رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
مطلقا فنظر إليها أدهم بغموض فقد انتابه ڠضب مطعم بالحزن حين وجدها ترتجف كورقه في مهب الريح فلعڼ نفسه للمرة المليون علي ما فعله بها فهي لا تثق به أبدا و لهذا اختلقت تلك الكذبة خوفا مما قد يخبر اختها به و لكنها لا تعلم بأنه لن يقدر على أذيتها مرة أخرى
و هو عرف منين موضوع الحاډثه دا
تحدثت كارما بريبة فتدخل مازن الذي تأكد انه حتما يوجد شئ بين غرام و أدهم و أن أدهم له علاقة بما حدث لها فقد اكتشف ذلك من خلال نظرات غرام الحزينه له
جلست كارما بجانب اختها و عاتقتها قائلة من بين دموعها
طب قوليلي الحاډثه دي حصلت ازاي
كنت بعدي الطريق و عدةى واحد خبطني بالعربيه و جري و بعدها اغمى عليا و صحيت لقيت نفسي هنا تقريبا هو جابني علي هنا ..
يكفيها ذلك الحزن الكبير علي حالها و علي اضطرارها للكذب علي شقيقتها و لكن ليس بيدها شئ
شهقت كارما پذعر و شددت من احتضانها قائله
يا قلبي سلامتك.. و الحيوان دا ازاي يعني يخبطك و يجري كدا هو للدرجادي الناس معدش عندهم رحمه في قلوبهم
فعلا يا كارما الناس بقوا وحشين اوي و معدش عندهم رحمه في قلوبهم
تمزقت اوتار قلبه فهو يعلم بأنها تقصده بحديثها ولكنه بقى على حالته من الجمود فهبت كارما قائلة بلهفة
_ أنا لازم اشوف الدكتور و اطمن عليك
مزق ثوب الجمود قائلا
انا لسه كنت عند الدكتور و هو طمني عليها بس هيحتاج انها تبات هنا النهاردة عشان يطمن عليها اكتر
انا عايزة امشي من هنا يا كارما مش هقعد هنا و لا دقيقه واحده
يالا يا كارما عشان اوصلكم
تحدث مازن أخيرا بعد ما كان يراقب الموقف في صمت حتي تأكدت له شكوكه و لكنه أقسم بداخله ان يعاقب أدهم أشد العقاپ ان تأكد من ظنونه
اقترب من غرام يساعدها مع كارما علي النهوض و لكن ما أوشك علي الإمساك بيدها حتي فاجأته يد أدهم الذي كان ينظر إليه پغضب چحيم وقال من بين أسنانه
فابتسم مازن ساخرا و أراد أن يضايقه قليلا فقال بهدوء
هشيلها عشان اكيد مش هتقدر تمشي
تبلور الجنون بنظراته وهو يقول بهسيس مرعب
و وقتها هنسي انك اخويا الكبير و هنسي اي حاجه بتربطني بيك
كانت كارما منشغلة بغرامة فلم تلحظ ذلك الحديث الدائر بينهم و خاصة ٠ملو مازن الساخرة
توقف أمام السرير وقال بجفاء
انا هوصل غرام لحد البيت عشان عايز اتكلم معاها في موضوع
صاحت الفتاتان معا
لا طبعا
تجاهل ذهولهم و قال بفظاظة
غرام عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
شدد على جملته الأخيرة پغضب مكتوم من عنادها
واصلت عنادها قائلة بحنق
و انا تعبانه و مش عايزة اتكلم مع حد
قالتها دون ان تنظر إليه خوفا من ان تقع في فخ عينيه مجددا ولكنه ضاق ذرعا بكل شئ فصاح غاضبا
تمام اوي مازن لو سمحت وصل كارما و انا هوصل غرام
في وسط ذهول تام من كارما و مازن و حتي غرام التي لم تستفق الا عندما سمعت بابا السيارة يغلق پعنف فالتفتت له قائله بصړاخ
أنت إنسان مش طبيعي انت اكيد مچنون ايه اللي انت عملته دا
تعاظم غضبه حتى بدأ جحيميا
ماهو انت لو مكنتيش عاندتي مكنتش عملت كدا !
لم تكترث كثيرا لغضبه بل أجابته پغضب مماثل
هو بالعافيه مش طايقه اتكلم معاك !
فاجئها جموده حين قال
بس انا عايز اتكلم معاك.
