رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
اظن انها فيها كل حاجه انت محتجاها ..
الحزن بنبرته و عينيه كادا انا يقتلانها ولكنها فضلت الصمت قبل أن تقول باختصار
فعلا . فيها كل حاجه انا محتجاها
اولاها ظهره و هرول مسرعا هاربا من ضعفه أمامها الذي كان علي وشك ان يجبره ان يضرب بكبريائه عرض الحائط و يبثها ذلك الشوق الكبير الذي يكنه لها و لم يعد يستطيع قلبه أن يتحمله و لكن ماذا هو بفاعل فالوداع كان خيارها و بالرغم ذلك يوجد بداخل عيناها توسل ېقتله و خوف كبير....
أي عڈاب هذا الذي قذفته بداخله فماذا عساه أن يفعل معها .. فهو قد سألها مرارا و تكرارا و حاول ان يطمئنها و لكن لا جدوى فإصرارها على الفراق ېقتله ولا يترك له أي مجال .....
أخيرا حسم أمره و اتخذ قراره بأن ينفذ ما إنتوى عليه فإن كانت قد اختارت فلتتحمل عواقب إختيارها.....
نورهان العشري
كان أدهم يراقب ملاكه الحزين الذي يرقد بسلام و ذلك المقوي المغروز بيديها يشعر به مغروز بقلبه الذي ينفطر من كثرة الندم علي ما تسبب لها به يلعن نفسه ويلعن تلك المرأة التي جعلت منه ذلك الشيطان الذي طرد لتوه من الجنه . جنتها..!
وعندما وجدها لم تركب السيارة التي من المفترض أن تقلها الى منزلها و رآها تتوجه ناحيه البحر حتي شعر بالډماء تتجمد في عروقه ماذا تنوي ان تفعل
و هنا أخبره عقله لن تفعل شئ فإن كانت خائڼه مثل باقي النساء لماذا قد تقدم
علي انهاء حياتها
و ما كادت ان تكتمل جملته بداخله حتي وجدها تتقدم نحو البحر بخطوات ثقيله من فرط الخذلان الذي يلتصق بها و ما ان بدأت قدماها تلمس مياهه حتي شعر بقلبه ينتفض بداخله ړعبا علي حبه الذي حكم عليه پالقتل في مهده ...
و عندما كادت المياه تغطيها حتى اندفع كثور هائج ينقذ ما تبقى من حطام قلب قد قام بكسرة دون ان يرف له جفن و قلبه يخبره بأن خسارتها هذا ما تستحقه لتعيش انت وشيطانك الچحيم على الأرض و هو على حق فخسارتها هي الچحيم بالنسبه له و لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان ...
غرام فوقي.. فوقي ارجوك. متعمليش فيا كده ... انا اللي استاهل المۏت مش انت فوقي يا ملاكي ..
اخذ صوت شهقاته يعلو كطفل صغير يبكي على قبر امه و يتوسلها حتى تعود و تنتشله من ذلك الضياع الذي أوقعه به فراقها.
سعال قوي خرج منها جعله يضحك كمن فقد عقله هل ضحك له القدر أخيرا و لم يأخذها منه ام ان قلبه المسكين يتخيل
غرام انت سمعاني انت كويسه صح ... فتحي عنيك و بصيلي .
نظرت له غرام بضعف شديد و قالت بوهن
ابعد عني
زأر بقوة تنافي ضعفه في تلك اللحظة
مقدرش . مقدرش ياريتني كنت اقدر ابعد عنك مكنش حصل اللي حصل ..
أخذت غرام تنتفض و اخذ جسدها بالارتعاش فقام بتطويقها كمن يحاول حمايتها و بثها الأمان الذي لم و لن تشعر به مطلقا بجانبه و قام بالتوجه الى المشفي و
الثالث عشر
كطير صغير كسر جناحه عند أول محاولة طيران له هذا هو الخذلان ..
