الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية بقلم سارة المصرى

انت في الصفحة 65 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


خبث
دى قدرات يا حبيبتى 
زمرت ايلينا شفتيها في تذمر
بقا كدة انا قولت من الأول انى مليش فى البيت ده غير ادم 
ما براحة يا حبيبى هتخلينى اندم انى خليتك تلعب جودو ليه العڼف ده 
ابتعد عنها ادم سريعا يخبرها في حماس 
بالمناسبة يا مامى اوعى تنسى ومتجيش الماتش الجاى ده النهائى 
امسكت كتفيه تشعل حماسه أكثر

وانا من امتى بنسى يا سى ادم 
ابتسم الصغير 
ولا مرة بس لازم برضه أكد عليكى انتى اكتر حد وجوده بيفرق معايا 
لكزه يوسف فى كتفه برفق 
يا بختك يا سى ادم بالحب ده كله 
ونظر لها فى عشق او ربما امتنان فقد غيرت كل الحقائق واصبح ادم ولدها عن حق 
لم يعد يخطر ببال احد انه جاء من امرأة اخرى فهو لم يحمل من جينا اى صفة 
هو نسخة مصغرة من يوسف فى كل شىء 
حنانها كان كافيا وغير مصطنع 
كان حنان ام خالصا 
طالما اخبرته ان الحب قبس الهى وقد القى الله فى قلبها حبا لادم لا يقل ابدا عن حبها للينا صغيرتها وكذلك تعلق بها الصغير فأصبحت هى الام والصديقة وموضع الاسرار 
تنحنح وهو يشير خلفها حيث جلس علي على احدى كراسى غرفة الاستقبال وهو يمسك العود الخاص به ليعزف احدى مقطوعاته فأشار يوسف للجميع بالصمت للاستماع اليه 
قد شب الفتى واصبح فى التاسعة عشر من العمر ازداد ولعه اكثر بالادب والموسيقى 
وساعده على ذلك ايلينا ويوسف و 
يارا عزام 
تلك الصغيرة التى يكبرها بعام وتقف الان بعيدة عنه تراقبه فى حب تعرف انه لم يعد مجرد افتتان مراهقة ابدا او شفقة كما ظنتها فى البداية فعلي لايمكن ان يثير شفقة احد 
علي يثير الاعجاب 
الدهشة 
اى شىء 
اى شعور الا الشفقة 
لم تشعر يوما انه كفيف حتى وهى تقف بعيده عنه هكذا وتشعر برأسه يدور يمينيا ويسار بحثا عنها ليتوقف فى نقطة كانت بالفعل تقابلها 
أدارت وجهها فى خجل 
تشعر انه بالفعل رآها وهي تتمعن به في حب 
تشعر انه ڤضح نظراتها الولهة 
ولما لا فهو يبتسم الان فى ظفر ليعود ويمسك بعوده من جديد 
كيف يمكنها ان تشك انه رآها بالفعل 
الم تعرض عليه فى السابق ان تصف له ملامحها او ان تجعله يمرر يده على وجهها متأثرة بالدراما التقليدية عن العميان فرفض في بساطة
مش محتاج أحس بايدى ابدا هسيب لخيالى الفرصة انه يرسمك زى ماهوا عايز 
ووصف لها ما صاغه خياله لتتفاجىء بأنه مرآة تعكس صورتها بكل وضوح 
شكت فى كونه ضرير 
أخذت تتهمه بالكذب و الخداع فربما وصفتها له ايلينا مسبقا 
قابل ثورتها بتلك الابتسامة التى لاتستطيع امامها سوى ان تخضع بكل مشاعرها وبشتى الطرق 
وهناك الكثير والكثير بينهما ربما يحتاج لقصة اخرى أو مجلد بأكمله 
قصة تصف مشاعر نبيلة من فنان ضرير لفتاة تضج بالأنوثة والحياة 
بدأ علي عزف الموسيقى الخاصة بأغنية
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك أمي
حين وقف فارس يتابع الجميع بنظرات شاردة قطعتها نبرة يوسف الهادئة وهو يربت على كتفه فى رفق 
واخرتها معاك يا فارس 
ابتسم فارس في حزن
اخرتها ازاى يعنى 
رد يوسف فى تأثر لحال صديقه 
من ساعة ما اتجوزت ايمن الالفى وانت حالك اتقلب انت مش خلاص قولت ان فريدة بالنسبالك صفحة وانتهت 
هز فارس رأسه فى تهكم من حاله فواصل يوسف 
لما
انت لسة بتحبها ليه محاولتش تصلح كل اللى بينكو ليه سبتها تروح من ايدك للابد يا فارس 
أجابه ونبرته تفقد تماسكها بطيف الماضي الذي يلوح أمامه 
مكنش ينفع نرجع بأى شكل من الاشكال مين هيقدر يسامح يمكن جوازها ده قفل الحكاية خالص 
رمقه يوسف فى شك 
من برة بس من جواك تفتكر چرحك هيبرد ولا فعلا الحكاية كدة انتهت 
اشاح فارس بوجهه يعطيه ما يمكنه من اجابة
سيب كل حاجة للزمن يا يوسف يمكن الحياة تحطنا فى حكاية مكنش المفروض نعيشها 
نظر له يوسف فى عطف ليترك المكان بأسره فلم يعد يحتمل البقاء تحت نظرات صديقه التى تكشفه بكل بساطة 
يحاول ان يقنع نفسه ان فريدة قصتها انتهت معه وقلبه يرفض وعقله يتهمه بالخبل وهو الخاسر الوحيد فى تلك المعركة المبهمة 
