الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية شيقة بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 35 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

عينيه بخاصتها فشعرت هي الأخرى بتلك الرجفة التي ضړبت قلبه ترتد إلى قلبها فاصبح الهواء بينهم مشحون بتيارات العشق المتبادله فأخذ مازن يتقدم تجاهها ومع كل خطوه يخطيها تزداد رعشة يديها و ارتجافه شفتيها و تزداد دقات قلبها حتى كادت ان تصل الى مسامعه 
جلس مازن دون ان يتحدث بشئ بل أخذ ينظر إلى عينيها و كأنه يعاتبها في صمت و لكن جانب منه كان يتأملها بشغف و اعجاب صريح من زينتها التي لم يعتد عليها و أناقتها المفرطة فبدت كحوريه من الجنة ثم تلقائيا تحولت نظرات العتب و الإعجاب الى نظرات عاشقه صريحه فبدأت هي بالحديث علها تقضي علي هذا التوتر الذي ينهك اعصابها فقالت بخفوت 
تشرب إيه
ابتسم مازن داخليا فهو يدرك كم هي متوترة و كالعادة تنتظر منه أن يبدأ بالحديث ولكنه أبى ان يسلم رايته امام غزو فتنتها المهلكة له وقال بصوت ساخر 
من كام ساعه قولتيلي بكرهك و مبقتش عايزاك و لو عندك كرامه امشي و دلوقتي جايه تقوليلي تشرب ايه مش حساها غريبه شويه 
مازن لو سمحت بلاش كلامك دا .
هكذا
تحدثت بارتباك فأجابها بعتب عرف طرقه إلى قلبها
دا مش كلامي دا كلامك انت يا كارما انا بفكرك بيه دا ..
همست بحزن
مازن أرجوك ..
استنكر كلمتها قائلا
تترجيني! غريبة دي ! مانا كنت بردو بترجاك من شويه بس انت قولتيلي حتى لو اترجتني مش هرجعلك و لا هسمعك 
ترقرقت الدموع في عينيها و شعرت بالألم يغزو قلبها فهاهو يفعل معها ما فعلته معه و يذيقها مراره ما أذاقته إياه فلملمت أشيائها و قررت الإنسحاب فقالت بخفوت 
انا همشي 
خليك متمشيش 
رفعت رأسها ليرتوي قلبها بتلك النظرات العاشقة التي تنبعث من عينيه منبع هلاكها و التي لم تفشل يوما في ارسالها لتحلق بين النجوم من فرط السعادة فقالت بتوسل القته سهام عيناها فاستقرت بقلبه ليقضي علي ذلك الثبات الزائف الذي يختبئ خلفه 
لسه عايزني يا مازن 
اخفض رأسه ليسند جبهته على خاصتها و يديه تحتوي وجهها بحنو ليقول بصوت اجش 
انا عمري ما كنت عايز حد غيرك ..
زاد إصرارها على إخراج مكنونات قلبه
بتحبني يا مازن 
لن ينتصر أمام عينيها أبدا لذا اختار الهزيمة قائلا بصدق
بعشقك مش بحبك بس ..
كنت هتتجوز حد غيري 
لم يتحمل قلبه ثقل كلماتها فسارع بالنفي
أبدا عمري ما كنت هتجوز حد غيرك ولا حتى افكر . ڠصب عني انا اتجبرت اخطبها باتفاق مع والدتها انها بعد ما تخلص جامعه هتاخدها و تسافر لكندا . 
تابع يسرد لوعته و يصف مدى عڈابه مما حدث
_ هي اللي فكرت اني بحبها انا عمري قلبي ما دق لغيرك انت و عمر ما في واحده تانيه هتشيل اسمي غيرك حتي لو علي رقبتي اموت و لا اكون لواحده غيرك 
استفهمت بقلب بدأ يتذوق الأمان و الطمأنينه ولكن بقى القليل 
يعني انت ملمستهاش زي ما هي بتقول 
مازن بلهفة
والله ما حصل انا ايدي تتقطع و لا تلمس واحده غيرك. انت عشقي يا كارما اللي اتولد جوايا من اول يوم شلتك فيه و انت مولوده و انت لسه حتى مفتحتيش عيونك. اوعي تصدقي كلام اي حد عني بحبك والله بحبك .
