الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية أصقلها شيطان بقلم سماح سيد

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


الكلمات 
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا 
رفع حمدي كتفيه بقلة حيلة 
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست 
هز هارون رأسه بيأس 

الواحد هيلقيها منك ولا من أمك 
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها 
بتقول حاجة يا واد منك له 
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها 
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل 
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه 
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل 
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها 
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين 
ثم وضعت يدها على كتف سدرة 
وانا وسوسو حبيبتي هنقعد مع بعض نحكي شوية أصل وحشني الكلام معاها مش كدا يا سوسو 
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة 
كده يا ماما زهرة 
التفوا اربعتهم حول الطاولة العامرة بأصناف عديدة شهية يتناولون الطعام بتلذذ وبعد انتهائهم دخلا هارون وحمدي لغرفة المكتب بينما جلستا سدرة وزهرة في
بهو القصر بجانبه
________________________________________
الخليجي الهادئ يتسامران حول شؤن حياتهما وبعد عدة ساعات خرج هارون وحمدي خلفه وهو يتثأب بنعاس وأقترب من المجلس فأستمعا لزهرة وهى تتحدث 
اللي ما بيسمعش كلامي يا سدرة بيخسر ويتعب لازم تخليك قريبة من جوزك وتحاولي بكل الطرق أنه يفضل ليك أنت وبس اوعي تدي الفرصة لواحدة تانية أنها تاخده منك وبعدين الواد حمدي قالي أنه عنده بت مسهوكة بتشتغل عنده سكرتيرة إسمها منار بس ايه عملة في نفسها البدع عشان تعجبه وكمان بتدلع وتتغنج عليه ودا راجل يا حبيبتي كلمة توديه وكلمة تجيبه 
نظر هارون بغيظ لحمدي الذي أشار له بحذر 
انا مقولتش لها حاجة هى اللي بتجرجرني في الكلام وأنت عارف خالتك ولا شارلوك هولمز في جمع المعلومات 
توعد هارون له بحساب عسير 
أن ما قصتلك لسانك عشان يبطل كلام خالص مبقاش انا 
ثم استمع لمزيد من نصائح زهرة النسائية ذات الخبرة الكبيرة 
عايزاك تشعليلية وتخليه يولع البسي له الشفتيشي ولأحمر والأخضر فاهمة وبعدين فين قمصان النوم اللي جبتهم ليك أخر مرة 
عند هذا الحد دخل هارون متنحنحا حتى لا تزيد خالته من تلك النصائح أمام حمدي فغيرته كرجل ونخوته لا تسمح له بسماعه لتلك الكلمات المحرجة الموجة لزوجته 
ايه يا خالتو مش كفاية نصايح بقى 
نظرت زهرة بأتجاههما بنزق 
ايه اللي جابكم دلوقتي لحقتوا تخلصوا شغل 
نظر هارون في ساعة يده ثم نظر لها متعجبا 
أحنا بقالنا أربع ساعات بنشتغل وأنتم لسه مخلصتوش كلام 
أشارت له زهرة بلامبلاة 
لأ لسه مخلصناش روحوا ألعبوا ليكوا دورين شطرنج ولا اتاري على ما أكمل قعدتي مع سدرة 
أقترب حمدي منها يرجوها أن تكتفي بهذا القدر 
لأ شطرنج ايه وأتاري أيه بس يا حبيبتي دي الساعة داخلة على عشرة ونص ولازم نروح عشان أنام بدري لأن ورايا سفر الصبح وهارون كمان وراه شغل 
نظرت له زهرة متأففة
يوه أنت دايما كدا من يومك لازم تنكد عليا وتحرمني من أي قاعدة حلوة 
ربت حمدي على كتف والدته برفق 
معلش يا حبيبتي تتعوض المرة الجاية 
جلس هارون على قدم وساق مقتربا من خالته وأمسك يدها مقبلا إياها 
