الأحد 24 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 24 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


إليه متسائلة بنبرة مرتعشة
أنت اتجوزت
ضغط على فكه بشدة أغمض عينه بعمق وبقوة ثم فتحهما مرة أخرى وحاول استعادة نفسه وهو يقول مؤكدا
أيوه اتجوزت
أكمل ناظرا إليها بقوة عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف لا لمكان لوجودك في قلبي ولا مكان لچروح غائرة منك
حمدالله على سلامتك ډخلتي الجزيرة إزاي

أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج
نسيت طرقي ولا نسيت إني بنت العامري وأدخل في أي وقت
تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تعنيه
تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه
منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا هنا وبس
نظرت إليه مطولا ولم تستطع الرد فهي تدرك جيدا أنه يحاول اهانتها يحاول أن يزعجها ويسخر منها بحديثه ولكنها تعرفه جيدا تحفظه عن ظهر قلب
ايه ده تمارا
أقتربت منها تقف
تمارا ازيك عامله ايه جيتي امتى وإزاي
عانقتها الأخرى وبادلتها الحب والاشتياق فهما الاثنين كانوا أصدقاء طفولة إلى أن رحلت عنهم
ازيك يا فرح وحشتيني
عادت للخلف تنظر إليها قائلة بحنين وأسى تحثها على أن فراقها كان ثقيل للغاية على حياتها
وأنتي كمان يا تمارا متعرفيش سيبتي فراغ عامل إزاي في حياتي والله
ابتسمت إليها باتساع وهي تقول بقوة تبتعد بعيناها إليه
اديني رجعت
استمعت إلى نبرة فرح التي تخرج بسعادة خالصة فأبتعدت عيناها تنظر إليها
على طول
أومأت إليها برأسها وهي تجيبها بثقة وتأكيد
أيوه هقعد على طول مش هسيب الجزيرة أبدا ولا قصر العامري
مرة أخرى تنظر إليه وتسائلت بفضول شديد وقلبها يدق پعنف
اومال مراتك فين
أشارت إلى إسراء التي كانت تهبط الدرج فهي الغريبة هنا هل هي زوجته أيعقل هذه الفتاة الصغيرة
دي مراتك معقول
دي مراتي واللي نازلة دي تبقى أختها
شبهت عليها وتابعت تنظر إليها بتمعن فتذكرت أين رأتها ثم قالت باستغراب
دي مرات يونس أنا شوفت صورة ليها
الله يرحمه زينة جبل العامري مراتي
ترك زينة وهبط إلى وعد بجسده يحملها على ذراعه رافعا إياها إليها قائلا بفخر وحب
ووعد بنتي حبيبة بابا
كانت الأخرى تقف تتابع ما يقوله باستغراب تام هل توفى يونس إلى هذه الدرجة كانت بعيدة عنهم 
نظر إلى زينة زوجته وتغيرت ملامح وجهه وهو ينظر إليها ثم هتف بهدوء ورفق حان يمثله ببراعة وكأنهم معشوقين
دي تبقى تمارا بنت عمي يا حبيبتي كانت خرجت بره الجزيرة من سنين كتير بس شكلها ملقتش مأوى غير هنا فرجعت تاني
تنظر إليه باستغراب تام تغيرت نبرته مئة وثمانون درجة ونعتها بحبيبتي وهي تقف مذهولة لا تدرك ما الذي أصابه هل فقد الذاكرة أم أن هناك شيء بينهم
يمحيه بوجودها 
وجدته يشير
إليها بعينيه فخرجت من تفكيرها تنظر إليها قائلة بابتسامة مصطنعة
تشرفنا
استمعوا إلى صوت والدته وجيدة المستنكر وهي تأتي عليهم من الداخل
تمارا! 