نورهان العشري
من العبث ان نقف بحياتنا عند نقطه معينه ننتظر شخص لم يجبره احد علي الرحيل بل كان بملء إرادته . فالقلب يميل ثم يحبحب و يتعلق و أخيرا يعشق فإن عشق لا يترك أبدا حتى لو اجتمعت عليه الارض و السماء . و أما ما دون العشق لا يستحق أبدا دقيقه إنتظار واحده !
نورهان العشري
كانت كارما محاوطه كتفاها بذراعيها تحاول احتواء ذلك الألم الرهيب الذي يعصف بكيانها و تترجمه عيونها على هيئة أنهار من الدموع لا تستطع إيقافها فجميع حواسها الآن تتركز على صوره واحده حبيبها مع آخري ...!
لم يكن فقط حبيبها بل حلم طفولتها الذي انغرس بقلبها منذ ان كانت طفله صغيرة و أخذت ترعاه و تسقيه مياه الأمل بأن يعود فارسها و يختطفها مثلما وعدها لتجني ثمار عشقها و تتذوق حلاوة انتظارها له و لكن ماذا حدث ...
أصيبت زرعت حبها بفيروس الخېانة القاټل الذي وحتى الآن لا يوجد أي دواء في هذا الحياه يمكن معالجة قلب أصابه ذلك الألم الناجم عنه فهو ېقتل القلب و لكن ببطء ...
ترى هل أخطأت بالانتظار و لكن لم يكن لدي حيلة مع قلب خلق له و به ! لم أكن أملك من أمري شيئا سوى انتظاره و إنتظار جزء من روحي قد انشق مني و رحل معه ...
لقد سألته مرارا و تكرارا هل اقټحمت حصونك انثي غيري فأقسم لي بأن قلبه لم يحوي سواي ...
كڈب ! نعم كڈب علي و على قلبي الغبي الذي كان يصدقه حتى قبل ان يتحدث و كان يلتمس له العذر في كل مرة اذاقني فيها خذلانه فالغدر لم يأتيني منه فقط بل من قلبي الذي غدر بي اولا عندما سامحه مرارا و تكرارا و اخذ يختلق له الاعذار الواهيه و أعطاه الخڼجر الذي طعنني به
اخذت تتذكر لقطات من سعادتها المزعومة معه
عودة لوقت سابق...
ها عايزة تعرفي عني ايه بقي يا سكرتي
انا مش سكرة حد دا اولا يعني .. ثانيا بقي قول اللي انت عندك استعداد اني اعرفه
نظرلها مازن بتسليه و أجاب بمرح
عندك حق بلاش سكرتي دي .. دي لما كنت صغيرة بضفاير انما دلوقتي انت كبرتي يا كرملتي و بقيتي فرسه ..
خجلت كارما كثيرا من غزله المبطن فقالت پغضب ممزوج بالخجل
مازن احترم نفسك و بطل استهبال و ان كنت عديتلك اللي عملته في العربيه دا فدا مش معناه اني موافقه عليه و لو حصل تاني ...
قاطعها مازن بعشق و عينيه تغازلانها
هتعملي ايه يا روح قلبي
مش هتشوف وشي تاني
قالتها بارتباك من نظراته التي تغازلها فابتسم على خجلها المحبب و قال بهدوء
موضوع إني مشفش وشك تاني دا مش هيحصل عشان دا مش بمزاجك
و لا بمزاجي ..
و دا ازاي بقي
قالتها ساخرة فأجابها بنبرة تحمل العشق و الإصرار معا
يعني مثلا لو قمت الصبح و قولت لنفسي يا واد يا مازن مش عايزين نشوف البت كارما دي تاني هلاقي قلبي بيعاندني و جايبني من قفايا و جاي يقولك وحشتيني نفس النظام بينطبق عليك قلبك هيعمل معاكي كدا بردو
كارما بدلال
والله لو قلبي عمل معايا كدا هسيبه يتفلق و مش هسمحله يتحكم فيا اصلا
ابتسم على طريقتها في الحديث و دلالها و أجابها بخشونة
الكلام دا عندك انت .. و الله يكون في عون قلبك بصراحه . انما انا بقى واحد قلبي دا اغلي حاجه عندي و مدلعه عالآخر و مبقدرش ارفض له طلب .
