الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عشق الهوى بقلم نونا المصرى

انت في الصفحة 18 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها
مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين

صديقتها المخلصة الهام التي تخلت عن حلمها في العمل بشركة رويال العالمية لتتبعها الى هذه البلد الغريبة لذا مشت بضع خطوات حتى توقفت بالقرب من جانب الطريق واخذت تحاول ايقاف سيارة اجرة
ومن جهة اخرى
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا
لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه
مريم متشكره
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا
خالد ولا تعب ولا حاجة دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه
فصافحها بدوره وقال متشكر ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت
خالد اوك
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها عجبتك العيشة في نيويورك
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو
مش كدا
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة
خالد اه فاكره كويس
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك
ميرم بسم
الله ما شاء الله عربيتك تحفة اوي باين عليها غالية مش كدا
فضحك خالد وقال مش كتير عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه
خالد خسارة كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها
السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا مريم هو انا قلت حاجة تزعلك علشان كدا بټعيطي دلوقتي
فهزت مريم رأسها بالنفي دون أن تنبس بكلمة واحدة فقط كانت تنظر إلى اصابعها وهي تعبث بسلسة حقيبتها التي في بينما كانت خصلات شعرها تتطاير مع الهواء العليل فسألها خالد مجددا امال بټعيطي ليه دلوقتي
استرجعت مريم رباطة جأشها ونظرت اليه ولم تجد خيارا آخر سوى الكذب إذ قالت اصلي افتكرت اختي الصغيرة هي كانت بتحب العربيات المكشوفة اوي
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف مكنش قصدي افكرك
مريم ولا يهمك
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ مفيش حاجة معينة
فابتسم وقال كويس يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها فابتسمت وقالت ماشي بس عندي شرط واحد
خالد وايه هو
مريم عايزاك توديني عند تمثال الحرية اصلي
ھموت وشوفه من قريب
خالد بس كدا حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو تحبي وكمان مكانك في الشركة محفوظ انتي وصاحبتك
تنهدت مريم بعمق وقالت يبقى احنا هنبتدي شغل من بكرا وبتمنى اننا نبقى عند حسن ظنك
تسارع في الاحداث
بعد تلك النزهة الغير متوقعة برفقة خالد اعادها الى منزل السيد عمر فاوقف السيارة ونظر اليها قائلا هقابلك بكرا الصبح في الشركة
فابتسمت قائلة ان شاء الله و دلوقتي عن اذنك
قالت ذلك ثم نزلت من السيارة ووقفت تراقبه وهو يهم بالمغادرة وبعدها دخلت إلى فناء المنزل ثم فتحت الباب فوجدت سهيلة وكنتها جين جالستين في غرفة المعيشة برفقة الهام التي كانت قلقة للغاية فقالت انا رجعت يا جماعة
نهضت الهام بسرعة وقالت معاتبة كنتي فين يا مريم انا اتصلت عليكي اكتر من عشرين مرة بس الموبايل بتاعك كان مقفول
فابتسمت مريم ابتسامة حزينة اثارت القلق في قلب الهام وقالت زهقت من قعدة البيت وقلت اخرج شوية علشان اتمشى
سهيلة طيب ليه قفلتي موبايلك قلقتينا عليكي يا بنتي
مريم انا متقفلتوش بس شحنه خلص
فقالت جين بلكنتها المكسرة حمد لله على سلامتك يا مريم متتخيليش الهام كانت خاېفة عليكي قد ايه
مريم مفيش داعي للخوف يا لولو انا بس كنت عايزه اخرج من البيت شوية ودلوقتي هطلع علشان استريح عن اذنكوا
قالت ذلك ثم صعدت إلى الغرفة فلحقت بها الهام وعندما دخلت سألتها مالك يا مريم شكلك مش مطمني ابدا ايه اللي حصل
في تلك اللحظة لم تمنع مريم نفسها عن البكاء فبكت وهي ترمي نفسها على صديقتها التي اصابها الذعر وقالت انتي بټعيطي ليه بټعيطي يا حبيبتي
فقالت مريم پبكاء مرير وهي تحكم عناق الهام انا حامل يا الهام حامل بأبن ادهم السيوفي
فتحت الهام فمها پصدمة واتسعت عيناها قائلة بتقولي ايه حامل !
أومأت مريم برأسها دليلا على نعم واردفت انا روحت المستشفى وعملت تحليل واكتشفت اني حامل بقالي
اربع اسابيع
فتنهدت الهام بقوة واخذت تربت على ظهر صديقتها بلطف قائلة خلاص يا حبيبتي متزعليش
نفسك ابدا بلعكس انتي لازم تبقي مبسوطة لأنك هتبقي ام بعد 8 شهور
فابتعدت مريم عنها قليلا وقالت ازاي هقدر اربي ابني لوحدي يا الهام انا لو خلفت الواد دا أكيد هظلمه لانه مش هيعرف ابوه ابدا
فأمسكت الهام بيدها واجلستها على السرير ثم قالت بنبرة صوت حنونة اوعي تفكري انك تجهضي يا مريم لأنك لو عملتي كدا هتندمي طول عمرك دا روح ربنا خلقها وجايز عمل كدا علشان يعوضك عن خسارة اختك وانتي لازم ترضي في اللي قسمه ربنا وصدقيني مش هتخسري اي حاجة ولو كان على ازاي هتربيه فانتي تقدري تربيه لوحدك وتخلي بالك منه كويس زي ما كنتي بتخلي بالك من اختك مرام الله يرحمها بعد ما مامتك ماټت وسابتكوا لوحدكوا
فنزلت دمعة متمردة من عيون مريم التي اردفت بمرارة وادهم لو عرف اني حامل بأبنه أكيد هياخده مني بعد ما اخلفه وانا مش هقدر استحمل ان دا يحصل
الهام ازاي هيعرف وانتي بعيدة عنو يا حبيبتي دا انتي سبتي مصر علشانه وكمان مقولتيش لحد
انتي رايحة فين يعني هو مش هيعرف ابدا الا لو انتي عايزه تخليه يعرف
فهزت مريم رأسها بالنفي قائلة لأ مش عايزاه يعرف اي حاجة اساسا انا قررت اطلعه من حياتي نهائيا وهبتدي حياة جديدة هنا وهقدر اخلي بالي من ابني كويس
فابتسمت الهام ابتسامة حزينة وقالت بس بس انتي لسه مراته يا مريم حتى لو رحتي اخر الدنيا وهربتي منه انتي هتفضلي مراته بالشرع والقانون ومن حقه يعرف انك حامل بأبنه
فقالت مريم بنبرة صوت مچروحة يملؤها الڠضب هو ملوش اي حق عندي اساسا انا معتبرتوش جوزي ابدا لانه لانه ما يستهلش اعتبره كدا بعد معاملته القاسېة واللي سببت چرح كبير في قلبي علشان كدا انا قررت انساه ومش هسيب الجوازه المزيفة دي تأثر عليا ابدا وهقدر اعيش هنا مع ابني لوحدنا
فابتسمت الهام واستطردت مش لوحدكوا انا معاكوا كمان
فعانقتها مريم وغمغمت انتي اجدع انسانه انا عرفتها في حياتي يا الهام
وعمري ماهنسى انتي عملتي ايه علشاني
الهام انتي اختي يا مريم ودي اقل حاجة ممكن اعملها
قالت ذلك ثم ابتعدت عنها واظافت بس هتعملي ايه دلوقتي انتي هتقولي لبيت عمي انك حامل
مريم لا مش هقول مش عايزه احملهم همي انا وابني وكمان انا لاقيت لينا شغل وهنبتدي من بكرا لان ما ينفعش نفضل هنا من غير ما نشتغل
الهام شغل فين
مريم انتي فاكرة الراجل المصري اللي تعرفنا عليه في الطيارة
فقالت الهام بلهفة قصدك المز حبيب قلبي خالد نجم !
