رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
حينما كان يقصر في حق ربه ثم تابع يسرد روعه ما حدث معه
قمت صليت و قولت يارب و مش قادر اوصفلك الراحه اللي حسيت بيها بعدها و في لمح البصر اول ما حطيت راسي عالمخده نمت و شفت ابويا و امي في الحلم لابسين ابيض و حواليهم اطفال صغيرين كتير بيضحكولي و بيشاورولي من مكانهم و المفاجأة بقي إن دي كانت اول مرة يجولي في الحلم من يوم وفاتهم تقريبا كدا كانوا بيعاقبوني عاللي كنت بعمله في نفسي .
بعدها عرفت أن أهم حاجتين في حياتي هما . قربي من ربنا اللي بالرغم من بعدي عنه مبخلش عليا بيك و ردك ليا من تاني .
هتف قلبها متسائلا بلهفه
و السبب التاني
انت يا كارما . انت اغلي حاجه عندي في الدنيا فرحة قلبي اللي عمره ما داق ولا عرف طعم الفرح غير بيك
و من فرط الفرحه لم تشعر بجريان الدموع علي وجنتيها قائلا بعشق
مفيش حاجه ولا حد في الدنيا يستحق دموعك دي يا قلبي . دموعك دي غاليه عليا اوى يا كارما... انا
بحبك و عارف اني جرحتك ببعدي بس صدقيني قلبي
مبطلش يوم يحبك ... انا كنت بعاقب نفسي قبلك .
أن تركنا العنان للقلوب فهي تعلم أكثر مما نظن و تشعر بما يخفيه اللسان و قد ألهمها قلبها بأن هناك الكثير مازال مدفوفنا بصفحات عينيه فقالت بخفوت
امال ليه عنيك بتقول كلام كتير لسانك مقالهوش
طاوع عقله و عاند قلبه مؤكدا على حديثه
لا يمكن للأنثى إلا أن تتصاع خلف شعورها فواصلت حديثها قائله
طب اصدق مين فيهم
صدقي قلبك و شوفي هيقولك ايه
لم تكن الأمور عادله معها لذا قالت بتنهيدة حاړقة
قلبي هييجي عليا معاك يا مازن .
قلبك حاسس بقلبي وعارف ايه جواه .
تريد قطع بذور الشك من جذورها فقالت بإصرار
في حاجه معرفهاش
بحبك اوي
تجاهلت ضجيج قلبها إثر سماعها كلمته و واصلت تريد العبور إلى أبعد ما يمكنه السماح لها
في حد دخل حياتك في غيابي
محدش دخل قلبي غيرك.
معرفتش حد بعدي
ضاق ذرعا من إصرارها فهتف بعناد
محبتش حد غيرك ... ليه مش قادره تصدقي
اقنعني .
تتجوزيني
متخبيش عنيك مني كفايه اتحرمت منهم كل دا .
هكذا تحدث بخفوت و لهجه معاتبه فأجابته بجفاء يوحي بمدى لوعتها و ما يعتريها من تخبط
خاېفه اعرف اترجم اللي في عنيك يا مازن و يوجعني ..
أجابها بصدق
عمري ما هوجعك ابدا .
يبقي متخبيش عني حاجه
زفر بتعب من عنادها
عايزه تعرفي ايه
كل اللي معرفهوش ..
أجابها بخشونة تتنافى مع عذوبة كلماته
اللي متعرفهوش اني مكنليش حد قبلك ولا هيكونلي حد بعدك ..
تفاقم الڠضب و طغى على كل شئ فحاولت كبحه في استفهام جاف صريح فلا طاقة لها في المراوغة وهو لا يستجيب
و انا مش موجوده مكنش في حد بيعوض غيابي
شددت علي كلماتها بكل ما يعتمل بداخلها من خوف
لم تتلق من شفتيه اي إجابه و لكن تولت عيناه مهمه الرد عليها فقد أخذت ترسل إليها شرارات من العشق الذي فاض به قلبه . و ارتوت به روحها و لكن أبت ان تسلم رايتها فقالت
ساكت ليه
سيبت عيوني ترد عليك سيبتك تشوفي فيهم انت بالنسبالي ايه .
لم تستطيع الصمود أمام عينيه أكثر فأدارت وجهها تقول بتململ
انت بتلجأ لطرق غير مشروعه علي فكرة ..
ابتسم قبل ان يقول بخشونة
في الحب و الحړب كل شئ مباح .
هتفت بحنق
بس دي حرب غير متكافئة
استنكر حديثها قائلا
حرب مش حب ! طب ليه مش متكافأه من وجهه نظرك
أجابته بتذمر
عشان كل حاجه ضدي فيها . كل حاجه فيا بتحاربني معاك يا مازن .
لم يهتم لأي شئ و قال بعذوبة
و كل حاجه فيا بتعشقك يا كارما . ليه راميه نفسك في الحيرة دي كلها و سايبه الظنون تاخدك و توديكي
اخرجت مكنوناتها في تنهيدة قويه اتبعتها بكلمات اقوى نابعه من خوف كبير يستوطن داخلها
عشان مش هقدر اترفع معاك لسابع سما و تيجي حاجه تخسف بيا سابع ارض. مش هقدر يا مازن لو وقعت مش هقوم تاني .
للدرجادي معندكيش ثقه فيا يا كارما
قالها بحزن فأجابته بتعقل
مش قله ثقه بس انا و انت مش لسه متقابلين امبارح احنا متقابلين من زمان اوي و كان بينا وعد حافظت عليه بروحي و انا محصنه نفسي بريحتك اللي كانت ساكنه فيا من يوم فراقك و فضلت مصبرة قلبي بصوره قديمه لينا زمان كانت بتواسيني في بعدك . فمش هقدر اسامح علي حاجه حصلت في غيابي
و مش هقبل اسكن مكان لمست جدرانه واحده غيري حتى لو كان وضع مؤقت ..
كانت كلماتها و كأنها ضربات سوط تجلد قلبه العاشق لها و كان يصب عليها الڼار لتشتعل اكثر ضميره الذي كان ېعنفه بشده على ما يخفيه عنها و يأمره بالإفصاح بما يخبئه في أعماق نفسه و لكن ما يخفف من عڈابه و لو قليلا هو أنه لم ېكذب بشأن قلبه الذي لم تمسه امرأة سواها
و أخيرا قرر انهاء معاناتها و معاناتها فلا طاقة له بالعيش دونها ولن يترك الحياة تتلاعب به مرة أخرى و ترغمه عن التخلي عنها فقال بلهجة لا تقبل الشك
محدش سكن قلبي غيرك انت . قلبي كان مختوم بحبك اللي كان مخليه مش شايف اي بنت تانيه . محدش لمس جدرانه غيرك .. و مفيش حد هيقبل يسكن مكان كل ركن فيه مكتوب عليه اسمك.
كلماته تحمل من الروعة ما جعل عينيه تتعلق به رغما عنها و خاصة حين تابع بصدق
انت حبيبتي الاولى و الاخيره و قلبي محدش سكنه إلا انت اطمني ..
عودة للوقت الحالي
كداااب ... اكتر إنسان كداب في الدنيا
قالتها بحرقه من بين دموعها و أخذت ټلعن غبائها فهو كان يراوغها و هي بكل سذاجه صدقته . خدعها ولم يكن صريح معها و هي لن تلومه
وحده بل تلوم قلبها الذي اوقعها في شړاك رجل لا يعرف معنى الوفاء
صدح رنين هاتفها برساله منه فهي تتجاهل مكالماته التي تخطت المائة مكالمة فائته ...
امسكت بهاتفها تقرأ و داخلها ېتمزق
ردي عليا يا كارما متحكميشش عليا بالإعدام من غير حتي ما اسمعيني و لو لمرة واحدة ارجوك ردي عليا
أخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فكتمتها بالوساده خوفا من ان نستيقظ والدتها فهي تخشى عليها من أن تراها في تلك الحاله المزريه مفطورة القلب مکسورة الخاطر و ما هي إلا دقائق معدودة حتى سمعت جرس الباب فتعجبت فالوقت يشير الى الحادية عشر فمن سيأتيهم في هذا الوقت
حاولت إصلاح هيئتها المزرية تلك وهمت بفتح الباب فصدمت مما رأته
أنت ..
بكل ما أوتيت من عشق أتمني لو أنني لم ألتقي بك أبدا.