تلك المعركة التى لم يعد هناك طريقة للفرار من على ارضها لا بالعمل ولا بأي شىء اخر فكيف نفر من انفسنا 
كيف نفر من خافق تلازمنا نبضاته على الدوام 
هو مضطر لخوض معركته دائما وهو يعرف انه سيخسرها تماما كما خسر كل شىء بينه وبينها
ولم يعد للغفران مكان بينهما حتى من قبل ان تصبح زوجة لأيمن الالفى 
وحين كان يرحل لمحته عيون زمردية لامعة أثناء دلوف صاحبتها الى القصر بصحبة زوجها 
عينان تحملان من الشراسة بقدر ما تحملان من الفتنة 
عينان تعلمتا جيدا كيف يخفيا حنينهما بل يظهرا النقيض لتعود الثقة سريعا الى نظراتها 
تأبطت ذراع زوجها وهي ترفع رأسها في عجرفة تليق بجمالها الأخاذ 
شعلة من الفتنة 
كل شيء فيها لايليق الا بأنثى واحدة 
لايليق الا بفريدة سيف الدين 
تنهدت ايلينا وهى تلقى نظرة على الجميع 
كم غيرت تلك السنوات الخمس الماضية الكثير 
رحل محمود عن الدنيا منذ عامين ليدفن الى جوار زوجته بناء على وصيته 
نظرت الى صوفيا التى جلست على ركبتيها والى جوارها زين يحيطها بذراعه ليداعبا طفلتهما بينما يهمس فى اذنها بين الحين والاخر فتلكزه فى كتفه برفق اعادت الحورية الشقراء بحبها السحرى اليه ابتسامته وشبابه الذي انتهكه بقاءه الى جوار سمر 
سمر التي اعتزلت
الجميع بعدها متحججة بعملها فى احدى المحافظات النائية ولم يسمع أحد عنها شىء منذ هذا الحين 
اما من كان سببا فى دمار كل شىء بداخلها منصور التهامى فقد ماټ بجرعة زائدة من المخدر الذى كان يتعاطاه 
ابتسامة حالمة زينت ثغرها وهى تراقب ادم يقترب من الصغيرة ليحملها بين ذراعيه مداعبا اياها فى رفق بينما استغل زين مراقبة صوفيا لهما وطبع قبلة سريعة على وجنتها لتتسع عيناها فى دهشة بينما يشدو علي على نغمات العود 
عارفة 
حاسس انى لاول مرة بشوفك 
وانى بشوفك من اول لحظة فى عمرى 
حاسس انى يمامة بتشرب فى كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجرى 
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى 
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه 
نظرة اخرى الى ملك وخالد 
تنازلت ايلينا للأخير عن ادارة كل شىء فى مجموعة عزام بمجرد ان استعاد عافيته بعد الحاډث اما ابيه فقد اعتزل الجميع حين أدرك اخيرا ان اطماعه لم يعد لها طائل بعد الان 
نظرت الى ابتسامتهما ونظراتهما التى تشى بالكثير تذكرت مخاۏف ملك فى الماضى من اظهار مشاعرها كم كانت ستخسر كثيرا تلك الحمقاء 
تعالى صوت على العذب من جديد مع انغام العود الخاص به 
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك امى
على راحتى معاكى وكأنك من دمى 
مش عارف ليه 
ضيقت ايلينا عينيها وهى تنظر الى حسام الذى كان يبحث عن ايتن بعينيه وحين لم يجدها تحرك باتجاه الحديقة فهو شبه متأكد انها هناك فالطبيعة قد اصبحت رفيقتها طيلة فترة غيابه ولم يكن لديها سواها لتبثها سخطها على قسۏة حبيبها وجفائه فبعد ماحدث قرر السفر الى الخارج وصفى كل اعماله ليعود فقط منذ اسبوعين 
تحملت ايتن وحدها ثمن كل معاناته تلك 
تحملت صدماته وتعذبت بحبه لسنوات هجرها فيها بقسۏة وحملها اوزار كل هذا العالم 
الغفران الان قد اصبح من حقها هى منحه من عدمه فحسام قد جرحها بشتى الطرق 
ارتبط بغيرها وهجرها وقسا عليها والان يعود فهل تراها تغفر 
ناداها فى هدوء وقد وقفت موليه اياه ظهرها 
التفتت له فى بطء ليرى على وجهها امارات قسوته فلم تعد تلك هى الطفلة المرحة التى كانت تملأ الدنيا بهجة وسعادة ولم يعد هو ذلك المتردد الخجول فالسنوات كفيلة بأن تغير الامور وتقلبها تماما 
ابتسمت فى حزن او ربما عتاب وهى تزيح ناظريها عنه قائلة 
حمدلله ع السلامة 
تنهد وهو ينظر الى ماتبقى من ايتن القديمة لا يعلم الى أيهما يحتاج ويشتاق الان الى تلك الفتاة الناضجة في كل شيء أمامه أم تلك الطفلة التي عشقها منذ نعومة اظافره 
الله يسلمك عاملة ايه يا ايتن
هزت كتفيها تجيبه بما طرأ على بالها 
عايشة يا حسام بشتغل وناجحة تقدر تقول كويسة 
اقترب خطوة تأملها فيها أكثر وأكثرلينطلق لسانه يردد بمكنون قلبه وكأن عقله لم يعد عليه سلطان 
وحشتيني!! 
