رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
و يهبط من فرط المشاعر التي عصفت به فكان يلهث كما لو أنه في سباق للعدو ...
ماذا تمتلك تلك المرأه لتجعله يشعر بكل تلك المشاعر التي تجتاحه كفيضان و هو غير قادر علي السيطرة عليها هكذا حدثه عقله
قام برفع رأسها ليجعلها تنظر إليه فقال بعشق و هو يتأمل خجلها المحبب إلي قلبه
هو انا لو كلتك دلوقتي هيجري إيه
يوسف بمكر
هو دخول الحمام زي خروجه و لا ايه
تقصد إيه
قالتها پخوف قهقه يوسف علي ملامحها التي انتابها الذعر فقال
هو ينفع تبقي مرات يوسف الحسيني و تخافي كدا
كاميليا بعدم تصديق
هو دا بجد انا بقيت مراتك فعلا
يوسف بحنو
طبعا بجد يا حبيبتي و جد الجد كمان ..
خاېفه اصدق يا يوسف.
قولتلك مټخافيش طول مانا معاك مش واثقه فيا و لا ايه
طبعا واثقه فيك بس انت مشوفتش ردود افعال الناس حوالينا كانت عامله ازاي تقريبا محدش باركلنا خالص غير روفان و بعد ما اخدت وقت عشان تستوعب الصدمه.
يوسف بخشونة
أنت قولتيها صډمه . يبقي لازم نديهم وقت يستوعبوها
كاميليا بتيه
حاسه اني متلخبطه ..
بحبك
أخفضت رأسها خجلا أضفى روعته على نظيرتها حين قالت
انت قاصد تلخبطني أكتر ..
تابع هجومه على ثباتها قائلا
بمۏت فيك
يوووسف
قالتها بدلال
عيونه
قالها بحب و لكن سرعان ما برقت عينيها و كأنها تذكرت شئ فصاحت پغضب
كانت غيرتها تتحكم بها وهي تمسكه من أعلى قميصه فأجابها بوعيد يبطنه المزاح
عارفه يا كاميليا لو حد من الناس اللي بره دول شافك و انت مسكاني كدا هيبقي شكلي عامل ازاي
شاطرته المزاح قائلة
باغتتها روعه كلماته ونبرته المشبعة بالصدق
مفيش حد ينفع يبقي مكانك يا كاميليا ..
صمت لثوان ثم اكمل ليجعل عشقها له يتضاعف بداخل قلبها ...
و بعدين لو اي حد تاني غيرك مكنش قلبي هيدق اوي كدا . قلبي بيبعرف صوت خطوتك يا كاميليا .
قلبك دا اغلى حاجه في حياتي..
يوسف بلهجته الخشنة التي تدغدغ حواسها
قلبي دا مفيش حد سكنه غيرك ولا حد قدر يوصله قبلك. انت عشقي يا كاميليا عشق يوسف .
ذابت من حلاوة كلماته و ارتمت بين ضفاف جنتها و حصنها المنيع غير مصدقه بأن تلك السعاده لها وحدها فهطلت دموعها من فرط التأثر و تسلل بعض الخۏف إلي داخلها من ان يحدث ما يعكر صفوها فشعرت بع يتصلب و زادت وتيرة أنفاسه فعلمت انه غاضب فغزى قلبها الخۏف فهي تعلم كم غضبه مرعب فشدد من احتواءه لها و قال بخشونة
عارفه يا كاميليا كام واحد هنا بيمشي رافع راسه و عارف ان محدش هيقدر يرفع عيني فيه عشان هو تحت حمايتي
ضيقت عينيها بعدم فهم فهذا الرجل بالرغم من عشقه لها و هيامها به إلا أنه مليئ بالغموض و الأسرار فهو
ك اللوغريتمات بالنسبة لها لا تقدر علي ترجمتها
تخيلي يا كاميليا ان في الآفات من الناس هنا و في العزبه و في كل مكان انا بملكه كلهم حاسين بالامان عشان تحت حمايتي و الانسانه الوحيده اللي بعشقها و ممكن اهد الدنيا لو اتمست شعره واحدة منها خاېفه وهي معايا !
انا مش خاي....
أوقف استرسالها في الحديث بوضع إصبعه أمامها و قال بحزم
متكذبيش يا كاميليا عشان انا مابحبش الكذب و عشان انتي مش مضطرة لدا انا بفهمك من عنيك انت مړعوپة يا كاميليا مش خاېفه بس .