فضحكت مريم رغما عنها وقالت ايوا هو انا قابلته النهاردة وقررت اقبل الشغل عنده وهو فرح اوي وقال انك انتي كمان تقدري تبتدي شغلك وان مكانا في شركته محفوظ
فاتسعت ابتسامة الهام وسألتها بجد يا مريم هو قال كدا !
مريم ايوا يا حبيبتي
الهام دي هتبقى اسعد ايام في حياتي كلها باين ان ربنا هيعوضني عن كل حاجة سبتها في مصر بحاجات اجمل هنا في نيويورك
تسارع في الاحداث
في مصر
كان جالسا في غرفة المكتب التي في منزل العائلة ذات الأضاءة الخاڤتة يهز قدمه اليمنى دون توقف ويبدو عليه التوتر ونفاذ الصبر عيناه كانتا تحدقان بهاتفه بأستمرار وكأنه ينتظر مكالمة هاتفية ستحدد مصير العالم وفجأه رن الهاتف بيده فأنتفض من مكانه مثل المچنون واجاب عليه بسرعة ها يا عاصم لاقيت اي معلومات عنها
فقال عاصم ايوا يا فندم انا لاقيت معلومات بس
فصاح ادهم به بنفاذ صبر بس ايه اتكلم !
فتنهد عاصم وقال بس المعلومات اللي لاقيتها مش هتساعدنا علشان نلاقيها في نيويورك لان محدش يعرف هي ليه راحت هناك
ادهم انت فين دلوقتي
عاصم انا بقيت قريب من بيت حضرتك يا فندم
ادهم قدامك عشر دقايق يا عاصم علشان اشوفك مزروع قدامي انت سامع
عاصم حاضر يا فندم
ثم اغلق ادهم هاتفه ورماه على طاولة المكتب وبعدها غرس اصابعه في شعره پعنف وكأنه يحاول ان يقطلعه من جذوره وهو يعيده للخلف ثم قال بصوت مجروح فينك يا مريم ايه اللي وداكي نيويورك يا حبيبتي
وبعد مرور عشر دقائق بالفعل
كان عاصم واقفا
امامه ويبدو عليه التوتر وهو يراقبه بينما كان يقرأ المغلف الذي بين يديه وهو يعقد حاجبيه بشدة ويبدو من ملامح وجهه المتجهمة ان المعلومات التي كان يقرأها لم تسره ابدا فقال بزمجرة ايه دا يا عاصم !
ابتلع عاصم ريقة وقال المعلومات اللي طلبتها يا فندم انا اسف بس دا كل اللي قدرت الاقيه عن البنت اللي اسمها مريم مراد عثمان
فرمى ادهم المغلف پعنف على الأرض وهب ناهضا وهو طاولة المكتب بيديه ثم صاح بزمجرة مشټعلة دا كل اللي قدرت تلاقيه امال فين شطارتك يا استاذ انت حتى معرفتش تلاقي بنت وحده مع اني اديتك معلومه مهمة وقلتلك انها سافرت نيويورك وجاي دلوقتي تقولي ان دا كل اللي قدرت تلاقيه ازاي هتقدر
تحمي شركة فيها 500 موظف وانت مش قادر تنفذ مهمة صغيرة زي دي
فاحنى عاصم رأسه قائلا انا اسف يا فندم بس زي ما قولتلك قبل كدا اننا مش مباحث ولو تحب انا هقدم استقالتي فورا
فتنهد ادهم بقوة بعد ان سيطر على انفعاله وقال روح شوف شغلك يا عاصم ومش عايز حد يعرف حاجة عن الموضوع دا انت
فاهم
عاصم حاضر يا فندم
قال ذلك ثم انسحب من الغرفة بسرعة اما ادهم فجلس مجددا على كرسيه واسند ظهره عليه واعاد رأسه إلى
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 37 صفحات