رواية جاسر
روجيدا ب إستغاثة ف بادلتها ب أخرى مطمئنة..زفرت بسنت ب قنوط ثم ترجلت من السيارة و توجهت إلى منزلها...
فور دلوف بسنت تحرك جاسر ب سيارته..تابعته روجيدا قليلا قبل أن تنظر إلى الطريق ف عقدت حاجبيها وهى تراه يسلك طريق غير طريق منزلها ف إلتفتت إليه وتساءلت ب توتر
جاسر دا مش طريق شقتي...
تجاهلها جاسر..ف إرتفع صوتها ب حدة
نظر جاسر إليها ب هدوء وقال وطي صوتك البنت نايمة...
و ب عفوية أدارت رأسها إلى الخلف لتجد جلنار ب الفعل نائمة..زفرت ب قنوط ونفاذ صبر ثم جذبت من أحضانها حاسوبها المصغر وأعادته إلى حقيبتها...
كان جاسر يتابعها ب إبتسامة حانية مغلفة ب بعض التسلية..وما أن أعادت رأسها إليه حتى رسم الجمود على وجهه..عقدت روجيدا يدها أمام صدرها وتساءلت رافعة أحد حاجبيها
رد جاسر ب بساطة المنيا
شهقت روجيدا وقالت أنت بتقول إيه!!..جاسر بطل هزار ونزلني
مط جاسر شفتيه وقال دون النظر إليها أولا أنا مبهزرش...
ثم صمت دون أن يكمل لتتساءل ب صوت مكتوم
وثانيا!
مفيش ثانيا..إحنا رايحين المنيا وأنتي جاية معانا
نفخت روجيدا ب نفاذ صبر وتشقدت ب حدة جاسر..أسلوب البرود دا مش هينفع معايا..بعد إذنك روحني بيتي
لترد روجيدا ب ألم وإندفاع مبقاش بيتي من ساعة أما إنفصلنا...
وساد الصمت الكئيب والموجع ب المكان..فقط صوت تنفس جاسر الذي علا ب درجة مخيفة..لتجده فجأة قد صف السيارة على جانب الطريق وترجل من السيارة يقف أمامها واضعا يده في جيبي بنطاله..تعلم أنها ذكرى قاسېة بل أكثر قسۏة و ۏجع ل كليهما...
أسفة يا جاسر مكنش قصدي أفتكر ولا أفكرك ب اللي حصل..بجد أسفة...
لم يرد ولم يلتفت بل كان في عالم أخر..أغمضت روجيدا عيناها ب ندم على ذكر ذلك اليوم على الرغم من أن الألم يمثل لها أبشع صور الماضي إلا أن جاسر يعايش مثله ملايين المرات...
أخبار العلاج الفيزيائي إيه!
وضعت يدها على ظهرها فوق العمود الفقري مباشرة دون تفكير. ورغم تعجبها إلا أنها ردت ب هدوء
خلص..أخر جلسة كانت الشهر اللي فات
وب نفس الجفاء تساءل والنتايج إيه!
ليرد عليها ب صرامة تمام..عرفيني عشان أكون معاكي...
كادت أن ترد ولكنه إلتفت إليها وهالها تلك النظرة الجامدة في عيناه ب الرغم من الألم الواضح وضوح الشمس بهما إلا أنها تظل جامدة...
بدد الصقيع المحيط ب الطريق مفقر الحياه.. وهمس ب صوت لا يكاد يسمع
وحشتيني..وحشتيني وكأني مكنتش عايش ف بعدك...
وحشتني لدرجة إني حسيت إن مفيش حياه بعدك...
ولم يسمع أحدهما عبارة الأخر....ظلا إلى وقت لم يستطيعا عده إلى أن إبتعد عنها وأخذ يبعد خصلاتها قليلا..ثم أخذ يتطلع إلى وجهها البهي والذي لاحظ تحوله إلى اللون الوردي دون حديث..وقد نطقت عيناه ب إشتياق لا حد له..ولكن يبقى الماضي عائق لإكمال حياتهم...
إبتعد جاسر عنها ب بطئ وكأنه لا يريد هذا الإبتعاد..لتتدهل يديها إلى جانبها ب يأس و تدلى وجهها إلى أسفل..نطق جاسر ما أن وجد صوته
يلا عشان الطريق طويل...
ثم إنحنى وألبسها سترته مرة أخرى ولكن هذه المرة تطلع إلى جيدها ب تدقيق..ليجد جيدها مزين ب تلك القلادة الخاصة ب والدها ولكن مضاف إليها خاتم الزواج ف بدى في غاية الروعة..لم تلحظ تلك الإبتسامة التي زينت ثغره وتلقائيا نظر جاسر إلى حلقته الفضية التي لا تزال حول بنصره الأيسر..ف إتسعت إبتسامته أكثر...
