رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
رأته في منامها ..
أخذت تنظر حولها لتجد نفسها مازالت في تلك الغرفه في المشفى فاعتدلت جالسه تضم ساقيها الى صدرها محاوطه نفسها بذراعيها تستند برأسها عليها سامحه لتلك العبرات التي اندلعت من مقلتيها تحكي مقدار الۏجع المطبوع بقلبها
فجأه انفتح الباب لتجد يوسف يدخل إلى الغرفة بقامته المديدة و هيبته الطاغية فقد استأذن من خالتها حتى يطمئن عليها اولا فهو ظن انها ستكون غارقه بالنوم و سيتمكن من ان ېختلس بعض النظرات من ملامحها المحفورة في
قلبه ليروي بها ظمأ شوقه إليها الذي يحاربه بضراوة و لكنه عندما دخل إلى غرفتها صدم عندما رآى حالتها تلك فظن أن مكروه قد أصابها فتقدم منها بخط حاول ان تكون ثابته قدر الإمكان قائلا بلهفه لم يستطع إخفاءها
كاميليا . مالك في ايه
لم تستطع التفوه بحرف من فرط الألم الذي بداخلها فهي ان تحدثت الآن لن تصمت أبدا إلى أن تخرج كل تلك النيران التي تأكلها من الداخل و عندما لم يجد منها إجابه تقدم منها اكثر محاوطا وجهها بحنو ليصبح علي بعد إنشين من وجهها و قال بعشق ناظرا إلي عينيها الحزينه
أنت
إجابه واحده كانت كفيلة بشق قلبه إلى نصفين من فرط الصدمة و الذهول الذي سرعان ما تبدل إلى شعور رهيب بالألم من حديثها الذي ما ان قالته حتى شعر بانسحاب الهواء من رئتيه
أنت سبب كل الۏجع و الألم اللي انا فيه . لو مكنتش موجود في حياتي مكنتش هخاف ولا هتوجع كدا
صمت للحظات محاولا تهدئه ذلك الألم الذي ينهش بقلبه دون رحمه ليردف بصوت جامد فهو قد وصل إلي أقصى مراحل الڠضب و الألم بداخله لتنتفض جيوش الكبرياء معلنه حربا ضاريه على إحتلال عشقها المستوطن قلبه
القي قذائف كلماته
التي توقف عندها عقلها فلم تستوعب ما قاله و ظلت في حاله صډمه لذلك التحول الرهيب الذي حدث له و لم تستفق سوى علي تلك اليد الحانيه تربت على كتفها لترفع رأسها حتي تزداد صډمتها لرؤيه فاطمه تنظر إليها تلك النظرات الحانيه التي جعلت كل ذره في جسدها تنتفض پبكاء هستيري لا نهاية له
نورهان العشري
تفتكر يوسف و كاميليا حصل بينهم ايه يخليه يخرج و وشه متغير اوي كدا
كان هذا صوت كارما ذو النبرة الرقيقه يتخلله الحزن علي ما يحدث بين هذين القلبين الذان يعشقان بعض حتي النخاع و لكن لا أحد يعرف ما يدور بينهما ليشعر مازن بالألم يغزو قلبه علي ملامح وجهها الجميله الذي يلطخها الحزن فاقترب يتشرب جمال ملامحها قبل أن يقول بحب
كارمتي ... مش عايز اشوفك متضايقه أبدا ولا زعلانه كدا
خجلت كارما كثيرا من قربه منها بهذا الشكل و كلامه الذي جعل قلبها يذوب بين جنبات صدرها و ما زاد من الأمر وقوفهم أمام غرفه كاميليا بإنتظار أن تأذن والدتها لهم بالدخول .. فيمكن لأي أحد أن يراهم فأخفضت وجهها الذي اشټعل و غزاه الإحمرار جراء حديثه لتقول بخفوت
مازن ابعد كدا مينفعش حد يشوفنا ..
طب و إيه المشكلة انا عايز كل الناس تشوفنا ..
كان هذا صوت مازن الذي يريد التنعم بجنه وجودها للأبد ..