رفعت ناظريها اليه 
رأت فيهما حسام العاشق القديم ولكن عشقه هذه المرة لم يكن خجولا مترددا بل يصدح بوجوده ويصر أن يجد له مكان 
ولكن تراها تملك القرار لاحتوائه 
منذ أن عاد وهو يحاول أن يتحدث معها بشتى الطرق وهي تفر من مواجهته 
تشعر أنها أجبن الان من اتخاذ أي قرار 
أغمضت عينيها للحظات قبل ان تهمس في ألم 
مبقاش ينفع خلاص 
وعضت على شفتها لتطلق سراح دمعتها وهى تواصل في مرارة 
انت عاقبتنى بذنب كل حد غلط فى حقك عاقبتنى بذنب والدتك واختك وذنبى عاقبتنى بكل طريقة يا حسام ولسنين طويلة انت حتى كنت تعرف انك قاسى اوى كدة خلاص يا حسام مبقاش فى قلبى جزء سليم لچرح جديد منك 
اقترب خطوة اخرى المته نبرتها فمد كفه ليحتوى كفها بين يديه 
انا عارف انى قسيت عليكى كتير كان ڠصب عنى جرحتك بنفس حجم الچرح اللى جوايا ايتن انا يوم ماقررت انسى كل حاجة اتفاجئت باللى ميقدرش انسان طبيعى يتحمله اتفاجئت بحقايق مش قادر لحد دلوقتى استوعبها كنت مڼهار كان لازم ابعد لو كنت ارتبطت بيكى باى شكل او حتى فضلت فى البلد دى كان ممكن ااذيكى يا ايتن كان لازم ابعد بعدت لحد ما هديت ومرجعنيش البلد دى غير حبك انتى وبس 
ارتعد كفها بين يديه فسحبته وهي تتمعن بعينيه تسأله بوضوح
وحبك ده هيقدر يقاوم الحړب اللى جواك ولا هفضل انا طول عمرى ضحېة لصراعك مع نفسك ده 
أشاح بوجهه يحاول أن يبحث عن رد مناسب ليتنهد بعدها 
مش عارف بس اللى متأكد منه دلوقتى انى مش هقدر
ابعد تانى خليكى جنبى يا ايتن خلينا نجرب من جديد انا بحبك ومحتاجلك 
اشاحت بوجهها عنه تخفى ترددها هى 
تريده ولكنها تخشى صراعه هذا الذى لن يكون احد سواها الخاسر فيه 
ناداها فى رقة لتلتفت اليه وتراه يعبث بين أصبعيه بدبلة ذهبية ويبتسم 
الدبلة دى بتاعتك عمى الله يرحمه ادهالى بعد مافسخنا الخطوبة وقالى خليها معاك مين عالم ورغم وقتها قرار الرجوع ليكى كان حاجة مستحيلة ومش ممكن تحصل بس مش عارف ليه احتفظت بيها يمكن زى ماعمى قال وقتها خلى الباب موارب وبلاش تقفله خالص 
ووضع الدبلة على بداية اصبعها ليسألها لأول مرة 
الم يئن الوقت بعد ل 
ولكن حسام لم يخرج من كل ما حدث بعد 
هزت رأسها پعنف محاولة ان تتوقف عن التفكير الذى لن يكن فى صالحه تماما 
اقنعت نفسها انها تجربة جديدة ولكن تلك المرة بمحض ارادتها 
تلك المرة ستخوضها ايتن الفتاة الناضجة التى شارفت على التاسعة والعشرين من العمر لا تلك الطفلة التافهة التى ډمرت كل شىء فى السابق 
سيخوضها

حسام جديد يعرف كم تحبه ايتن وتقدره 
سيحاولا تجاوز
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 66 صفحات