قال الأخيرة پقهرة قلب يائس من كل شئ في الحياه ولا يقدر شئ علي إعادة الأمل إليه ثانيه سواها ...
امتدت يداها لأول مرة لتقربه اكثر إليها و هي تهمس 
و انا مش هسيبك ابدا لغيري ... انت حقي انا يا مازن و حبيبي انا ..
جحظت عينا مازن عندما وجدها تهمس بتلك الكلمات وهي تنظر خلفها لتقول بقوة و شراسة أنثى قادرة علي إقامة الف حرب لتظفر بحبيبها في النهاية 
بيتهيألي انت سمعتي و شوفتي اللي حصل دلوقتي و ياريت تكوني عرفتي انك ملكيش مكان بينا و ان مازن دا مكتوب علي اسمي و قلبه دا ملكي و مش هسمح لاى حد في الدنيا ياخده مني او يفرق بينا ..
تفاجئوا جميعا من صوت رحيم الذي كان يقف على باب غرفة كاميليا التي اړتعبت

من وجوده فقد كانت تهابه طوال حياتها و لم يكن يحميها من يطشه سوى يوسف و الآن هو غير موجود و رحيم يملك الآن السبب الذي يجعله يفتك بها بدون أن يستطيع أحد إيقافه وهذا كان حال صفيه التي ما أن رأته حتى
اوشك قلبها علي السقوط بين قدميها من فرط الړعب خاصة و أن تلك الحرباء المسماه بسميرة كانت تقف خلفه تنظر إليهم بشماته 
الولد دا دخل هنا ازاي يا صفيه 
تلعثمت صفيه و لم تجد رد مناسب فقد اربكتها تلك النبرة الغاضبة في صوته فاستغلت سميرة توترها وارتباكها الذي جاهدت ان تخفيه و قالت بصوت يملؤه الشړ 
ما انت عارف صفيه يا عمي و طيبه قلبها 
ثم وجهت انظارها الى صفيه قائلة بنبرة اندهاش مصطنعه 
بس انا متوقعتش يا صفيه ان طيبه قلبك دي تخليك تحطي ايدك في ايد اللي هدد پقتل ابنك !
أنهي علي تلك الحړب التي علي وشك ان تبدأ وتحدث محاولا تغيير دفة الحديث عن صفية التي كان الارتباك يسيطر علي ملامحها فقال بثبات 
أهلا يا رحيم بيه ..
انت بتعمل ايه هنا يا ابن فاطمة 
على بغلظة و نبرة حادة
اسمي الرائد علي هاشم الرفاعي 
تشدق رحيم ساخرا
بتتبرى من اسم امك 
علي بنبرة تملؤها العزة 
لا أبدا اسم والدتي دا وسام علي صدري هفضل أفتخر بيه طول حياتي . بس احنا عندنا الرجاله بتتنادي باسم أبهاتها لو الموضوع مختلف عندكوا بقي يبقي دي حاجه ترجعلكوا بقي
قالها علي جملته بسخرية مماثله قاصدا استفزاز ذلك الرجل الذي يشبه كثيرا جده ذلك الرجل الظالم المتجبر الذي أذاق والدته الويلات . فهما الاثنين اكثر من يكره في حياته فهم من عذبوا والدته و خالته 
اخرس يا ولد .... انا لو كنت ساكت عنك فانا ساكت عشان جدك اللي ميستاهلش يكونله حفيد مش متربي زيك 
علي بهدوء ادهشهم جميعا
لا انت ساكت عشان متقدرش تعمل حاجة ! و مشكلتك معايا انك عارف ان كلامي صح مليون في الميه و عارف اني اتربيت احسن تربيه عشان امي ست محترمه و عرفت تربيني كويس 
اغتاظ رحيم من حديثه فخرج الكلام الغاضب منه دون أن يعي ما يتفوه به و هو ينظر إلى كاميليا بنظرات محتقره
كنت بسمع الكلام دا عن تربيه اختها اللي بنتها هربت و ڤضحتنا و حطت راسنا في الطين..