اهتزت نبرة كارما من فرط الخجل و أوشكت على البكاء قائله بصوت مبحوح متأثرا بقربه
مازن بس بقي متهزرش ... ممكن علي ييجي و يشوفنا
ابتسم مازن علي خجلها الذي يروق لقلبه كثيرا و يشعل بداخله براكين الشوق التي يفعل المستحيل لإخمادها ليقول متخابثا
هبعد بس بشرط .
شرط إيه
أدوق التوت .....
قالها مازن بوله و قد خدره قربها للحد الذي لم يعد يدري شيئا عن الزمان و المكان فباغتته بلكمه خفيفه علي صدره ما ان فهمت ما ينتوي فعله لتقول پغضب مصطنع
بطل قلة أدب بقي احسن والله هخاصمك
و أهون عليك تعملي في قلبي كدا
قالها بحب و هو يشير إلى موضع قلبه لتستشعر دقاته الچنونيه من مكانها و كأنها عدوى أصابتها لينتقل چنونها إلى قلبها الذي كان يود ان يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين يديه ..
شعر مازن بما يدور بداخلها من رجفة يدها و تلك النظرات التي تصرخ بذلك العشق الذي تنتفض له القلوب ففطن إلى أن الأمور سوف تخرج عن السيطرة فهو أضعف من أن يقاوم تلك المرأة التي
تأسره كل ذرة بها فضغط فوق راحتها بكل ما يعتمل بداخله من شوق و زفر بقوة قائلا
مش كفايه عڈاب بقي و يجوزونا
قد كدا بتحبني
تحدثت كارما بهيام ما أن رأت تلك النظرات العاشقه تطل من عينيه ففاجأها بحديثه الذي حلق بقلبها الى السماء السابعه
بحبك دي ولا حاجه جمب اللي في قلبي ليك .
صمت قليلا ليقول بصوت مغيب
إدمان . انت بقيتي إدماني اللي مش عايز أخف منه بقيتي بتجري في دمي..
أخذ يتنفس أنفاسها قائلا بعشق
انا بتنفسك يا كارما عارفه يعني ايه بتنفسك
لم يقدر الكلام على وصف روعة ما تشعر به تكاد تقسم بأن قلبه قد خلق له جناحين و أصبح يحلق في سماء العشق الممزوج برائحه عطره لتجد نفسها تقول بلا وعي
بحبك يا مازن
و انا بدمنك يا روح قلب مازن
و انا اتنقطت منكوا
كان هذا صوت غرام التي كانت قادمه من الكافتيريا لتتفاجئ بهذان العاشقان غائبان عن الوعي بعد أن أسكرتهم خمړة العشق لينتفض كلاهما علي صوتها فضغط مازن علي شفتيه السفلي بشدة من الغيظ حتى كاد أن يدميها وهو يقول من بين أسنانه
هو أنت يا بنتي حد مسلطك عليا بتطلعيلي من أنهي داهية
عيب لما واحد جنتل زيك يقول لآنسه جميله و قمر كدا زيي الكلام الۏحش دا . إحم و خصوصا اني هبقي خالة ولادك وانا اللي هربيهم يعني مستقبل العيله كله في ايدي
تحدثت غرام مزاح كعادتها فزمجر مازن بحنق
يا صبر أيوب .. انطقي عايزه ايه
أجابته غرام بسماجه
بعد إذن الحب عايزه أعدي
بطلي سخافه بقى يا غرام
كان هذا صوت كارما التي أخيرا أستعادة أنفاسها و استطاعت التغلب على خجلها لتفاجئها غرام
بحديثها الذي جعلها ټغرق في بحور الخجل من جديد
نعم .. نعم دلوقتي بقيت سخيفه يا ست كارما !
ثم أردفت ما أن رأت ذلك الإحمرار الذي بسيط على وجنتيها
و بعدين مالك قلبتي علي طماطم ليه كدا ما داهيه ليكون داق التوت !