أقتربت منها تعانقها قائلة بود
ازيك يا مرات عمي
ابتعدت إلى الخلف زوجة عمها وهي مازالت مستنكرة تنظر إليها باستغراب وخرج صوتها بتوتر
الحمدلله ازيك أنتي
تنظر إلى جبل باستغراب تتسائل عن سبب قدومها ترسل إليه بعينيها خوف مكبوت ورهبة عجيبة من مكوثها معهم بين زينة و وعد وابنها 
أجابتها بحرارة وهي تنظر إلى جبل تبعث إليه آخر كلمات جملتها
أنا الحمدلله كويسه انتوا وحشتوني أوي
أومأت إليها زوجة عمها ومازلت مترددة تشعر بالتوتر فقالت
وأنتي كمان بس 
بقيت تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد قوله فوجدتها صمتت تماما فحثتها هي على الحديث
بس ايه
شدت نفسها واستجمعت قوتها وعهدها المعروف فنظرت إليها بقوة وحزم وقالت تذكرها بما قالته سابقا
ايه سبب الزيارة الغريبة دي خرجتي من زمان قولتي أن الجزيرة مش

مكانك
ابتسمت وهي تتودد إلى جبل إليه من الحين إلى الآخر
اكتشفت إني ماليش مكان غيرها يا مرات عمي
استنكرت الأخرى بشدة وخرج صوتها باستغراب
فجأة كده
قالت بهدوء تشرح لها ما شعرت به
لأ مش فجأة أنا اللي كنت بكدب نفسي بس خلاص أنا رجعت ومش خارجه منها تاني
استدارت تنظر إليه قائلة
ولا ايه يا جبل
قال بجدية شديدة ونبرة غليظة وهو يصر على الحديث بالألغاز ولكنها تفهمه جيدا
الجزيرة مكان لكل العوامرية ومكان لكل واحد مالوش مكان زيك يا تمارا
أقتربت مرة أخرى تقف أمامه بتحدي لأنها تعتقد أنه لن يمسها بسوء كما في السابق ېخاف عليها من الهواء المار جوارها فقالت بثقة
بس ده مكاني وليا فيه كتير أوي يا جبل
أومأ إليها بابتسامة ساخرة يؤكد حديثها ويكمل عليه بټهديد واضح
محدش قال غير كده بس المرة دي حافظي عليه علشان المرة الجاية ملكيش رجعة
وقفت أمامه بثقة أكبر وتحدي أكبر ونظرت إلى داخل عيناه المخيفة التي لطالما كانت ملجأ لها
هحافظ عليه وهرجع كل حاجه كانت ملكي فيه قبل ما أمشي
نظر إلى وعد مبتسما باتساع دون أن يعطيها أي اهتمام يجيبها
بيتهيألك إنك هتعملي كده
ردت تنظر إليه بعمق تحاول التسلل إلى داخله لتفهم ما الذي يفكر به
بكرة تشوف لسه قلوبنا بتنبض يا جبل
استدار ينظر إليها بقسۏة خالصة عڼف ضاري ظهر داخل عينيه وعلى ملامح وجهه الذي تغيرت بعد كلماتها فقال بغلظة وخشونة
بالقسۏة يا تمارا بتنبض بالقسۏة
نظرت إليه للحظات فلم تستطع التكملة داخل عينيه التي أصبحت غريبة للغاية ليست عيناه التي تعرفها ليست هي
أقتربت تنظر إلى وعد قائلة بابتسامة خبيثة
ازيك يا حلوة 
أجابتها الصغيرة برقة وهدوء
الحمدلله يا طنط
تعالت ضحكات تمارا تنظر إليها وإلى والدتها وقالت ساخرة
طنط لأ أنا مش طنط
تحدثت والدته عندما وجدتها لا تريد النزوح عن هنا تقترب منها تحدثها على الذهاب إلى الأعلى
اطلعي يا تمارا وريها اوضة يا فرح تنام فيها
تحدثت وهي تنظر إليه
مرة أخرى تؤكد على أنها تعلم أين مقرها كما تعلم أين هو
أنا عارفه اوضتي كويس يا مرات عمي
صدمها عندما ابتسمت باتساع وهو يرى ثقتها الزائدة وقال بخشونة
مبقتش موجودة
سألته باستغراب وقد خالف توقعها
يعني ايه
قال بجدية وهو يبتعد إلى الداخل ومعه وعد ببرود تام
يعني اوضتك مبقتش موجودة استخدمتها في حاجه تانية مفيدة أكتر من أنها تكون اوضتك
نظرت إليه وهو يبتعد تراه يحاول أن يثبت لها أن مكانها لم يعد موجود اسمها وحبها وكل ما كان لها هنا رحل معها عندما تركته 
أقتربت من زينة تنظر إليها بعمق ونظرتها نحوها ماكرة
لسه محتاجة أتعرف عليكي يا زينة!
الأخرى تقريبا فهمت كل ما حدث منذ قليل من كلمات جميعها ألغاز ونظرات متحدية وماكرة وأخرى واثقة فقالت لها بهدوء
آه زينة
أومأت إليها برأسها وهي تتابع النظر إليها قائلة بخبث
هيبقى بينا حكايات كتير أوي الفترة الجاية دا أنتي مرات الغالي يا زينة
لم تجيب عليها ولم تعيرها أي اهتمام ولكنها فهمت ما الذي يريده هو منها في هذه الفترة التي ستكون هي متواجدة بها هنا فنظرت إليها بثقة وأحبت هذه اللعبة قائلة
بابتسامة
أكيد عن اذنك أشوف جبل
نظرت إليها بقوة وكأنها تحدي أشارت إلى شقيقتها أن تذهب معها تدلف إلى الداخل وتركتها تنظر في أثرها تتسائل هل كل هذا حقيقي! 