مد يده يتلمس تلك القلادة خلف عنقها ..ف كانت أنفاسها المتوتر تلفح يده ب سرعة وتتالي..وإستشعر نبضات قلبها التي تتقافز ب قوة ف إبتسم أكثر...
رفع نظراته إليها ليجدها تنظر إليه ب رهبة ممتزجة ب إشتياق لم يستطع ألا يلمحه..وحين إقترب منها ثم قال ب صوت ملئ ب العواصف
دي عشان لسه حافظة عهدي...
لم يبد عليها الفهم وقبل أن تتفوه كان قد إستدار بها إلى مقعدها وأجلسها ثم قال ب إبتسامة جذابة
الجو برد وطريق السفر طويل...
ثم أغلق الباب وإتجه إلى مقعده الخاص وأدار المحرك..كان ېختلس إليها بعض النظرات ليجد عيناها متسعتان ب شدة و وجهها شاحب تظهر عليه بوادر صدمة..ولكنه وجدها تضع رأسها على زجاج نافذتها وأغلقت جفنيها لتذهب في سبات عميق..تشد جانبي السترة إليها تبثها الدفء..ف إرتسمت على شفتيها إبتسامة طفيفة كانت أكثر من كافية لتبعث في نفسه الراحة والأمل..صحيح طريقه ميسر ولكن ذكرى ذاك اليوم تبعث الرهبة والخۏف ب قلبه...
وصلا إلى قرية الصياد التي لم تطئها روجيدا لمدة سنتين..كانت تغط في سبات عميق وجاسر يرمقها ب نظرة كل ثانيتان...
وصلت سيارته إلى القصر وفتحت أبوابه على مصرعيها إستقبالا لجاسر الصياد..أغلق المحرك ثم ترجل من السيارة وأدخل صغيرته والتي رحبت بها فاطمة ب حبور..دثرها جيدا في الفراش الخاص بها ثم تحرك خارج الغرفة وهبط الدرج وكاد أن يخرج إلا أن والدته تساءلت ب تعجب
رايح فين!!
رد ب إقتضاب هجيب روجيدا...
إرتفع حاجبيها ب صدمة و ذهول ثم تساءلت ب نبرة ذات مغزى
و روجيدا بتعمل إيه هنا!
زفر جاسر ب نفاذ صبر طب أجيبها الأول وبعدين نكمل التحقيق دا...
ثم تركها وتحرك خارج محيط القصر و والدته تتابعه ب أعين ك الصقر...
توجه إلى المقعد الخاص بها ثم فتح الباب و أحل حزام الأمان..وضع يد أسفل ظهرها وأخرى أسفل ركبتيها وحملها ب رفق..قربها جاسر من صدره كثيرا حتى باتت أنفاسها تلفح نحره ف تبعث رجفة محببة إلى قلبه..و تباطئ في خطواته إلى داخل القصر...
كانت فاطمة تضع يدها في خصرها رافعة أحد حاجبيها..ليضيق جاسر عيناه ب حدة ثم تشدق ب فتور
والله هفهمك..بس أطلعها
إبتسمت ب مكر وقالت هو أنا قولت حاجة..طلع البنية..الجو برد عليها...
زفر جاسر وإستغفر ربه
ب صوت عال ثم صعد الدرج..دلف إلى غرفة صغيرته و وضعها ب جانبها على الفراش المقابل لفراش الصغيرة ودثرها جيدا..أزال ب يده بضع خصلات هاربة من جديلتها عن عينيها..ثم إنخفض ب جزعه ولثم جبينها ب قوة وكأنه يوشمها ب اسمه ثم إرتفع مرة أخرى قبل أن يرمقهما ب نظرة مطولة ودلف خارج الغرفة...
هبط الدرج وهو يدلك عيناه ب إرهاق وجلس ب جانب والدته التي ربتت على ظهره وقالت ب حنو
جعان يا حبيبي!..أعملك عشا
وضع يده على يد المقعد ثم قال ب تعب لا يا أمي..أنا لسه راجع من عشا عمل...
وصمت ليستشعر نظرات والدته تخترقه ف فتح عيناه وإلتفت إليها وكما توقع كانت تنظر إليه ب خبث..ف تأفف ب ضيق ثم قال ب نفاذ صبر
بصي يا ماما..أنا قابلت روجيدا صدفة وحصلت كام حاجة كدا
وإيه هي الكام حاجة دي!
أشاح جاسر ب يده ثم قال هتعرفيها بكرة ف صفحة الفضايح...
إرتفع حاجبيها ب ذهول وألجم لسانها هول ما نطق ولكنه أكمل حديثه دون أن يعبأ ب ذهولها
و جلنار شبطت فيها ف جبتها معايا وهى مرتضش تزعل بنتها
إبتسمت فاطمة وقالت ب براءة مصطنعة ااااه..قولتلي..فيها الخير روجيدا..هي هتقعد كام يوم!
نهض جاس ثم تشدق وهو يتحرك إلى الأعلى
معرفش..وقت أما تحب ترجع هبقى أرجعها...