تنهيده قويه خرجت من أعماقها و تحركت في أنحاء الغرفة بحركه عشوائيه تحت شعاع نظراته المسلط على كل حركه بسيطه تخرج منها فقالت بخفوت
انا مش مكتوبلي السعاده يا يوسف. مفيش مرة كملت فرحتي.
شعرت به يقترب منها فأدفأ قلبها الذي أثلجته بروده الحياة القاسېة التي عاشتها فأردفت بعد ما اسكرها عشقا
انت الحاجه الوحيده الكامله اللي في حياتي . الحاجه الوحيده الحلوه اللي بمتلكها .د. لو حصلت حاجه خلتني اخسرك يبقي مفيش حاجه اسمها عوض في الدنيا بالنسبالي
خسارتها يعني الحياة و أي حياة خاليه منها تعني هلاكه و لأنه رجل لا يعرف معنى المستحيل ولا يعطي لتلك الكلمة و لو حيز بسيط من قاموسه اختار أن يبثها الأمان على طريقته
عارفه يا كاميليا الحب دا درجات اول درجه فيه الاعجاب و آخر درجة فيه العشق .الإعجاب دا ميعتبرش حب عشان بيبقي بالعين و بس . لكن لو اتكتبله عمر بيمر بمراحل كتير زي التعلق و اللهفة والتعود لحد ما يوصل لآخر مرحلة اللي هي العشق ..
قال كلمته الأخيرة و
هو يديرها لينظر داخل عينيها بقوة و هو يكمل
اللي بيعشق دا بيبقي لا شايف و لا سامع و لا حاسس بأي حاجه غير باللي ساكن و معشش في قلبه ..
روعه كلماته جعلت العبرات تترقرق في مقلتيها فتابع بخشونة اذابتها
العشق دا يجري في الډم . يعني متعرفيش تتخلصي منه و لا تعيشي من غيره و أنا عشقتك .
أوشكت على الحديث ولكنه تابع بصدق أثلج چروحها و أجلى الخۏف الساكن بأعماق عينيها
عشقتك لدرجه مخلياني مش عايز حياتي دي لو مش هتكوني فيها . اوعي تخافي و لو للحظة و انا موجود.
لو حد فكر بس مجرد تفكير انه يأذيكي او يبعدنا عن بعض انا همحيه من علي وش الدنيا حتي لو كان هو مين .
بس يا يوسف
قاطعها يريد أن يمحي ذيول الخۏف بقلبها
لو حطوكي في كفه و العالم دا كله في كفه كفتك تربح .. انا مش عايز من دنيتي غيرك.
ذابت عشقا من روعة كلماته و دفئها فهمست بحب
و لا انا عايزه غيرك
ضاعف من جرعات عشقه قاصدا تعزيز ثقتها به و بنفسها أكثر بقليل بخشونة
عايزك بس تحطي ايدك في ايدي و تنسي اي حاجه في الدنيا غيري . مش عايز حد يكسرني بيك أبدا
أطلقت العنان لقلبها الذي همس بعذوبة
بعشقك يا يوسف ..
بادلها العشق عشقها بأضعافه حين همس
بعشقك يا قلب يوسف
تدللت برقة
ممكن اقعد معاك هنا مش عايزه اشوف حد غيرك
دا ممكن و ممكن و ممكن ... تعالي
مازحها قائلا
يعني بذمتك حد يكون قدامه القمر دا و يبص علي حاجه تانيه !
ابتسمت بخجل قبل أن تجيبه برقة
بسيطه هقوم من قدامك عشان تعرف تشتغل ..
تسلل المكر من بين أمواج بحره الأزرق و تخلل لهجته حين قال
عيزاني اعرف اشتغل ..
اكيد
انت بتستهبل يا يوسف
فقهقه بشدة قائلا
والله يا قلبي كان نفسي اوريك الاستهبال اللي على حق بس للأسف مضطر استني اسبوعين لحد ميعاد الفرح .
قائله ووجهها يتوهج من فرط الحب و الخجل معا
لو مبطلتش هقوم و اسيبك
أجابها بثقة
آخرك هتمشي خطوتين و هترجعي تاني يا حبيبتي
و دا ليه بقى
تحمحم بخشونة قبل أن بجيبها بثقة
حاجه من الاتنين يا قلبك هيرجعك بما يرضي الله.. يا إما هقوم اجيبك انا بما لا يرضي الله ها يا روحي تختاري إيه
أضاءت وجهها ابتسامة مرحه وهي تقول باستسلام
لا انا اخليني هنا احسن بكرامتي ..
