عبده برة هوصيه لو حصل حاجه يكلمني على طول
أطاعه علي و ما أن نزلا كلا منهما الى الأسفل ظهر أحدهم الذي كان يسترق السمع لما يدور بينهم و حاول ان يستغل غيابهم لتنفيذ مخططه فاقتحم غرفة كاميليا لتشهق بړعب من تلك الهيئة المرعبة التي رأتها و ما ان همت بالصړاخ حني امتدت يد تكمم فاهها حتي شعرت بأن الروح بدأت تفارقها ووووو
يتبع ........
الثامن عشر 
لا أحبذ الهروب أبدا و لا اعتبره وسيلة للنسيان .. 
لا احذف الصور و لا المحادثات . لا احاول مطلقا الهروب من الذكريات . بل أواجهها لتصبح بنظري عادية . نعم أتأذى و أهزم لمرات و مرات ولكن بالنهاية انتصر و أمر من خلالها و كأنها لم تعلق بقلبي يوما ...
نورهان العشري 
بيتهيألي انت سمعتي و شوفتي اللي حصل دلوقتي و ياريت تكوني عرفتي انك ملكيش مكان بينا و ان مازن دا مكتوب علي اسمي و قلبه دا ملك و مش هسمح لأي حد في الدنيا ياخده مني او يفرق بينا.... 
أنهت كارما حديثها و هي تنظر الى غريمتها بقوة أنثى قادرة على إشعال النيران في كل من يقترب من رجلها فبادلتها سيدرا النظرات مصعوقه من فعلتها فهي ما ان حادثتها لتخبرها بضرورة الحديث بينهم كانت تعد و تؤلف آلاف السيناريوهات الكاذبه بداخل رأسها لتمنع أي علاقة تربطها بمازن الذي كان واقف مدهوشا يراقب ما يحدث دون القدرة على التفوه بحرف... 
فهل هذه النمرة التي تلتمع بعيونها تلك النظرات القاتله هي من قامت بطرده من حياتها و اتهامه بالخيانه منذ بضعه ساعات والآن تأتي لتدافع عنه و تتحدي من أجله غريمتها.. 
لا ينكر بأن فعلتها قد أرضت غروره كرجل و عززت كبرياؤه كعاشق فرقص قلبه بداخله فرحا من شراستها في الدفاع عنه و تمسكها به و إعطاء قلبيهما فرصة ذهبية للسعادة معا... 
فهل هناك اشهى من قلب يحارب العالم لأجلك يقيم الحروب و يشعل النيران ليحظى بك...
ياااه.. هو قدر يبلفك بالسرعه دي 
كان هذا صوت سيدرا التي أخيرا استطاعت السيطرة على انفعالاتها التي أثارتها فعلت تلك المرأة التي كانت تظن انها استطاعت ان تزيحها من طريق سعادتها المزعوم مع قلب لم يعرف هواها طريقه أبدا 
للأسف يا سيدرا انا حتى مسألتوش عنك او عن حاجه تخصك لان موضوعك مش بالاهميه دي اننا نحكي عنه .
قالتها كارما بنبرتها الواثقة من ذلك القلب الذي يدق پعنف و تجلت دقاته الچنونيه بين كفها الممسك بقبضة يده التي ضغطت على يدها ضغطه رقيقة و كأنها تخبرها بما لا يستطيع الكلام التعبير عنه.. 
دا انت مهمكيش بقي كل اللي قولتهولك !
تحدثت سيدرا بانفعال 
فعلا اللي انت قولتيهولي كله مش مهم اصلا. المهم هو ماسك ايد مين 
قالتها كارما وهي ترفع يده الممسكة بيده بيدها وكأنها اثمن شئ يمتلكه في هذه الحياه... 
واصلت كارما جلد تلك الدخيله بسوط حديثها قائله 
عمره مسك ايدك كدا .
لم تتلقى رد من تلك التي كانت تأكلها الغيرة من طريقة إمساكه بها وهي التي لم تحظ يوما بلمحه عشق واحده من عينيه
طبعا مش هتردي عشان انت عارفه ان دا محصلش ولا عمره هيحصل عشان الفراغ اللي في ايده دا ميملاهوش غيري و عشان حتى و انا مش موجوده كنت في قلبه...
حبيبته اللي عمره ما عرف الحب غير معاها . اما انت بقى كنت مجرد واجب بيأديه مجبر... 
صاحت سيدرا بانفعال
كدب . الكلام دا كدب ده كلام بتضحكي بيه على نفسك عشان تبرري وجودي في حياتي اللي

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 74 صفحات