الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم فاطيمة يوسف

انت في الصفحة 7 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


قائلا
كل اللي إنتي قلتيه ده هو اللي مصبرني
على الغربة وإني أتحمل علشان خاطر ولادي يكون مستقبلهم افضل ويعيشوا حياة نوعا ما مرضيه ليهم 
واستمر الحديث بينهم كل منهم يثابر الآخر ويشد من أزره على التحمل والصبر حتى يكملوا رسالتهم مع
أبنائهم 
في فيلا مالك الجوهري
تجلس عبير وابنتها هيام جلسه الأم وابنتها المعتادة تحدثت هيام وهي تمسك بكوب العصير بين يديها متسائلة

بقول لك إيه يا أمي هو مالك أخبار
علاجه إيه في تقدم ولا هو لسه زي ما هو
كادت أن تجيبها والدتها إلا أنهم استمعوا لصوت مالك يدلف عليهم مرددا بتهكم وهو ينظر لأخته نظرة ذات مغزى
وانتي
مالك يا هيام تسألي عن علاجي
ليه تدخلي أصلا في حاجة زي دي 
ثم وضع حقيبته واستطرد بحدة بالغة
ولا بتسألي علشان تروحي تبلغي الهانم اللي بتبلغيها كل اخباري وكأنها هي اللي أختك ومش أنا اللي اخوكي 
إلا قولي لي يا هيام
بتقبضي كام من ورا الشغلانة دي 
نهال بتقبضك كويس ولا بتضحك عليكي 
أجابته متهكمة بكلمات خرجت من بين أسنانها باستنكار
إلزم حدودك وانت بتتكلم معايا يا مالك واعرف ان انت بتتكلم مع أختك الكبيرة
يعني إيه بقبض كام !
هو أنا محتاجة علشان تقولي الكلام ده ولا أنا أذيتك في إيه قبل كده علشان تتعامل معايا بالبرود اللي بقالك كذا شهر بتتعامل معايا بيه 
واسترسلت بسخرية
ولا إنت كتر قعدتك مع العمال خلوك تتعامل مع أختك الكبيرة بقلة ذوق 
جلس بجانب والدته ونظر لها بعيون حادة كعيون الصقر قائلا
العمال اللي إنتي بتتكلمي عنهم دول أنضف ناس 
شغالين بعرق جبينهم ومش فاضيين للقيل والقال اللي إنتي عايشة فيه ده اولا 
ثانيا أنا حذرتك قبل كده بدل المرة ألف مرة عايزة تفضلي مكملة صحوبيتك مع نهال على عيني وعلى راسي 
لكن من غير ما تنقلي لها أخباري أول بأول لأن أنا خلاص جبت اخري منك 
المرة الجاية همنعك تدخلي هنا اصلا 
كادت أن تتحدث لولا والدته عبير أشارت إليهم ان يصمتوا مرددة بعتاب
كده يا ولاد بطني تعملوا كده وانا موجودة وعايشة على وش الدنيا 
آمال لما أموت هتعملوا إيه في بعضكم إخص عليكم 
ما كانش العشم يا مالك تطرد أختك من البيت في وجودي
وما كانش العشم يا هيام تروحي للحرباية طليقته وتبلغيها أخباره على طول 
اقعدوا انتوا الاتنين واستهدوا بالله أحسن
والله العظيم اسيب لكم البيت ده خالص وامشي 
نظر مالك إلى والدته وتحدث باسف وهو يمسك كف يديها ويضع عليه ويمسك جبينها ويقبله 
انا آسف يا أمي ما تزعليش مني وحقك عليا إنتي عارفة إن البيت ده بيتك وأنا ما اقدرش إن انا أتكلم وأقول مين يدخل ومين ما يدخلش حقك على راسي من فوق
واسترسل بحزن بالغ
بس أنا صعبان عليا نفسي إن أختي الوحيدة والمفروض ان هي الكبيرة بتاعتنا تقعد مع طليقتي وتبلغها باللي بيحصل في حياتي وهي عارفة كويس هي عملت فيا إيه 
تنهدت والدته بتعب واحتضنته بشدة وأردفت قائلة بحنان بالغ
يا حبيبي ربنا يبعدها عنك ويكفيك شرها ويرزقها باللي يلهيها عنك ويرزقك إنت كمان ببنت الحلال اللي تسعدك ويشفيك يا ابن بطني 
واسترسلت متسائلة
بس ليه يا حبيبي افترضت إن أختك بتحكي لها كل أخبارك ما يمكن بتعرفها من حد تاني
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعجبا
هي نهال هتجيب رقمي الخاص منين يا ماما محدش يعرفه خالص غيرك انتي ومازن وعلي صاحبي وهي كمان 
أكيد ما فيش واحد منكم هيديها رقمي غيرها هي 
ثم نظر الى أخته متسائلا
صح الكلام ده ولا أنا غلطان يا هيام
فركت هيام يداها بتوتر وأجابت بزيف
والله يا مالك اتصلت بيا واتحايلت عليا اديها الرقم وقالت لي إنها عايزاك في شغل وانا كان نيتي خير ليك
واسترسلت بدفاع
ليه ما تسامحهاش يا مالك نهال بتحبك جدا وندمت على كل اللي عملته معاك
ليه ما تديهاش فرصة تانية وهي أحسن من غيرها على الاقل عارفة بظروفك وراضية بيها 
كاد مالك
أن ېعنفها بالكلام إلا أن والدته أشارت اليه بالسكوت لكي ترد بدلا عنه ونظرت إلى
ابنتها نظرة ڠضب متحدثة باندهاش
انتي اټجننتي يا بت إنتي ولا جرى لمخك حاجة !
