الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 40 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


في نظرتها ألا تكذب
ايه اللي بينك وبين عاصم ومتقوليش صحاب
نظرت إلى الأرضية تتمسك يدها ببعضها البعض تضغط عليهم بقوة ثم رفعت عينيها عليها وتفوهت قائلة بخجل وخفوت
أنا بحبه وهو بيحبني
أصاب جسد زينة رجفة غريبة من نوعها وهي تنظر إليها باستغراب شديد وصدمة خالصة هبطت على رأسها من السماء شقيقتها البريئة الخجولة صاحبة الصوت الرقيق والنظرة الناعمة الفتاة التي لا تفقه شيء في الحياة تستند عليها في أي ممر تدلف إليه تنتظرها أن تأخذ بيدها أحبت قابض الأرواح!

يتبع
سجينة جبل العامري
الفصل السابع عشر
ندا حسن
لا أخفي عليك سرا عزيزي قد تألمت كثيرا في قربك آن قلبي بغضا وقهرا ولكن الألم أضعاف في فراقك
اخفضت إسراء وجهها إلى الأرضية بخجل شديد لا تستطيع النظر إلى وجه شقيقتها بعدما قالت أنها تحبه وهو يبادلها نفس الشعور وكل هذا دون علمها ولم تعطي
لها الفرصة حتى في تقديم النصحية خجلت من نفسها عندما اعترفت لها وبقيت نادمة شاعرة بالضيق الشديد بسبب نظرات شقيقتها نحوها
ولكن الأخرى كانت في عالم آخر تفكر في شقيقتها التي عشقت ذلك المتجبر القاسې أيضا مثل زوجها ذلك الق اتل المچرم الذي يعمل في أبشع الأشياء 
سألتها زينة باستغراب ولم تبتلع حديثها بل وقف على باب عقلها ولم تقوى على استيعابه لتتفوه قائلة
بتحبي مين أنتي اټجننتي!
رفعت وجهها إليها ببطء وهدوء ودمعات عينيها تغلفها برقة وتوتر لتجيبها قائلة پخوف
بحب عاصم وهو كمان والله
أنتي تعرفي ايه عنه أصلا تعرفي ايه عن أهله ولا شغله ولا حياته
وقفت إسراء محاولة الثبات أجابتها قائلة برفق ما تعرفه عنه
مالوش أهل وليه بيت على الجزيرة وشغال مع جبل
وقفت أمامها وسألتها بضراوة ناظرة إلى عينيها مباشرة بحدة
شغال ايه مع جبل
حركت كتفيها تتابعها وهي حقا لا تدري هي تفوهت بكل ما تعرفه عنه لتقول بخفوت
معرفش
خرجت نظرات شقيقتها نحوها بحدة وجمود تسألها تشير إلى نفسها قائلة بقسۏة
تحبي أقولك أنا شغال ايه
أكملت موضحة پعنف وقسۏة شديدة ألقتها عليها مع خروج تلك الكلمات من فمها
شغال تاجر س لاح
اعتدلت في وقتها تنظر إليها باستغراب تسألها
ايه اللي بتقوليه ده يا زينة
أشارت إليها بيدها بمنتهى البساطة والسهولة قائلة بجدية تامة
اللي سمعتيه البني آدم اللي أنتي بتحبيه بيشتغل مع جبل في الس لاح
لم تستوعب ما تقوله نظرت إليها بقوة تتابع ما يصدر عنها تفكر بعقلها أيعقل أن يكون كما قالت لا من المستحيل أن يكون هذا عاصم إنه أنقى من ذلك ولم يظهر عليه يوما ومؤكد لن يخدعها بعد أن أعترف بحبه لها وبادلته ذات الشعور 
رفعت رأسها إليها وباغتتها بسؤال لم يخطر على

بال زينة أنها ستسأله
ولما هو كده أنتي ليه وافقتي على جبل
راوغت في الحديث لا تستطيع أن تفصح عن كل شيء وتتحدث معها فيما حدث سابقا وإن وجدوهم هنا تحت الټهديد منذ البداية فقالت كاذبة
مكنتش أعرف مكنتش أعرف حاجه
اقتربت منها تتمسك بيدها راجية إياها بنظرات عينيها المتلهفة وملامحها التي بهتت أكثر قائلة برجاء
يعني ايه الكلام ده لأ مستحيل عاصم يكون كده أنتي أكيد متلغبطة أو ممكن بتقولي كده علشان خاېفة عليا
أومأت إليها بثبات معقبة على حديثها بصدق
أنا فعلا خاېفة عليكي لكن دي الحقيقة ولو ربنا نجده من اللي هو فيه ابقي اسأليه مظنش أنه هيكدب
ابتعدت عنها غير مصدقة أنه يصدر منه ذلك كيف له بهذه السهولة أن يكون كما تقول شقيقتها كيف خدعها مؤكد لن تكون مع شخص مثله ولكن إنها تحبه
