رواية بقلم سارة المصرى
بكثير من الاعتذار متعرفيش مكالمتك معايا فرقت كتير ازاى
ابتسمت صوفيا قائلة خدتى قرارك بسرعة ايلينا كنتى محتاجة وقت اكتر من كدة
ردت ايلينا فى شرود لوفكرت مش هغامر هيا فى الأول والآخر مغامرة
لحظات من الصمت قطعتها صوفيا قائلة في حماس مفاجىء كعادتها على فكرة انتى ليكى عندى خبر حلو انا جايالك مصر قريب
سيتفز تماما بها لن تننكر انها تراه جذابا أكثر وهو على عصبيته تلك وجدته واقفا يعطيها ظهره وما ان شعر بالباب يغلق حتى الټفت لها قائلا انتى بتستعبطى صح
هزت ايلينا كتفيها قائلة في هدوء فيه حاجة غلط فى الشغل يا فندم وفتحت ملف كان بيدها قائلة أنا رتبت لحضرتك المواعيد النهاردة على حس قاطعها وهو يلتقط الملف من يدها ويطيح به أرضا قائلا من بين أسنانه بطلي استعباط انتي عارفة أنا بتكلم على ايه
كټفت ايلينا ذراعيها وقالت فى هدوء كاد ان يفتك به غيظا أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم على ايه
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة وكانت هتفرق معاك فى ايه انا قدمت السي في بتاعي زي أي حدد وحضرتك بنفسك اللى اخترتني
وضع يديه فى خصره وقال والله!!! طيب مكنتيش تعرفى اني جايلك مع اهلي باليل
ردت فى صدق مكنتش اعرف
ردت وهى تعود خطوة للخلف متجنبة مزيدا من التوتر بقربه وانت اتقدمتلي ليه
صاح في نفاذ صبر مترديش على سؤالي بسؤال
ردت في تحد خلي اسئلتك منطقية الأول وانا ارد عليك
استدار يوسف ليعطها ظهره لحظات مسح فيها وجهه بكفه وعاد ليواجهها من جديد قائلا ما علينا من ده كله انت دلوقتي هتروحي وتقولى لباباكى انك مش عايزانى
بسط كفيه امامه قائلا كأنه يساير طفلة خلاص ياستى وانا اهو بقولك انى رجعت فى كلامى ومش عاوزك روحى بلغيهم
قالت فى برود وكأن الامر لا يمثل لها أي قيمة طنط سميرة وعمو محمود اللى كلمونى فى الموضووع من الأول انت روح قولهم انك رافض وهما يبلغونى
رد فى ذهول وهيا هتفرق معاكى فى ايه ان شاء الله واضاف وهو ينظر اليها فى حنق يزداد وهو يراها لا تعبأ به مطلقا دى لو واحدة غيرك واحد قالها انه مش عايزها مكنتش اديته فرصة حتى يكمل الجملة
هي تعرف انه يختار اقسى الكلمات ليجعلها تتراجع و لن تجعله ينتصر هكذا من اول جولة اوكى انا هكلم طنط سميرة واقولها انك مش عاوز وهمت ان تغادر لولا ان اوقفها صوته وهو يقول استنى هنا رايحة فين اوعى تقوليلها كدة
ابتسمت للحظة قبل أن تتصنع الحيرة والتجهم مجددا بتميز وتلتفت اليه قائلة حيرتنى معاك عايزنى اعمل ايه دلوقتى
حك يوسف جبينه بيده وقال في ترقب عاوزك تقولى ان الرفض من ناحيتك انتى
ردت وهى تقلد لهجته وطريقة نطقه للجملة اسفة مبكدبش
اقترب منها تدريجيا وهو يقول يعنى ايه مبتكدبيش وانتى موافقة عليا ازاى وليه اصلا واضاف فى وقاحة وهو يغمز بعينه تكونيش بتحبيني ولا طمعانة بقا فى الهيلمان ده كله
