الأربعاء 18 ديسمبر 2024

من رحم الألم بقلم ولاء عمر

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي ملزم بيهم أنت اللي المفروض تصرف عليهم على الأقل.
_ساجد مش صغير يطلع يشتغل ويصرف على نفسه.
رد عليه ساجد 
_أنا فعلا مش صغير وبطلع أشتغل واصرف ربنا يباركله جدي عايزني أطلع راجل يلا يا جدي علشان بكرا ورايا محاضرات بدري أصل معلش بقى ابنه الصايع عيل بقى.
فوقت من سرحاني على صوت الأطفال في الحضانة وهما بيلعبوا وواحد منهم كان حاطط الكراسة بتاعته قدامي وهو بيقول _ميس أنا كتبت الحروف إعمليلي نجمة وبعدين كملي حزن.
بصيت ليه وأنا بتكلم بعصبية 
_ياض أنت مستفز بس بحبك. 
_عارف قولتي لي كذا مرة.
_يا

لمض.
ضحكت عليه وكملت تفكير دلوقتي هما اتطلقوا بقالهم ييجي إحداشر سنة علاقتي بيهم ضعيفة حاولت من صغري أقويها بس هما كانوا بعاد هما بعدوا أكتر وحبل الوصال بينهم شبه اتقطع كل واحد منهم عاش حياته وحياتي أنا وأخويا وقفت من لحظتها.
شغلي في الحضانة خلاني نفسي أرجع طفلة بس طفلة مبسوطة ونفسها تحس بمعنى وجود الأم والاب وجود أم موجود أول ما أزعل أو أفرح وقت ما أحس إن مفيش مفر ولا ملجأ ف أروح أجري عليها أب أتحامي فيه وقت ما أحس إني مش في أمان بس هما كانوا العكس لا كانوا الملجأ ولا حتى الأمان.
_يا ميس سلام هتوحشينا.
_هاتي .
_إحنا بنحبك.
_ميس خدي إربطيلي الرباط بتاع الشوز.
_ميس ظبطي لي شعري.
كانت طلباتهم ورا بعض عليت صوتي وأنا صبري خلاص خلص 
_بس اهدوا هعمل كل دا واحدة واحدة.
بالرغم من إنهم مخليين طاقتي وصوتي في ذمة الله إلا إن دا لا يمنع إني بحبهم وهما هيفضلوا من أفضل الحاجات اللي ربنا بيعوضني بيها وجودي معاهم.
_وأخيرا خلص اليوم.
_معلش بقى تعيشي وتتعبي معاهم.
_ساجد دول متعبين بجد.
_حاسبي.
شدني على جنب الطريق بسرعة سابني في لحظتها وكان رايح يتكلم مع اللي كان هيخبطني كان رايح يزعق.
_أنت بتهرج يا أدهم إمتى هتأخد بالك
_أنا آسف معلش.
مسك ايدي ومشي وهو بيزعقله 
_طيب أعملها تاني لو جدع وأنا أخلي أبوك يسحب منك العربية اللعبة بتاعتك دي.
روحنا وطول الطريق ساجد مكنش بيعمل حاجة غير إنه كل خمس دقايق يسألني أنا كويسة ولا لاء خوفه عليا دا عندي بالدنيا بحس إن الحياة بتصالحني بوجوده إنا ربنا معوضني بوجوده.
علاقتنا بجدو وتيتا علاقة عادية لا هما قريبين مننا ولا هما بعاد يمكن جدو شديد شويتين بس هيفضل أهون من اللي كنا بنشوفه.
_أنا مش فاهم أنت بټعيطي ليه دلوقتي
إتكلمت وأنا بعيط عياط هستيري 
_لسه شايفه بوستات كتير لناس قصصهم شبهنا وأفظع تخيل كان في واحد وأخته حصل ليهم زينا بس كان في فرق باباهم رماهم في شقة وخلاص علشان مراته الجديدة وهما علشان كانوا صغيرين ومحدش بيدور عليهم البنت أخوها تعب ومعرفتش تأخد بالها منه وتوفى بين إيديها.
مسكت في 
لما أنتو مش قد الخلفة بتخلفوا ليه بنكون إحنا النتيجة أطفال مقسومة ومشوهة كبرت وبقت شباب خاېف يعمل الي حصل له في أولاده يا إما مستني يخلف علشان يعمل اللي حصل فيه في أولاده.
_أنا بقيت كل ما أشوف أهل حبل الوصال بينهم اتقطع بعيط وبنهار قلبي وجعني ومبقتش متحمله.
طبطب عليا وهو بيهديني 
_المفروض القصة دي تلفت انتباهك لحاجة.
_إيه هي
_إن ربنا كريم أوي ربنا كتب لينا نرتاح من الضړب والتهزيق اللي شوفناهم وإحنا صغيرين مكان الضړب لسة معلم فينا ومعلم جوا روحنا بس إحنا من جوانا مش عايزين نبقى زيهم في المستقبل محدش فينا نفسه يبقى زيهم إحنا نفسنا وعايزين نبقى حنينيين عليهم إنهم وقت ما يغلطوا نعرفهم غلطهم مش

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات