قصة جميلة بقلم عدى زايد
في الشهور الأخيرة مرة في الأسبوع أنت بقى غير الناس عاوزة كل يوم !
ردت بتوسل و هي تقترب محاوط يدها حول رقبته قائلة بنبرة ناعمة
عاوزة أشوف ابننا يا دومي و اسمع النبض تاني
رفعت عويناته الطبية ولكنه قرر أن يعكس دفة الحوار و هو يجبرها على الخروج من غرفة المكتب و قال
تعالي بقى لما احكي لك زمان كانوا بيطمنوا على البيبي ازاي قبل ما يخترعوا السونار اللي واكلة دماغي بي
تريد أن تشاهدهما ليلا نهارا
بعد مرور أشهر الحمل كاملة على خير
وضعت هالة توأمها أنثى و ذكر اسمتهما
كارما و كرم جلس أدهم على حافة الفراش يطالعهما بأعين مليئة بالفرحة و السعادةثم قال
ردت والدة هالة قائلة بإبتسامة واسعة
الحمد لله إنها قامت بالسلامة الصغير بكرا يكبر يتربوا في عزك يا حبيبي
جذبت هالة يد أدهم و قالت بنبرة متعبة
هما شبه مين يا أدهم!
شبهك يا روحي
رد إبراهيم و هو يحمل صغيره الثاني الذي تجاوز العام بأشهر قليلة
شبه مين يا عم دا أنا أختي أحلى دول شبهك أنت يا أدهم
لا ياحبيبي اخويا أحلى
ردت والدة هالة و قالت بنبرة ساخرة
دلوقتي اخوكي بقى أحلى ماهو كان بيقول على ولادك البدع وكان بينك و بينه مصانع الحداد و مستحلفة له تردي حق ولادك يوم هالة ما تولد !
ردت ليالي بجدية مصطنعة
لا يا يا طنط ماهو اخويا بردو و مبحبش أبدا يقول عنه كلمة وحشة
اللي بتقلك أخوها دي اخوها اشترى سكوتها بعربية و قطر لسه نازلين جداد لعيالها ووعدها بفانوس رمضان ليها قبل عيالها ف تلاقيها في النفاق مش كدا
ضحك الجميع على كلمات إبراهيم بينما عبست ليالي بملامحها و هي تنظر لزوجها الذي حاوط كتفها ضامها إليه و قال بجدية مصطنعة
بس يا عيال دي لولو العسل كله ومتعرفش تنافق
هما حلوين يا أدهم
رد أدهم وهو يحملهما و قال بإبتسامة واسعة
حلوين وحشين كفاية إنهم منك
اغروقت عيناها بالدموع و هي تنظر إليهم ابتسم لهما و قالت بنبرة مرتشعة إثر البكاء
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك وعدك حق يارب
بعد مرور عام كامل
كانت هالة جالسة مع أولادها في غرفة الألعاب خاصتهم تلهو و تشاركهما معظم اوقاتهما في اللعب حتى الآن لم يرأهم أحدا من الأصدقاء و المعارف تخشى أن تصيبهما العين و تقهر هي فيها لم يمانع أدهم علي تعليماتها الصارمة
من أفعاله تلك بدأت المشاجرة بينهما كالعادة
حتى تتدخلت هالة لفض الڼزاع قائلة بجدية
كارما كدا غلط دا أخوكي حبيبك يلا العب
قاطعها صوت رنين المنزل تعجبت و هي تنظر لساعة الحائط تمتمت و هي تسأل حالها بخفوت
غريبة دا مش معاد رجوع أدهم !
تابعت بتحذير لأولادها قائلة
العبوا هنا و محدش يعمل صوت خالص ماشي
خرجت من غرفتهما متجه نحو باب الشقة
نظرت من العين السحرية وجدت أخيها و زوجته و أولاده فتحت و الإبتسامة تزين ثغرها قائلة
حبايبي الحلوين وحشتوني
اختفت الإبتسامة من على ثغر أخيها و قال
طب قولي إني وحشتك معاهم عشان مراتي متقعدش تذل فيا في الرايحة و الجاية
تجاوزها و هو يلج غرفة الالعاب مع أولاده و قال
جهزوا الغدا عشان جعان
ما إن فتح باب الغرفة دوى صياح الأطفال ليندمج معهم إبراهيم و كأنه طفلا نزع عنه معطف حلته و رفع أكمام قميصه الأبيض ليبدأ معركة جديدة مع العاب الجديدة ابتاعها لهما
على الجانب الآخر من نفس الشقة
كانت ليالي تقطع الخضروات و هي تعاتب هالة قائلة
ملكيش حق بردو يا هالة هو يعني أدهم هايحسد عياله دا حتى أبوهم ماينفعش كدا يا روحي مش كل ما يقول حاجة عنهم تكسفي
ردت هالة قائلة
مش قصدي و الله يا ليالي بس أنت متعرفيش أنا ببقى مړعوپة عليهم ازاي أنا نفسي بخاف عليهم من عيني
يا حبيبتي سيبك من الكلام دا و سيبها على الله هو الحارس
و نعم بالله
تابعت بتذكر قائلة
صحيح جبتي الهدية اللي قلت لك عليها عشان أدهم !
اه يا حبيبتي جبتها
تابعت هالة بنبرة حزينة
تعرفي يا ياليالي أنا مقصرة في
حق أدهم قوي و مع ذلك هو ماشتكاش أنا حاسة بي بس هعمل إيه بس أنا وقتي كله مع الولاد
ردت ليالي و قالت
رتبي وقتك عندك أنا مثلا لما لاقيت إن شغلي هايجي على مسؤولية ولادي أخدت إجازة طويلة و لما حصلت مشاكل كبيرة بين عمي و أدهم و طرد اخويا قمت قدمت استقالتي و قلت الشغل اللي يجي علي اخويا وولادي مش عاوزاه جه اخوكي بعدها أجر