عايزاه يرجع
لها إزاي إنتي ناسية هي عملت فيه ايه اللي تبيع مره تبيع ألف مرة ودي ما باعتش بس دي باعت وډمرت وهزمت اخوكي وسابته في عز شدته وكملت عليه
واسترسلت متسائلة باستنكار 
وبعدين إنتي مالك اصلا يرجع لها ولا ما يرجعلهاش
تدخلي في اللي ما لكيش فيه هو بيجي يتدخل في حياتك وفي خصوصياتك وفي ولادك مالك انتي وماله 
هتستفادي ايه يعني من الموضوع ده كله وعماله تحاربي علشانه وانا كل ده وساكته لك لكن لحد هنا واستوب يا هيام انا اللي هقف لك بعد كده 
استشاطت هيام ڠضبا وقامت من مكانها پغضب قائلة
بقى كده
يا ماما بتسمي خۏفي على اخويا وعلى مصلحته واني عايزه ارجع له بيته ومراته تدخل في اللي ما ليش فيه
واني عايزه مصلحة من وراه هتكون يعني ايه المصلحة اللي هستفادها من نهال شكرا قوي يا امي 
ولم تنتظر رد والدتها واخذت حقيبتها وفرت من امامهم بعد ان جلدوها
ثم نظرت عبير الى ابنها وهي تربت على ظهره مردده
معلش يا حبيبي مهما كان دي اختك الكبيره والوحيده استحملها علشان خاطر امك
وانا ما سكتلهاش اهو
بس بالله عليك يا مالك اوعوا يا ابني الدنيا والزمن يفرقوكم في يوم من الايام انا عشت طول عمري اكلكم من طبق واحد وما فرقتش بينكم ابدا 
ومش
عايزه الدنيا تفرقكم عن بعض
كده احس ان تعب السنين راح هدر واني ما أديتش الرساله كما ينبغي ان يكون وهحس ان والدك مش مرتاح في تربته بسبب فرقتكم عن بعض
يا ابني
طمأنها مالك وهو يحتضنها
يا حبيبتي يا امي ما تقلقيش ولا
تحطي في بالك انتي عارفه ان انا بطلع بطلع وبنزل على ما فيش 
وان انا بحب اخواتي جدا اكتر من نفسي وما تقلقيش عمري ما هفكر افترق عنهم ابدا في يوم من الايام
ودايما هعود نفسي اتحمل معاهم غلطاتهم واجي على نفسي علشان خاطر زعلك يا ست الكل 
لا يا حبيب قلبي اوعى تيجي على نفسك ابدا علشان خاطر اي حد
كل اللي بطلبه منك ما تتفرقوش يعني عاقب وخاصم بس ما تزيدش في العقاپ والخصام علشان البعيد عن العين بعيد عن القلب ربنا يحفظكم لبعض يا ولاد عمري 
قالتها ام مالك بنصح وحنين لولدها الغالي 
واكملوا حديثهم ومالك يحاول ان يروي عن قلب والدته وينسيها ما حدث حتى لا تحزن
احيانا نضطر ان نتنازل بعض الشيء حتى لا نحزن اغلى المقربين لقلوبنا لانهم هم نفسهم تنازلوا الكثير من اجلنا اجل فلتنازل قليلا كي نعبر بسلام حروب الحياه
في منزل باهر الجمال مساء وبالتحديد في شقه زاهر
يجلس زاهر ممسكا بكوب من القهوة في يد وفي اليد الاخرى سېجاره المفضل منتظرا زوجته هند التي تحمم بناتها وتجعلهم يستعدوا للنوم 
وممسكا بهاتفه يتصفح من خلاله الأكونت الخاص به الى ان تاتي وبعد نصف ساعه دخلت هند بمنظرها المزري وشعرها الأشعث كعادتها 
نظر اليها زاهر بضيق متحدثا بتهكم 
هي قرون الاستشعار دي هتنزل امتى يا ست هند
مش هتبطلي بقى بهدله في شكلك وتهتمي بنفسك
كذا مره نبهتك على الحوار ده وأنتي ولا إنتي هنا !