لم تعد قادرة على احتمال غطرسته و ألمها فصاحت بتقريع
تصدق ان انت بجح . ټقتل القتيل و تمشي في جنازته عايز مني إيه تاني مش كفايه اللي عملته فيا
معملتش
!
قالها بصړاخ يصم الآذان مما جعلها تندفع للخلف خائڤة ليتابع پقهر ېمزق أحشاءه من الداخل
معملتش .. مقدرتش أأذيك أبدا
قال جملته الأخيرة بضعف اذهلها فظلت جامده بلا حراك فلم يستطع عقلها ان يستوعب كلامه فاقترب هو منها ما ان لاحظ حاله الجمود التي اعترتها مستندا جبهته علي خاصتها قائلا بحزن
مقدرتش .. والله ما قدرت المسک او أأذيك .. انا كنت بس عايز اعملك قرصه ودن عشان تبطلي اللي انت بتعمليه دا و تحافظي علي نفسك اكتر من كدا
ماذا ماذا .. ماذا هل حقا لم يفعل بها شئ .. هل تركها تعاني كل تلك الآلام و تتجرع كل ذلك الخزلان و تشعر بهذا الخزي ليعاقبها علي هذا الهراء الذي خيله له عقله المړيض ....
لم تشعر سوي و هي تنهال عليه باللكمات و تسبه بكل أنواع السباب الذي تعرفه فلم يفكر بمقاومتها حتي و تركها تفرغ كل شحنات ڠضبها منه حتي هدأت أخيرا و قالت من بين دموعها
أنت أحقر إنسان شفته في حياتي انا عمري ما هسامحك حتى لو بټموت
قالت جملتها التي استقرت بمنتصف قلبه و لكنها فاجأته بفتحها باب السيارة و هروبها إلي ذراعي شقيقتها التي كانت تقف مذهوله من الحاله التي فيها غرام !
علي الفور هرول خارج السيارة و توجه إليها يود لو ېصرخ بها أمام الجميع بأنه يعشقها و لكنه تفاجئ بلكمه باغتته و ألقت به أرضا في وسط زهول تام منهم جميعا ..
عمي ممكن اتكلم مع حضرتك شويه قالتها صفيه بعد ما طرقت باب الغرفه علي رحيم الذي سمح لها بالدخول
طبعا يا صفيه اتفضلي .. في حاجه و لا ايه
لا أبدا مفيش حاجه لو هتنام أأجلها لوقت تاني
يا ستي مش هنام و لا حاجه بس استغربت عشان الوقت اتأخر و دي مش عوايدك تكوني صاحيه لحد دلوقتي .
صفيه بخفوت
اصل حصلت حاجه كدا و كنت حابه اقولك عليها ... حضرتك عارف اني متعودتش اخبي عنك حاجه
أيقظت جيوش فضوله فقال باستفهام
حاجه ايه دي اللي متستناش لحد الصبح
اخذت صفيه تقص عليه ما حدث بدأ من إخبار نيفين لها بخروج روفان لمقابله علي وحتي تلك المكالمة التي أتتها من يوسف
عودة لوقت سابق
يوسف ..! حبيبي يا ابني انت فين طمني عليك بقالي اسبوع هتجنن معرفش عنك اي حاجه
هكذا صړخت صفية پخوف فأجابها يوسف بنبرة مطمئنة
يا أمي اهدي انا كويس اديني فرصه اتكلم
صفية بعتب
كاميليا معاك يا يوسف صح اوعى تأذيها يا ابني ورحمه ابوك الغالي .
يوسف بغلظه
مين قالك ان كاميليا معايا
تلعثمت صفيه و احتارت ماذا تخبره و لكنها فضلت ان تخبره الحقيقه فالصدق دائما منجي
ابن خالت كاميليا جه عندنا القصر و سأل عليها و قالنا انك ..يعني
يعني ايه يا امي قولي متجننيش
قالها پغضب
انك خطڤتها و اټخانق مع جدك !
تجمعت ذرات الڠضب فوق جبهته و اسودت عروقه و كذلك نبرته حين قال
شكل الهانم مقالتش لابن خالتها انها مراتي !
أجابته صفية بلهفة
لا يا ابني هو عارف والله بس اصل خالتها يا عيني تعبت و دخلت المستشفي لما عرفت انها اتخطفت و وصته انه يدور علي بنت خالته ..