جلس الجميع على سفرة الطعام لتناول العشاء ومن بينهم الزائرة الجديدة لقصر العامري تمارا التي تركت القصر بكامل إرادتها وتخلت عن كل ما كان ملكها به وخارجه وتركت جزيرة العامري بأكملها محتجة على وجودها بها الآن تعود ورأسها به الكثير والكثير عن عودة كل ما كان لها 
نظرت إلى إسراء بعينين مستغربة فضولية وسألتها وهي توزع بصرها على ملامحها الجميلة
بس أنتي شكلك مش مصرية
رفعت زينة رأسها وتركت الطعام نظرت إليها وخرج صوتها المسائل
اشمعنى يعني
أبعدت عيناها من على إسراء ونظرت إلى زينة بهدوء تستوعب سؤالها ثم أجابت عليها بسخرية تحاول التقليل من جمالها
شكلها يدي على أجانب مش حساها أختك خالص
ابتسمت إليها بسماجة وهي تعلم أنها تريد فعل ذلك ولم تعطي لاجابتها اهتمام فأجابت إسراء
أنا
مامتي تركية
أومأت إليها برأسها وهي تضع معلقة الطعام في فمها وتحدثت بعدما ابتلعت قائلة
مش قولتلك شكلك مش مصري شعر أصفر وعيون زرقا
أكملت الأخرى بهدوء وجدية تصحح لها معلوماتها
في مصرين بشعر أصفر وعيون زرقا بردو عادي على فكرة
ابتسمت إليها قائلة بمجاملة
مش حلوين زيك
ردت إليها إسراء الابتسامة الخجلة للغاية قائلة برقة ورفق
شكرا
اغتاظت فرح من مدح تمارا الزائد في الماثلة أمامها وشعرت بالغيرة الشديدة البعيدة كل البعد عن عاصم الآن ولكنها تشعر أن هذه الفتاة تأخذ مكانها بالبطيء وتحظى باهتمام الجميع فقالت بغيظ
مش أوي كده يا تمارا أحسن تتغر جمالها عادي يعني زينا
نظرت إليها إسراء باستغراب شديد ف إلى الآن لا تدري ما سبب كرهها الشديد لها أو دعنا لا نقول كره يمكن أن يكون مجرد بغض لطريقتها التي تتعامل بها والتي تعتبرها مزيفة! أبعدت نظرها عنها غير مهتمة بحديثها الذي حظى باهتمام زينة 
خرج صوت

وجيدة تنظر إلى تمارا بجدية تسائلها
قوليلي يا تمارا أمك عامله ايه ومجتش معاكي ليه
تركت ملعقة الطعام على الطاولة وتعمقت بالنظر إلى عينيها أنها تعلم تصرفات زوجة عمها جيدا وتتوقع ما القادم منها
أمي قاعدة عند خالي رفضت ترجع معايا الجزيرة
كل هذا كان تحت أنظار ومسامع جبل الذي جلس بهدوء شديد يتابع حديثهم وينظر إلى كل تعبير صغير يخرج من أي منهن 
سألها بسخرية بعدما أجابت على والدته
ولما هي رفضت رجعتي أنتي ليه
ابتسمت وبمنتهى الثقة نظرت إليه قائلة
قولتلك يا جبل جاية على طول وهرجع كل حقوقي
أنهت جملتها وهي تنظر إلى زينة نظرة ذات مغزى فلم تستطع الأخرى الصمود أمام نظرتها فتركت ملعقتها ونظرت إلى جبل وتفوهت تسائلة مستفهمة
حقوق! حقوق ايه اللي بتتكلم عليها
نظر إليها مبتسما بزاوية فمه يسخر منها وهو ينظر إليها بطرف عينه يحاول في كلماته أن يظهر للأخرى أنه يحب زوجته
متشغليش بالك بكلام تمارا يا حبيبتي أصلها كانت ساعات كتير بتهلوس
اغتاظت منه بشدة ونظرت إليه بعمق تحاول أن تدرك هل هذا هو نفسه هل ستكون المهمة صعبة إلى هذه الدرجة فهو لم يتغير به أي شيء حتى ملامح وجهه لم تزداد شيء إلا قسۏة وعڼف لم تختلف إلا في تهجمها وتغير روحها 
لم يتغير به شيء إلا جسده أصبح أقوى وأضخم من السابق لا ترى أي تغيير سوى هذا وذاك فهل حقا يوجد غيرهم داخله تغيير
ابتسم أكثر اتساعا وهو يتابع قائلا بقسۏة وغلظة عكس ما يظهر على ملامح وجهه وهو يتذكر كل ما مضى
عارفه العيل الصغير لما يستغني عن حاجه والحاجه دي تروح لحد غيره فيحس بالغيرة ويبقى عايز يرجعها أهي تمارا كده فاكرة نفسها جاية تاخد كل اللي سابته ومشيت
تنظر إليه زينة بعدم فهم وكل ما يأتي بخاطرها يعبر
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 52 صفحات