واسترسل بسخرية
زي برده المنظر المقزز بتاع البيت اللي كل يوم ادخل الشقه والاقيها مبهدله ومش نظيفه وريحتها وحشه بالمنظر ده مش هتعدلي بقى 
تاففت هند بضيق واجابته بلا مبالاه
انت مش هتبطل بقى اسلوبك ده في الكلام معايا وتركز في كل حاجه حواليك هو احنا بنشوفك امتي اصلا انا والبنات غير الساعتين بتوع بالليل 
واسترسلت بسخرية
ما بتشوفش اخوك باهر اللي كل يوم ما يرضاش ياكل لقمه ولا يتغدى بره بعيد عن مرات واولاده ولا احنا بنشوكك ومش قد المقام يا استاذ زاهر 
ضحك بسخريه على حديثها وردد قائلا
انتي تيجي ايه في ريم مرات باهر له حق طبعا يجي طاير يتغدى معاها ومع اولاده ست شاطره ونظيفه ومهتمه ببيتها وبولادها 
بالرغم من ان ليها مهنة بتاخد من وقتها كتير
اما إنتي ولا وراكي اي حاجه مهمله في نفسك وفي بيتك وفي بناتك وحذرتك بدل المره مېت مره
وخلاص
انا
جبت أخري منك انا راجل بحب أرجع بيتي بعد يوم شغل صعب الاقي مراتي في احسن صوره وبيتي هادي ومريح استريح فيه
لكن انا ولا لاقي ده ولا لاقي ده لما اشوف
اخرتها معاكي ايه 
ويلا اتفضلي اطفي النور واخرجي بره عشان عايزه انام 
اجابته بعدم رضا
كل يوم خناق على التفاهات وتنكد عليا عيشتي ما اعرفش ليه شكل ما يكون ما فيش غير هند في الدنيا دي اللي واخده الهم كله 
واكملت حديثها في الخارج دون ان يسمعها
تاتكم القرف رجاله تجيب الهم مش كفايه عليا خدمه بناتك اللي مطلعين روحي طول النهار لا وكمان بتتريق على كل حاجه
ونظرت حولها يمينا ويسارا مردده باستنكار
مالها الشقه نظيفه وزي الفل ده جت على حبه الورق والهدوم المرمين في الارض دول كل يوم يقرفني عليهم لما اروح اشوف لي اي حاجه اكلها بدل الهم ده
وذهبت الى المطبخ لكي تنفس همها في طعامها ولا تلقي بال لحديث زوجها ولا يزعجها من الاساس لانها اعتادت عليه
نفس المنزل في شقه باهر الجمال
تتحدث ريم مع والدتها في الهاتف
ريم بابتسامه لوالدتها
ربنا يخليكي ليا يا امي ويديم صحتك عليكي يا رب
صينيه النجرسكو اللي إنتي بعتها لي تحفه يا امي ولا الحمام خطېر بجد بجد تسلمي لي 
اجابتها والدتها بابتسامه مماثله
انا قلت ابعت لك الأكل اللي إنتي بتحبيه علشان انتي ما اكلتيش معانا لما كانت اختك موجوده
وبرده عشان اصالحك على زهقي عليكي لما جيتي معلش يا حبيبه قلبي إنتي عارفاني بحب اجمعكم
كلكم مع بعض بحس الفرحه مش سايعالي وانتم كلكم حواليا 
ريم باحترام لوالدتها
انا عمري ما ازعل منك ابدا يا امي مهما عملتي ده إنتي احن أم في الدنيا 
بس إنتي عارفه طبيعه شغلي ايه 
حتى لو كان التصميم بالنسبه لي هوايه بس انا واخده تحدي مع نفسي اني اتقدم فيه كل يوم خطوات عن اليوم اللي قبله
واسترسلت بدهاء كي تكسب والدتها
وانتي عارفه ان احنا كلنا طالعين لك في الحكايه دي لازم
الحاجه اللي بنعملها تطلع من تحت ايدينا مظبوطه وما فيهاش غلطه
وعودتينا برده ان احنا نبقى توب في مجالاتنا علشان خاطر نفضل طول عمرنا مميزين في كل حاجه
يسلم لي دعمك ليا وحنانك عليا
يا ست الكل
واستمرا في حديثهما الى ان انهت ريم المكالمه بعد رجوع زوجها باهر من العمل
دخل باهر غرفته ووجدها تتحدث مع والدتها ابدل ملابسه بهدوء
وانتظرها حتى انهت مكالماتها وسالها
فين الاولاد يا حبيبتي
مش سامع لهم صوت
ابتسمت له واجابته برقه
الاولاد ناموا
 

انت في الصفحة 7 من 69 صفحات