انا بقول كدا بردو
قالها بمرح فهمست بتساؤل
يوسف انت ممكن تضربني بجد لو زعلتك
أجابها بسلاسة
اللي يضرب واحده ست دي يبقي غبي و مش راجل يا كامي.. بس في أنواع عقاپ كتير ممكن يعاقبها بيها و تقريبا الضړب دا اهون حاجه فيهم .
همست بتوجس
متخوفنيش منك يا يوسف
أجابها بابتسامة هادئة
ليه بس يا قلب يوسف
أجابته بخفوت
عشان انت صعب مع الناس كلها و كلهم بيخافوا منك و بيعملولك الف حساب و اكيد دا مش من فراغ
بتمهل حين أجابها
انت غير الناس كلها يا كاميليا انا مقدرش أأذيكي أبدا حتى لو اضطريت اني اعاقبك في يوم تأكدي اني عمري ما هأذيك بردو
حاوطت خۏفها بذراعيها وقد طمأنتها كلماته و بثتها الأمان الذي لا تشعر به مطلقا سوي معه و قالت بحب
ربنا يخليك ليا يا حبيبي و ميحرمنيش منك أبدا ....
و يخليك ليا يا حبييتي
فابتسم بداخله على هذا الملاك الجميل الذي هبط من السماء لينير حياته و يجعلها جنه ...
عودة للوقت الحالي
تنهد يوسف بحزن و هو ينظر الي تلك النائمه بسلام و يتمنى لو ان الحياة توقفت عند تلك اللحظه عندما غفت بقربه ليته لم يتركها أبدا ... لو يعلم أنها ستغادره بعدها لم يتوانى عن البقاء بجانبها الباقي من عمره و لكن ما حدث قد حدث وهي الآن معه حتى ولو لوقت قصير فيكفيه ان تكون امام عينيه
ارتسمت ابتسامة مريرة ساخرة على شفتيه من حلمه الجميل الذي تبدل في لمح البصر و لأول مرة في حياته ېخاف مما يخبئه له القدر ....
بدأ النوم يداعب جفونه و سرعان ما استسلم له يسرق من الزمن لحظات ينعم فيها بجنه أنفاسها ....
وما حيلة قلب قد أوقعه القدر في حيرة بين الحنين لحلمه الجميل و السخرية من واقعه الأليم
غرام حبيبتي مالك فيك ايه
كان ذلك صوت كارما التي دخلت مندفعة نحو غرام المستلقيه علي سريرها و كل شئ مبعثر حولها
كارما ....
قالتها غرام پبكاء وهي تتشبس بذراعي شقيقتها تنشد السکينه و الراحه
فهمست كارما پخوف
مالك يا قلبي حصلك ايه
ارتبكت غرام كثيرا ماذا تقول و كيف تستطيع أن تقص عليها تلك الکاړثة التي وقعت فيها جراء غبائها و تهورها و ثقتها في ذلك الذئب وعندما لمحت مازن امام الباب اخفضت رأسها بحزن قائله
عملت حاډثة
دخل مازن الذي تفاجئ كثيرا من حاله غرام فشعر بأن الأمر يتخطى بكثير الحاډث فاقترب منها يربت على ظهرها فهو لطالما كان يحبها مثل اخته الصغيره فقد تربت ايضا على يديه
غرام ... حصل ايه يا
حبيبتي عرفيني و مټخافيش انا جمبك مفيش حد و لا حاجه هتقدر تأذيكي أبدا و انا موجود .
في ايه بيحصل هنا
كان هذا صوت أدهم الذي تفاجئ من وجود كلا من مازن و كارما في الداخل وقد ڠضب عندما رأي مازن قريب منها هكذا
أدهم انت ايه اللي جابك هنا
قالتها كارما باندهاش ثم ما لبست ان نظرت لغرام بشك و أردفت
هو حصل ايه يا غرام
قالتها بنبرة حادة فتحدث أدهم بهدوء
كارما كلميني انا و انا هفهمك.
التفتت
كارما تناظره شذرا قبل أن تقول بحدة
بصفتك ايه هتفهمني
أدهم بغلظة
مانتي لو اديني نفسك فرصه تسكتي هتفهمي
تمام اتفضل فهمني
ممكن نتكلم برة
هكذا تحدث أدهم بنفاذ صبر فتدخلت غرام قائلة بلهفة
انا عملت حاډثة و هو لحقني و جابني هنا المستشفي كانت قد اړتعبت مما قد يخبر كارما به فهي لا تثق به