خلاص يا خالتي خليك هنا باتي مع سدرة وأتكلموا مع بعض طول الليل زي ما تحبي ولا تزعلي نفسك 
هزت زهرة رأسها بنفي 
لأ انا هروح مبعرفش أنام غير في سريري وأنت اللي هتبات في حضڼ مراتك وسيبك من شغل السكرتيرات والقرف دا 
هز هارون رأسه بيأس 
يا خالتي يا حبيبتي متسمعيش كلام المعتوه أبنك انا مش ممكن ابص لواحدة بتشتغل عندي حتى لو كانت ملكة جمال 
وقفت زهرة وهى تضغط على يده بقوة 
أما نشوف يا سي هارون المهم خد بالك من مراتك وملكش بركة الإ هى فاهم 
أومأ لها هارون بابتسامة 
فاهم يا حبيبتي 
ثم تركت زهرة يده وأمسكت بيد حمدي 
يلا يا أهبل أنت كمان أما اشوف أخرتها معاك أيه 
نظر لها حمدي بنزق 
وانا مالي انا عملت ايه عشان تقولي ليا كدا 
نظرت له زهرة بتوعد 
مش عارف عملت ايه عايش ليا في دور فلانطينو بورسعيد يا خويا وماشي تحب دي وتسيب دي ولا ناوي تتجوز في سنتك 
نظر حمدي لهارون بغيظ وبنفاذ صبر 
دا طلعت مش لوحدي الي بتجرجر في الكلام هه شكل خالتك جرجرتك أنت كمان وحكيت لها
كتير وناقل لها صورة وحشة عني
ابتسم هارون بشماته وظفر 
بس يا فسل هو انا سفيه زيك أنت أصلك سمعتك الزفت سبقاك وتستاهل يتقالك أكتر من كدا عشان تبقى تقصر لسانك 
أومأ له حمدي بغيظ 
بقى كدا يا أبن خالي بتسيح ليا على الملأ كدا على العموم تمام قوي وليك يوم مش هرحمك فيه 
ثم أخذ ذراع والدته يعلقه في ذراعه متجها ببطئ ناحية باب الخروج كي لا تسترسل في ألقاء المزيد وتخجلة أمام سدرة 
يلا يا ماما أصل انا عارف لو فضلنا أكتر من كدا هتشلوحيني 
الجزء الخامس 
فشلت سدرة في استذكار حرف واحد من دروسها فقد ضاع تركيزها فكلما نظرت في صفحات كتبها تجد وجه ماجد متجسدا أمامها يعيد عليها ما قاله لها وتهديده بتأجيل زواجهما وراحت تتسأل لما يفعل معها هكذا ألم يحبها بقدر ما تحبه كما يخبرها دوما لما لا يتعجل في أتمام الزواج حتى يجتمعان تحت سقف واحد بمنزل أحلامهما كما يتمنان دوما هى لا تريد قصرا ولا حتى منزل متوسط كمنزل خالتها فكل ما تريده أن تجتمع به في حلال الله حتى وأن كان مسكنهما عشة على جرف نهر لكنه دائما ما يصعب عليها الأمور كي لا يعجل بزواجه منها فأخر كلماته لها ټهديد مبطن معناه أنها أن لم تعود إلى ممارسة مكالمات الفيديو فستكون السبب في تأخير موعد الزفاف وليس هو لكنها لن ترضخ لتهديده هذه المرة فهى لن تنسى ذلك الموقف الذي مرت به ذات ليلة حينما كانت تجتمع في سهرة سعيدة مع خالتها وزوج خالتها يتسامرون في أمورهم اليومية حينها جاء لحسان تنبيه على هاتفه بأشعار من موقع تواصل اجتماعي فإمسك الهاتف ليراه فإذا به يستغفر ربه
مررا تعجبت ميسرة
________________________________________
وسألته عما حدث فنظر لها مټألما وأمسك هاتفه ليريها ما ورد له 
دا واحد صاحبي باعت ليا على الماسنجر بيحذرني من الموقع دا استغفر الله العظيم دا موقع أباحي بيسهل مكالمات الفيديو والتواصل بين الحريم والرجالة لممارسة الرذيلة مقابل فلوس استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم مين عاقل وعنده ضمير يقبل على نفسه أنه يغضب ربه ويعمل الذنب العظيم حتى لو أدولوا فلوس الدنيا كلها 
رفعت ميسرة يدها لتضعها على صدرها بحسرة وحزن 
استغفر الله العظيم هى الدنيا وصل بيها الحال لكدا والواحد بيقول الخير قل من الدنيا ليه اتاري من الأثم والهم اللي ناس حطت نفسها بيه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
ثم رفعت ميسرة يدها لأعلى تدعو ربها 