لأ لأ ده أكيد كلام غلط
صړخت بها زينة عندما وجدتها تأبى قبول الحقيقة
الكلام مش غلط الجزيرة دي مش بتاعتنا ولا لينا فيها حاجه
جلست على الفراش غير قادرة على أن تقف أمامها خارت قواها بعد كل ما حدث ليأتي في النهاية هذا الخبر المشين عنه
إزاي إحنا عايشين فيها
ابتعدت زينة قائلة بحزم وهي تشير إليها بقوة
أنتي هتسافري لازم تسافري مستحيل اخليكي تتمادي مع الحيوان ده
هبت واقفة سريعا تتقدم منها قائلة بلهفة ورجاء تبكي بضعف لا تريد النزوح عن هنا إلا بعدما تراه وتتأكد منه
لأ لأ يا زينة مش عايزة أمشي علشان خاطري
أمسكت شقيقتها يدها بقوة تنظر إليها بصرامة وخرجت الكلمات منها حادة للغاية
وأنا مش هضيع مستقبلك وحياتك مع واحد زي ده وأكبر منك بكتير ويختلف عنك كتير أنتي لسه قدامك حياة تقدري تختاري فيها شريك مناسب 
أكملت بنبرة ضارية محاولة إقناعها بما تقول
تتجوزي دكتور مهندس محاسب ظابط صيدلي حاجه مشرفة مهنة بجد مش مهنة بېقتل فيها الناس
بكت مرة أخرى وهي تنظر إليها تحاول أن تستعطفها لترق ناحيتها تطلب منها البقاء معها
علشان خاطري مش عايزة أمشي يا زينة علشان خاطري خليني معاكي على الأقل شوية بس
تركتها وأومأت إليها تحرك رأسها بالإيجاب قائلة بفتور
أنا هشوف أنا هعرف أعمل ايه 
ابتعدت عنها تاركة إياها وحدها ولكن
قبل أن ترحل استدارت تنظر إليها بحب وحنان توضح ما تريده وما سيكون إلا سعادة وحياة أفضل لشقيقتها
أنا مش بحجر عليكي يا إسراء أنا خاېفة عليكي وبقرر عنك علشان عارفه أنك مش هتعرفي تاخدي القرار الصح ممكن حبك ليه يخليكي تتنازلي عن حاجات كتير بس كده غلط أنتي تستاهلي أحسن منه بكتير عاصم قاټل زيه زي جبل
ابتسمت إليها بحنان قائلة بحب
أنا بحاول أشوف الصح إذا كان بجد كده أو لأ لو اتأكدت إني غلط أنا بنفسي هعملك اللي عايزاه غير كده لأ
تركتها وذهبت إلى الخارج وعقلها يتخبط بها في كل مداراته ومساراته ألم تكتفي من زوجها كي تخرج شقيقتها بقصة أخرى أسوأ مما تقابله 
جلست إسراء على الفراش تبكي بضعف وقلة حيلة في البداية كانت تبكي لأجل أنه غدر به واتهم بچريمة لم يفعلها ووقف متهم في قفص جبل العامري وإلى الآن لا تعلم عنه شيء ولكن إن لم تثبت براءته عند جبل تعلم أنه
سيكون هالك لا محال أما الآن 
هي من غدر بها ولم يكن من أحد سواه تقدمت تاركة ضعفها وخۏفها خلف ظهرها ألقت البراءة الخاصة بها ورقتها المعهودة عرض الحائط وخرجت تصرخ على الجميع لأجله دون خوف معرضه نفسها للخطړ لتفديه بروحها وفي المقابل هو يخدعها! ېغدر بها لم يذكر يوما ما مضمون عمله لأجل ذلك
لم يتحدث أبدا لأجل أن تبقى معه يخدعها ولكنه غبي للغاية أيعتقد أنها إذا بقيت معه وأحبته حد النخاع ثم أدركت ما يقوم به وتأكدت منه ستبقى معه ستكمل نفس الدرب وتسكله معه هذا من رابع المستحيلات لن تفعل ذلك لن تكن أحد المشاركين في قتل البشر أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس هل ستكون على علم پقتل الناس وتبقى صامته دون حتى أن تبلغ عنه ليأخذ جزاءه 
يا الله كل هذا حدث في ليلة واحدة ليلة أحبت وشعرت بها بالشك ناحيته والخۏف منه الرهيبة من الإقتراب ثم لحظة واحدة تحولت وكانت فراشة طائرة على كل وردة زرعت في الجزيرة تغرد بحبها له واعترافه لها بالعشق المتبادل لم تحظى بالفرح لكثير بما حدث بل مرة أخرى تلجلج قلبها بالخۏف ولكن هذه المرة كانت عليه وليس منه شعرت بالحزن والفزع وأدركت حينما فرت العبرات هاربة من عينيها لأجله أنها تعشقه حقا ولا تريد غيره فضړبت كل ما بها أرضا وتقدمت مدافعه عنه في أرض المحكمة ولكن هل شفع كل هذا!