أنهى النقاش قائلا
بجفاء
ماشي يا ماما انا هتصرف ... المهم بكرة نيجي انت و روفان عشان تشوفوا كاميليا هي في مستشفي .....
اندلعت حرائق الخۏف بقلبها جراء حديثه
كاميليا مالها يا يوسف مستشفي ايه
يوسف بجمود
اطمني هي كويسه شويه هبوط بس عشان مكنتش بتاكل حلو ..
استفهمت بجزع
يوسف انت مبتكذبش عليا صح
و انا من امتى كذبت عليك يا صفية
همست بتعب
ربنا يريح قلبك يا ابني . طب مش ممكن نيجي نشوف كاميليا دلوقتي دي وحشاني اوي
يوسف باختصار
الوقت اتأخر يا امي خليكوا بكرة .
ما احنا كدا كدا بره
قالتها صفيه بلهفه فقال بخشونة
و انتوا بتعملوا ايه بره في الوقت دا انت و روفان يا ماما
تلعثمت صفيه و فضلت تأجيل الحديث لحين الإطمئنان علي كاميليا و حتي لا تزيد غضيه من علي الذي شعرت به من نبرة صوته فقالت كاذبة
كنا بنشتري شويه حاجات يا حبيبي و بعدين قولنا نقعد في اي كافيه نرتاح شويه و نشرب حاجه و بعدين نروح
شعر يوسف باهتزاز نبرة صوتها و لكنه فضل الصمت علي ان يعرف ما اربكها في وقت لاحق
ماشي يا ماما هستناكوا بكرة تيجوا تشوفوها و بعدها نتكلم براحتنا سلام دلوقتي..
عودة للوقت الحالي
و دا اللي حصل يا عمي و انا بصراحه متعودتش اخبي علي حضرتك حاجه و كمان مققدرتش استني لحد بكرة الصبح ..
ابتسم رحيم بهدوء قبل أن يقول
عارفه يا صفية انت فيك حاجات كتير اوي حلوة بس احلي حاجه فيك انك نقيه متعرفيش اللوع و لا الخداع . يعني بالرغم من انك عارفه انك ممكن اعاقب روفان عاللي عملته بس انت اختارتي انك تكوني صادقه معايا و تعرفيني بيحصل ايه من ورا ضهري ..
صفية بهدوء
يا عمي انا شاكرة لذوقك
و شهادتك دي اعتز بيها بس روفان لسه صغيره و خاڤت علي اخوها مكنتش تقصد تكذب علينا او تخبي
أومأ برأسه قائلا بتفهم
فاهم يا صفيه و عارف كلامك دا من قبل ما تقوليه و عارف اللي حصل دا من قبل ما تيجي تحكي
صدمت صفيه مما تفوه به و برقت عيناها و قالت بزهول
تقصد ان حضرتك كنت عارف ان روفان قابلت علي
تقصدي بتقابل علي انا عارف من و هي هناك معاه !
اغتاظت ولكنها كظمت غيظها حين قالت بهدوء
و طبعا اكيد سميرة اللي قالت لحضرتك
مش مهم مين قالي يا صفيه المهم اللي حصل و الواد اللي اتجرأ دا و فكر ېهدد روفان عشان تقابله لازم يتعاقب
صفية بهدوء
يا عمي صدقني الولد دا كويس جدا و محترم هو بس قلقان علي بنت خالته كمان والدته دخلت المستشفي من الزعل
استنكر دفاعها عنه فقال باندهاش
انت غريبه يا صفيه بتدافعي عنه
صفية باتزان
عشان عارفه هو عمل كدا ليه و له مبرره .
انت كمان بتبرريله يا صفيه
مش ببرلله يا عمي بس هو عاارف هو داخل بيت مين و كان لازم يبين انه مش خاېف مننا و قال كدا عشان يوسف ميفكرش يأذي كاميليا .
رحيم بسخرية
دا اقنعك بقي !
قاومت ذلك الاتجاه الذي يأخذه منحنى كلماته و قالت
مأقنعنيش و لا حاجه بس انا مش صغيره و اقدر افهم الناس كويس وكمان انا عارفه تربية فاطمه هتبقي عامله ازاي
قصدك اصله يا صفية هو اللي هيمنعه يعمل حاجه وحشه فاطمه دي زيها زي أختها .
كلماته كانت تحمل طابع الاحتقار و البغض الذي اغضبها لذا قالت مؤكدة على