ثم أكمل صعوده تحت أنظار والدته والتي أخذت تدعوا لهما ب صلاح الحال...
هنسى أي وعد وعدته إني هبعد عنك..حتى لو على مۏتي يا فراولتي...
نهضت بسنت ب كسل وأخذت حماما سريع ثم أبدلت ثيابها..أمسكت هاتفها وإتصلت ب مراد..ليأتيها الرد بعد بضع ثوان
صباح الخير يا أنسة بسنت
ردت بسنت ب خفوت صباح النور يا مستر مراد...
أخذت نفسا عميق ثم قالت ب حرج
أسفة لو كنت إتصلت بدري كدا
جاءها صوت مراد الهادئ لا أبدا..أنا صاحي من زمان وطالع ع الشركة
تنحنت بسنت وقالت أنا حبيت أعتذر عن اللي حصل إمبارح..بجد أسفة...
سمعت قهقة مراد تحترق أذنها لتعقد حاجبيها ب تعجب..ثم سمعت صوته يقول ب مرح
متعتذريش يا أنسة بسنت..هو دا جاسر الصياد..أنا عارفه وكنت متوقع منه حاجة زي دي..بصراحة لو مكنش عمل كدا..كنت هحس إن فيه حاجة غلط...
إزداد إنعقاد حاجبي بسنت وقبل أن تتفوه ب حرف أكمل مراد حديثه
المهم..أنا هستناكي ف الشركة..أكيد مش النهاردة يعني..بس هستناكي تستأنفي الشغل ف فرع القاهرة
ردت عليه ب ذهول عفوي إيه دا بجد!..أنا فكرت إنك مش هتبقى طايق تشوف وشي
تشدق هو ب رزانة وليه مبقاش طايقك!!..أنتي معملتيش حاجة..وقولتلك أنا عارف جاسر وعارف إن لسه الموضوع مخلصش ودا مش ذنبك...
صمت قليلا وكذلك هي ليتابع حديثه
مش هنتكلم ف الموضوع دا كتير..أكيد هكون أكتر من سعيد لما تستأنفي الشغل معايا..و وقت أما تكوني جاهزة..أنا هكون ف إنتظارك...
ردت ب إمتنان حقيقي بجد مش عارفة أقولك إيه!..أنا متشكرة جدا
متشكرنيش..دا شرف ليا إنك تشتغلي معايا
بجد مرسيه...
ساد الصمت لعدة لحظات قبل أن يقول مراد ب إعتذار
معلش أنا مضطر أقفل دلوقتي يا أنسة بسنت..ف إنتظارك...
ثم أغلق بعدما بادلته التحية..ليجد من تتعلق ب عنقه من الخلف وتتساءل ب دلال
ف إنتظار مين يا سيادة المدير...
بسنت..البنت اللي قابتلها لما كانت بتاخد منحة ف
باريس...
وتصدقي طلعت مين!
ضحكت وأكملت أخت مرات جاسر الصياد
عقد حاجبيه وتساءل عرفتي منين!
وقالت أخباركوا مغرقة السوشيال ميديا...
ضحك مراد ب صخب وقال
هما لحقوا!!..يا ترى جاسر عمل إيه!
ملناش دعوة عمل إيه..المهم أنت هتعمل إيه!
تساءل ب خفوت أعمل إيه ف إيه
هكمل شغلي معاها..هي ملهاش دعوة ب اللي بيني وبين جاسر الصياد..ولا جاسر الصياد له دعوة بيها وبشغلي..أظن جوزها هو اللي من حقه يعترض...
أخذت دينا نفسا عميق ثم حاولت الحديث ب هدوء
يا حبيبي مش قصدي..بس إحنا كنا قفلنا ع صفحة جاسر الصياد
ف رد عليها ب قوة ولسه هتفضل مقفولة يا دينا..أنا سبق وعرفتك إن روجيدا هتكون ف العشا وأنتي معارتضيش..ف مش
هنحكي ف الموضوع دا كتير...
حاولت الإعتراض والحديث إلا أنه أشار ب يده أن تصمت وقال ب صرامة نازعا يدها عن عنقه وإستقام واقفا
أفتكر إنك قولتي مش هاجي عشان الحرج..وأفتكر إني لسه قايل الموضوع دا هيتقفل لحد هنا يا دينا..ويلا عشان عندي شغل...
ثم تحرك من أمامها عدة خطوات..ف تهدل كتفيها ب يأس..تخشى دلوف جاسر الصياد أو كل ما له علاقة به أن يفسد عليها حياتها التي إني أمشي كلمتي وأزعلك..إني مخدش حقي الصبح...
ربت على وجنتها ب رقة وقال ب حنو
لما أرجع هنبقى نتكلم ف الموضوع دا..المهم حضريلي عشا حلو..عشان مزاجي يبقى حلو وأعرف أسمعك...
ثم تركها ورحل..لتجد