عضت ايلينا على شفتها فى غيظ هذا الوقح المغرور يتجاوز حدوده لا ده ولا ده واسبابى هحتفظ بيها لنفسى
رد وهو يشيح بكفه احتفظى باللى انتى عاوزاه بس خليكى فاكرة انا مش عاوزك واتقدمتلك واتدبست فيكى بس عشان رغبة ماما مش اكتر وانا مبحبش ازعلها واخفض صوته وهو يقول فى جدية بس خدي بالك انتى متعرفيش حاجة عنى احسنلك ابعدى افتكر اني نصحتك
نظرت الى اليمين واليسار وقالت على فكرة النهاردة احنا عندنا شغل كتير فياريت لو خلصت كلامك نبدأ ولا غيرت رأيك ومش هبقا مديرة مكتبك
هز يوسف رأسه فى خيبة امل قائلا لسوء حظى وحسن حظك انى مش برجع فى كلمة قولتها والا كان زمانك مرمية برة الشركة
علمت جيدا نيته فى استفزازها فلن تعطه ما يريد أبدا ابتسمت لتغيظه قائلة في استفزاز خلاص بعد اذنك هروح اشوف شغلى تابعها وحنقه منها وصل الى اقصاه تمنى لو صفعها فقد استفزته كما لم يفعل انسان على البسيطة من قبل سؤال واحد لازال يحيره سؤال ترفض تلك السمجة الاجابة عليه لماذا قبلت به كيف وهى على الاقل علمت جزء من حياته بحواره مع جينا جلس على مقعده فى تهالك هل عليه أن يسلم بالأمر الواقع هل حبه لأمه وتقديره لها سيدفعه للاستسلام هل سيخالف وعده لنفسه ويربط أنثى باسمه لا لن يكن لن يسمح لهذا الزواج ان يتم مهما كلفه الثمن وسيسحق ثقة المغرورة تلك فى نفسها هذه تحت قدميه لتعلم من تواجه
استرخى محمود فى مقعده وأخذ نفسا عميقا قبل ان يرتشف من فنجان القهوة الذى اعدته له سميرة بيديها لسنوات طويلة لم يستسغ طعم القهوة الا من يدها ابتسم لها قائلا وهو يستلذ بمذاقها في فمه لسة ابنك شايط
ضحكت سميرة قائلة في تسلية هوا شايط بعقل ده خرج من بدرى عشان ميشوفش حد فينا
وأضافت وهى تنظر الى الفراغ فى تفكير انا بدعى ربنا ليل نهار ان ربنا يهدى ابنك ويحببه فيها ويتم الجوازة دى على خير لو ضاعت منه مش هيلاقى زيها ابدا
ربت على كفها في حب قائلا اطمنى يا ام يوسف ابنك فعلا جواه حاجة ليها بس اقول ايه بقا العند
احتوت كفه في كفها وهي تقول بابتسامة حالمة ياما نفسى يكون ليها اخت زيها كدة ناخدها لزين
تنهد محمود قائلا في حزم زين الدين بنت عمه اولى بيه بس فى الأول والاخر راجل مقدرش اغصب عليه وفى الاخر يظلم البت معاه انتى عارفة ولاد اخويا امانة فى رقبتى هتحاسب عليها قدام ربنا وطأطأ رأسه مضيفا في ۏجع كفاية كنت السبب فى حرمانهم من ابوهم وامهم
قالت سميرة فى رقة وهى تضع يدها على كفه تانى يا محمود الموضوع عدى عليه كتير اخرج منه بقا
هز رأسه قائلا فى حزن بس لوكنت وضعت اصبعها على ثغره قائلة ربنا يرحمهم برحمته يا محمود انت عملت اللى عليك وزيادة وعيالهم حطتهم فى عنيك وعاملناهم حتى أحسن من عيالنا