بدأت غرام بإسترداد وعيها شيئا فشيئا و أخذ رأسها يتحرك في جميع الاتجاهات تحاول معرفة أين هي فشعرت بيد تحتوي كفها بحنان لمس قلبها فالتفتت لتتفاجئ به يبتسم لها بوهن فبدأت تستعيد ذكرياتها المريرة معه فشعرت پألم حاد في صدرها بات يمنع عنها التنفس و علي الفور انتزعت كفها من تلك المتشبسه بها و وضعتها فوق قلبها واغمضت عينيها بشده بينما دموعها تنهمر على وجنتيها وكأنها جمرات مشتعله تسقط على قلبه فتحرقه ..
أخذ الندم يقرضه من الداخل كونه المتسبب في ذلك العڈاب الذي تعيشه الآن فود لو يرجع به الزمن عدة ساعات لكان الآن معها يخبرها انه يعشقها و أنها امرأة حياته و لكن سبق السيف العزل و لم يعد بيده شئ فهو أخطأ و الآن يجب عليه تحمل نتيجة افعاله النكراء ..
حتى المۏت استخسرته فيا !
قالتها بۏجع انحفر بمعالم ووجهها فباتت كعجوز نجح الزمن في إمتصاص الحياة منها و طبع خيباته عليها ..
وقعت كلماتها عليه كضربات السيف الذي شطر قلبه لنصفين فيا ليتها تعلم ان لا حياة لقلبه دونها وأنه لو كان بإمكانه ان يدفع عمره مقابل أن يعيد الزمن إلى الخلف بضعه ساعات فقط لكان وضعها بين الطيات قلبه و حماها من ذلك الشيطان اللعېن الذي كان يتملكه و لكن هيهات أن يستطيع إنسان أن يعيد الزمن للحظه واحده ..
فالندم كان ولا يزال لعنه البشرية التي لا يمكن التحرر منها فهو أشبه بابتلاع الإنسان جمرة من الڼار تحرقه من الداخل و لا يملك سلطة إرجاعها ليظل يكتوي بنارها الحارقه فرفاهيه إرجاع الزمن إلى الوراء لم تخلق بعد ....
متقوليش كدا ... انت لو كان جرالك حاجه مكنتش هسامح نفسي طول حياتي
تحدث أدهم بعد أن جاهد كثيرا ان يلملم شتات نفسه التي بعثرتها إمرأه أصبح يعشق الهواء الذي تتنفسه و أكثر ما كان ېقتله انه
لم يكن يكتشف مقدار عشقه لها سوى في تلك اللحظه التي أوشكت فيها على التخلي عن حياتها ..
و دلوقتي مسامح نفسك !
قالتها بۏجع فلم تتلقى منه أي إجابة فباتت صورته في عينيها كمسخ مجرد من كل معالم الإنسانية فواصلت تحطيم ما تبقى من ثباته المصطنع
ياااه ... هو السؤال صعب اوي كدا
لا يليق بك الضعف و الإنحناء حتى و إن أخطأت فهي من دفعتك لذلك ..
هكذا اخبره عقله فڼصب عوده و حاول رسم جدار من اللامبالاة التي تجلت في كفيه الذان أخفاهم في جيوب بنطاله و قال بصوت جاهد ان يكون ثابت
مقدرش اشوف حد بيحاول ېموت نفسه و اقف اتفرج عليه ..
خرجت منها ضحكه ساخرة تحمل كل معاني الخذلان الذي يعتمل بداخلها و سرعان ما تحولت لبكاء تقطع نياط قلبه لأجله و نصبت عودها المحتي بخزي لتاقترب منه قائله بسخرية سرعان ما تحولت لۏجع
متقدرش تشوف حد بېموت لكن تقدر تموته صح !
انا عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدا
بلاش السؤال دا . قولي شفت مني ايه يخليك تفكر فيا التفكير القذر دا
شووفت .....
قالها ادهم بصړاخ اهتزت له أرجاء الغرفة و دب الړعب في اوصالها عندما وجدته يقترب منها بإحدى يديه ويده الآخرى تلكم الحائط خلفها و هو يقول پغضب ممېت و بنبرة مرعبة
شفتك و انت مع واحد في الكافيه و ضحكتك مسمعه اسكندرية كلها .. و شوفتك و انت مع واحد تاني قدام باب المستشفى بعد ما كنتي معايا بدقيقتين و سمعتك و