صبرني يا رب عشان مخنقهاش
تحدث مازن لينقذ كارما التي كانت على وشك الإغماء من فرط الخجل بسبب تصريحات غرام
تخنق مين يا عم هي البلد سايبه و لا ايه و بعدين ميغركش الشياكه دي لا دانا أساسا بلعب كاراتيه و واخده الحزام الأسود أو البمبي مش فاكره what ever يعني المهم انك متقدرش تدوسلي علي طرف
ثم قامت برفع ذراعيها تتفاخر بعضلاتها الغير مرئيه بعد ان ثنت أطراف كمها لينفجر مازن ضاحكا ثم يقوم بوضع عضلاتها الوهمية بين إصبعيه قائلا بتهكم
عضلاتك مقويه قلبك فعلا ..
مازن هو يدري بأن فعلته هذه أيقظت شعله الغيرة التي أصبحت براكين تعصف بداخله
أهلا يا أدهم
شيل إيدك من عليها !
علي
فقبض على كفه بشده حتى برزت عروق يده وتقدم خطوتين الى الأمام ليصبح بمحاذتهما و هي مازالت بين ذراعي أخيها
تزيد من نيران غيرته و انزلقت أخيرا من بين ذراعي شقيقها لتجده ينظر إليها كالبركان الثائر و قد أصبحت عيناه أكثر قتامة فأعطته تلك الإيماءة البسيطة كترحاب به و أمسكت يد شقيقها و توجهت ناحية مازن و كارما وهي تتمايل بخطواتها فوق أوتار قلبه الذي كان يود لو ينتزعها من بينهم ليزيقها بعضا من تلك النيران التي أشعلتها بجوفه..
احتضنت كارما أخيها بسعادة فقد أشتاقته هي الأخرى كثيرا لتنتقل نيران أدهم إلى صدر مازن الذي أخذ يعض على شفتيه السفلي في توعد لها فكيف استطاعت عناق أحد غيره
القردتين الحلوين هناء و شيرين وحشتوني يا جزم
تحدث على بعدما ضما أختيه الاثنتين تحت ذراعيه لتتعانق أيديهم
حوله و تقول غرام تتلوها كارما
وحشتني ياحظابط.. وحشتني أوي يا علي
و انتوا وحشتوني أكتر...
ما أن اختتم جملته حتي وجد مازن يعض على شفتيه بحنق فقال علي پغضب مصطنع
امال ايه اللي جاب الحيوان دا هنا
فاغتاظ مازن بشدة من نعته أمامها بالحيوان فقال پغضب
و انت مال أهلك كانت مستشفي ابوك !
لا ياد ظريف...
بعض ما عندكم ياخويا
شايف طولت اللسان يا علي أومال بقي لو قولتلك انه شد شعري هتعمل في ايه
كان هذا صوت غرام التي كانت تريد إغاظه مازن و كارما متجاهله قلبها الذي ينتفض بداخلها يريد منها الإلتفات لذلك الذي يقف خلفهم لا يقدر على التقدم خطوة واحدة تشعر بنظراته ټحرق
ظهرها و لكنها أبت أن تستسلم لنيران عشقه التي لم ټحرق سواها في النهاية...
بتشد شعر اختي ليه يا ياد انت..
مازن بحنق
عشان لسانها طويل و عايز قطعه زيك كدا .
شايف يا علي بيقول ايه انا لساني طويل
تحدثت غرام پغضب طفولي و هي تهز رأسها بتبرم لتتناثر خصلات شعرها حولها فتعطيها هاله من الجمال الذي جعل أدهم يبتلع ريقه بصعوبة . تجاهلها ېقتله . جمالها ېقتله . دلالها ېقتله . أن هلاكه حتما سيكون على يد تلك المرأة
الصراحه يا غرام هو مكدبش انت لسانك طويل فعلا... بس طبعا منقدرش نقطعه امال مين هيصدعنا.
لکمته غرام في كتفه قائله
تصدق بقي انك مش وحشتني والبيت كان من غيرك جميل جدا و هادي كدا
اللي كان من شويه دا . يا بنتي دانت مقطعه عليا.. هتتجوزي امتى بقى خليني اخلص منك بدل ما انت لزقالي كدا خليني اشوف نفسي شويه
والنبي إيه ...يعني أنا اللي واقفه في زورك و الست كارما إيه وضعها
علي بتخابث
كارما يا بنتي عريسها موجود إنما أنت مطلعه عنينا و مش