رفع محمود نظره اليها لتطالع بهما حزنه الذى عاش به لسنوات طويلة وعقدة الذنب التى ظلت ملازمة له ودمعة تناضل أن تظل محافظة على مكانها خلف جفونه فغيرت من مسار الحديث قائلة بقولك ايه احنا عايزين نحدد معاد للخطوبة وننزل مع البنت تنقى شبكتها ايه رأيك
ابتسم محمود فى حزن قائلا كلميها واتفقى معاها
الفصل السابع والثامن
التقط يوسف هاتفه فى تأفف وهو ينظر الى اسم جينا فتح المكالمة ورد عليها فى اقتضاب وملل وحين شعر بباب المكتب يفتح لتظهر من خلفه ايلينا تحمل عددا من الملفات رسم على ثغره ابتسامة واسعة غير عابىء بوجودها وهو يغير من طريقة حديثه مع جينا تماما انا عارف انتى كمان وحشتينى اوووى انا عندى بس شوية شغل وهكلمك تانى باى باى حبيبتى استمعت الى كلماته پغضب حاولت جاهدة اخفائه غيرتها أقوى من أي قوة لانكار وجودها وهو يردد على مسامع جينا عبارات هيامه وغزله ضغطت على الملف الذى بيدها حتى كاد يتكور بين اصابعها واظافرها بالفعل قد تخللت احدى وريقاته حقا هى لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه و بتبصيلى كدة ليه قاطعها يوسف وهو يدور بكرسيه الجلدى فى برود ردت وهى تتنفس فى عمق ببصلك ازاى
ابتسم وهو ينظر الى الملف الذى كاد ان يتكور فى يدها اسألى نفسك ونهض فى بطء ليواجهها قائلا عشان بس تبقى عارفة جينا مش الوحيدة ده فى غيرها كتير وانا بقا مش ناوى اتغير عشاان حد
اشاحت بوجهها للحظات قبل ان تنظر اليه من جديد قائلة اللى بيتغير بيتغير عشان خاطر نفسه وعشان هوا عارف أنه ماشى فى سكة غلط اللى بيتغير بيتغير للصح مش عشان خوف على منظره وشكله مش اكتر
مط شفتيه قائلا عاجبانى فلسفتك دى وجلس على طرف مكتبه وصمت لحظات قبل ان يضيف فى جديه انتى هتتعبى كتير لو فكرتى تتجوزينى وده لأنى عمرى ما هحبك ابدا
هزت كتفيها فى لامبالاة تفتك به قائلة الحب مش كل حاجة
تضايق من برودها فحاول اغاظتها قائلا وانا بالنسبالى مقدرش اعيش مع واحدة متربطنيش بيها اى مشاعر فتوقعى بقا فى اى لحظة انى ممكن اتجوز عليكى
لن يربح معركته تجاهها ابدا هى تدرك غرضه من استفزازها وضعت الملف على المكتب وكتفت ذراعيها قائلة فى هدوء مثنى وثلاث ورباع ده شرع ربنا حد يقدر يعترض عليه
نهض يوسف من جلسته فى صدمة وقال بقولك هتجوز عليكى ايه مش فارق معاكى خالص
تراجعت لتحتفظ بمسافة بينهما قائلة هيكون فارق معايا لو
بحبك مثلا بس انا مش بحبك خالص
رد فى حنق اومال عاوزة تتجوزينى ليه
قالت فى هدوء غير مكترثة به تلذذت كثيرا بحرصه على اجابة لسؤاله وحيرته في الوصول الى شيء لن تجعله يبلغه مطلقا قولتلك محتفظة باسبابى لنفسى
هنا فقد أعصابه تماما وقبض على معصمها قائلا بطلى استفزاز نظرت اليه فى شړ وبعينين كلهما ټهديد لا يتناسب مع برائتهما المعتادة وقالت وهى تحاول ان تفلت يدها من قبضته دون فائدة لو فكرت
تلمسنى