يارب خرجنا من الحياة على خير ولا تفتنا بما يفعله السفهاء من خلقك وأهديهم وأهدينا يارب يارب تحفظنا بحفظك من الشيطان وشركه يارب 
نظرت ميسرة بأتجاه سدرة كي تحذرها وتنصحها من تصفح تلك المواقع المشينة لتجد دموعها منهمرة فأنتابها القلق وأقتربت منها تضمها برفق تمسد على ظهرها 
ايه يا حبيبتي بټعيطي ليه مالك 
حاولت سدرة تمالك نفسها حتى لا تبدي ما بداخلها من ندم وألم أمام خالتها وزوجها وينكشف المستور لهما فهى تتمنى المۏت على أن يعلما بجرمها الفادح الذي ارتكبته في حق ربها ونفسها وحقهما 
مفيش يا خالتو انا بتأثر لما بسمع حاجة زي دي 
شددت ميسرة من ضمھا حتى تطيب ألمها 
عندك حق يا بنتي ربنا يعافيك ويعافينا كلنا من البلاوي دي 
مسحت سدرة دموعها وتجرعت
مرار حلقها بحزن 
يارب اللهم آمين 
ثم أبتعدت عنها ونهضت تستأذن منهما للذهاب لغرفتها متحججة بأستذكار دروسها وهى في الحقيقة تريد أن تذهب وتختلي بنفسها قبل أن ينفجر صبرها وټنهار أمامهما وتقر بما فعلت فما فعلته ذنب عظيم أن علما به فلن يغفرا لها أبدا فما فعلاه لأجلها من تضحيات حتى تصبح ذو شأن عظيم يستحقان عليه الجزاء الحسن وبدلا من أن تكافئهما على أحسانهما لها عقابتهما وعقابت نفسها بذلك العقاپ الأليم جلست على فراشها تبكي بحسرة وحزن وعاهدت نفسها على أن لا تعود لفعل ذلك الأثم حتى وأن كانت النتيجة خسارة ماجد وخسارة حبها الكبير له فخسارتهما أهون بكثير من ڠضب الله عليها وخسارة أهلها ونفسها عادت سدرة من تذكر ذلك الموقف لتثبت على قرارها بعدم العودة لممارسة المكالمات مهما هددها ماجد فهى لن ترضخ لترهيبه كما أعتادت وعندما يأس منها ماجد ومن عودتها أقترح عليها فعل أخر سيدر عليهما المزيد من الأموال وكان هذا الفعل هو بداية دخولها لحياة هارون الذي تسببت له في الكثير من المعاناة والألم رجعت سدرة لواقعها الأليم من بحر ذكرياتها الأشد ألما على روحها تحدث نفسها وتلومها على انسياقها في دروب الشيطان بكل طواعية 
انا السبب انا اللي مشيت وراه ليه عملت في نفسي كدا ليه سبته يسيطر عليا ويفقدني السيطرة على عقلي ويخليني أعمل كل حاجة غلط من غير ما أقوله لأ منك لله يا ماجد ربنا ينتقم منك حسبي الله ونعم الوكيل
فيك زي ما خسرتني نفسي والراجل الوحيد اللي حبيته بجد وحسيت معاه بالأمان وخليته مكرهش حد في حياته قد ما كرهني 
في بيت الخالة ميسرة جلست على الأريكة يتملكها الحزن الشديد ممسكة بألبوم يضم صور تجمعها مع شقيقتها الراحلة في مراحل حياتهما حتى ۏفاتها وكذلك لسدرة منذ طفولتها حتى غادرت يوم زفافها الذي كان بمثابة السيف الذي قطع كل تواصل بينهم كيف لا وهى تزوجت رغم عنها هى وحسان من رجل بعمر جدها من أجل أن تنعم بماله فقط وبرغم من تهديداتمها لها بالتبرأ منها وأعتبارها مېتة بالنسبة لهما الإ أنها لم تهتم لأمرهما وذهبت وتزوجت منه بمفردها كثيرا ما تسألت ميسرة وتحيرت في أمر سدرة فكيف لها أن تتزوج برجل غير ماجد وهى التي تحدت الجميع لأجله فميسرة وحسان كانا لا يوافقان على أرتباطه بسدرة نظرا لما يتمتع به من سيرة غير طيبة جعلتهما يعترضان ويرفضان طلبه للزواج من سدرة التي هددتهما بالأنتحار أن لم يلبى لها رغبتها ويوافقان على زواجها من ماجد الذي كانت تراه حينها حبيبها الوفي لكن لم تدم حيرتها لأن علمت بعد ذلك عندما أقرت سدرة بخطاءها أن ماجد شبيه الرجال هو من غواها وأقنعها بفعل ذلك من أجل الحصول على المال سريعا وبسهولة
 

انت في الصفحة 6 من 27 صفحات