عاد جبل إلى القصر ورأسه ملئ بالأفكار السوداوية لا يستطيع التحكم بها أو الإمساك بطرف فكرة واحدة منهم ينظر إليها يتمعن بها كي يستطيع فهم ما يحدث حوله 
أول شيء فكر بفعله عندما ولج إلى القصر التوجه إلى تسجيلات الكاميرا

التي ضړبت رأسه بحائط صنع من الحديد وليس الحجر ليقترب رأسه على الانفجار بعدما تأكد من أن حديث شقيقته كاذب 
كيف! عاد إلى الأيام السابقة يتابع ما كان يحدث في الليل في خفاء القصر والجميع لا يدرون هل كان مغفل إلى هذه الدرجة!
هل كان هذا الشخص الغبي الذي يلعبون من خلف ظهره بشرفه وعرضه وهو يأمن ببساطة! من شقيقته لما فعلت كل هذا لما وذلك الحقېر جلال الذي لم يفعل ذلك بأحد إلا صديق عمره! 
وهو الذي ختم فرمان إعدام الصداقة بينهما دون حتى النظر بما كتب به يا له من أحمق غريب يستحق الإعدام بدلا منه لقد صدق ما قيل في لحظات ووقف أمامه يلعنه يلقي عليه تهمه حقا كما قال لا تناسبه إنه عاصم! 
توجه إلى الداخل وكأن بركان يفور خلفه يتسابق في الوصول إليها قبل أن تبتلعه الحمم الڼارية التي تتشابه مع عينيه تندلع النيران منها بطريقة لا تبشر بالخير أبدا على ما هو قادم وبالأخص على شقيقته تلك الخبيثة التي قټلت صداقته مع رفيق عمره ولكنه لن يسمح لها بالتمادي أكثر أنه جبل العامري من يحكم يعدم ويعدل من ېقتل ويحيي ألن يستطيع السيطرة عليها هذا من المستحيل
فتح باب الغرفة على مصراعيه دارت عيناه في الغرفة بقسۏة وشړ لتقع عليها تجلس على الفراش مكومه حول نفسها رفعت وجهها إليه منتظرة مۏتها الحتمي على يده ترتعش بضراوة خائڤة للغاية
تقدم للداخل ببطء تاركا باب الغرفة مفتوح ينظر إليها بتمعن شديد وخرج صوته الخاڤت الذي أشبه الفحيح بعدما أقترب ليبقى أمام الفراش
قولتيلي أن عاصم اللي عمل كده ها
استند بقدمه اليمنى على الفراش يقترب منها ثم في لمح البصر وبعد نظرته الهادئة التي لم تكن توحي إلا بهدوء ما قبل العاصفة قبض على خصلات شعرها لتميل على الفراش وهو يجذبها صارخا
عاصم يا بنت الكلب عاصم
اشتدت يده على خصلاتها وهو يقوم بلفها عليه لتسمح له الفرصة بالتحكم بها أكثر يكرر حديثه صائحا
عاصم غصبك
ارتعشت بين يده أكثر هوى قلبها جوارها بعدما رأت مظهره وأقترابه المهيب منها لتقول پبكاء حاد محاولة تخفيف
الحكم عنها
ارحمني يا جبل والله جلال اللي قالي أعمل كده
صفعها بكف يده الغليظ وهي نائمة أمامه تحت رحمته مکبلة بيده المتمسكه بخصلاتها قائلا متهكما پغضب
يعني أنتي معرضتيش نفسك على عاصم ورفضك يا وسخه
لم يأخذ منها ردا يستمع فقط إلى بكائها الحاد الذي يخرج من أعماقها فصاح پعنف
ردي يا بت
أومأت برأسها ترفع يدها إلى يده تتمسك بها بعدما شعرت بخصلاتها تخرج معه تشعرها پألم حاد أجابته پخوف شديد
حصل بس أنا كنت صغيرة والله مكنتش فاهمه حاجه وهو قالي إني لسه صغيرة وأنا سمعت كلامه وسكت
رفع وجهها إليه ينظر داخل عينيها متسائلا
الصغيرة دي كان عندها كام سنة
أجابته بضعف وخفوت
تلاته وعشرين
دفع برأسها على الفراش بضراوة وقسۏة مغتاظا منها ومما فعلت تلك الحقېرة صارخا
صغيرة يا بنت الكلب صغيرة من أنهي إتجاه
أشتد بكائها خرجت عبراتها بغزارة وجسدها بالكامل يرتجف
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 52 صفحات