كارما بتخابث
امممم وياترى بقي كنت بتدلعه ازاي وانا مش موجوده
أجابها مازحا
كارما انت الداخليه عندنا خسرتك صدقيني ... انت محدش يعرف يحور عليك أبدا ..
صاحت بانفعال
اديك اعترفت انك بتحور ... في ايه بقي خاېف تحكيه و عمال تلف و تدور عشان تغلوش عالموضوع
قهقه مازن بشده و قال من بين
قهقهاته
خاېف ...! انت متخيله بطولك دا ممكن تخوفيني !
كارما بثقة راقت له كثيرا
الموضوع مش بالطول يا سيادة الرائد دا بالعقل. و بعدين انا طولي مظبوط علي فكرة انت اللي طويل بزياده
مازن بغزل
انت كل حاجه فيك مظبوطه يا قمر مش طولك بس
أردف كلماته بغمزة اربكتها فتصنعت الڠضب قائلة
ما قولنا احترم نفسك بقي ....
كانت كل ذره من كيانها تنتفض طربا لغزله الصريح بها و قد كان ذلك الماكر يعلم بذلك و يتجلى ذلك بوضوح في عينيه التي كانت تغوص في اعماقها و تكشف جميع أسرارها
كارمتي عايزك تعرفي اني في أقصى درجات الاحترام معاك والله و دي حاجه ضد طبيعتي
ڼهرته بټهديد
مازن هقوم امشي والله .
أجابها بثقة بعدما تحرك ليجلس براحة أكثر
وماله يا روحي امشي لحد آخر مكان في الدنيا هتلاقيني وراكي . اي مكان هتروحيه يا كارما .
أطلقت العنان لمخاوفها في الظهور على السطح و أعلنتها ببساطه
خاېفه أصدقك يا مازن .
شاركها صراحتها و قام بفتح مغاليق قلبه ليعبر عن مكنوناته
عارفه يا كارما انا مكنتش قادر ارجع ليه طول المدة اللي فاتت دي ..
لم يتلق منها إجابه و لكن عيناها كانت تتوسله الا ېجرحها فطمئنها و أردف
عشان مكنتش هقدر اشوفك . مكنتش هقدر اشوفك و ابعد عنك تاني و قبل ما تسألي . كنت خاېف أأذيكي و اخنقك معايا بعقدة الذنب الي كانت ملفوفة حوالين رقبتي طول السنين دي و اللي يمكن بعدي عن ربنا هو كان السبب الرئيسي فيها .
تقصد إيه
بسط إجابته و أطلق العنان لقلبه في بثها ما يحمله من أثقال و ما يشوبه من نقوصات
اقصد إني يوم ما روحت من عندكوا حسيت كإني كنت اعمي طول السنين اللي فاتت دي و فتحت لما شوفتك. لقيت قلبي بيقولي ازاي كنا مختارين نعيش في الضلمه طول حياتنا
صمت لثوان وهو يتذكر تلك الليلة قبل أن يضيف بتنهيدة تعبر عن مشاعره حينها
فضلت طول الليل اتقلب عالسرير و مش عارف اخد قرار قلبي بيترجاني ارجعلك و محرمهوش من نور حبك و عقلي بيقولي اهرب احنا مش قد الوداع مرة تانيه ...
لحد ما ربنا أراد انه ينور بصيرتي و هنا سمعت أذان الفجر و حسيت بصوت بيقولي قوم صلي و سيب كل حاجه لربنا و فعلا اتوضيت و لجأت لربنا اللي كنت بعيد اوي عنه في حين ان الراحه مبتجيش غير في القرب منه..
اخفض رأسه يتذكر خجله