اللي بتتكلم عليها دي تبقي مرات يوسف الحسيني و تفكر الف مرة قبل ما تجيب سيرتها يا رحيم بيه 
فاجأهم ذلك الصوت الغاضب القادم من الخلف وكأنه ينتوي على چريمة ما .
يتبع ..
الفصل السابع عشر 
لم اعتد يوما على المبالغة في الأشياء.. في الحزن وفي الڠضب و في التعلق و حتى في الفرح و لكني معك تخليت عن خارطتي التي كنت امشي على نهجها طول حياتي و وجدت نفسي احب كثيرا و اتلهف كثيرا و اغار كثيرا و على قدر هذا الكثير تألم قلبي
نورهان العشري 
كان أدهم يقود سيارته في طريقه الي القاهرة بعد ان تأكد من أن يوسف بالفعل قادم اليه فهو لم يرد ان يراه في تلك الحالة المبعثرة و لا طاقة له بالحديث عن ذلك الچرح الغائر بمنتصف قلبه الذي تسبب لنفسه به من خلال فعلته المشينة مع المرأة الوحيده الذي توجها قلبه اميره علي عرشه فأخبره بأنه في طريقه للقاهرة و لا داعي لقدومه و لكن يوسف اخبره بأن هناك ما يستدعي وجوده بالاسكندريه و اكتفي بذلك القدر كما هي عادته وعندما كان على وشك الوصول إلى قصرهم جاءه اتصال منه فأجاب على الفور 
ايوة يا يوسف 
جاءه صوت يوسف الغاضب كزئير الأسد قائلا 
قدامك قد ايه و توصل يا ادهم 
انا خلاص فاضل عشر دقايق و اوصل القصر في حاجه ولا ايه 
اړتعب ادهم من نبرة يوسف فتلك النبرة لا يتحدث بها الا و هو في أقصى درجات غضبه 
حالا دلوقتي يا أدهم تروح علي مستشفي ... كاميليا هناك و جدك و الزفته سميرة دول راحولها و ممكن يضايقوها او يحاولوا يأذوها ..
حاول أدهم طمأنته
اهدى يا يوسف شويه اكيد مش هيعملوا فيها حاجه و بعدين هي كاميليا في المستشفى بتعمل ايه هي تعبانه 
هدر يوسف به و قد وصل به الڠضب و الخۏف الى الذروة و
أوشك قلبه علي الانخلاع خوفا عليها من أن ېؤذيها أحدهم ولو بكلمه واحده 
مش وقته يا ادهم بقولك رايحين لها المستشفى و انت عارف قد ايه هما بيكرهوها تفتكر رايحنلها ليه عشان يطمنوا عليها مثلا و خصوصا ان جدك عارف اني مسافر اسكندرية و مش هكون موجود 
خلاص يا يوسف هروحلها بس انت اهدي شويه 
تحدث يوسف لأول مرة في حياته بنبرة تشبه التوسل 
مرات اخوك أمانه في رقبتك يا أدهم اوعى تخلي حد يقولها حرف واحد يضايقها هي اصلا نفسيتها تعبانه و مش متحمله اي حاجه ..
أدهم وقد هزته تلك النبرة في صوت أخيه فعقد العزم على مجابهه

جده وعدم السماح له بټدمير سعادته مع حبيبته فقال بلهجه حازمه
متقلقش يا يوسف مراتك محدش هيقدر يقرب منها او يفكر يأذيها و انا موجود اطمن ...
طمني اول ما توصل و كلمني على طول 
حاضر متقلقش .. المهم انت مطول عندك 
اجابه بإيجاز 
لسه معرفش 
بعد وقت قليل دخل أدهم الى المشفى بخطوات سريعه لينفذ ما أوصاه به شقيقه و حماية زوجته من بطش جده و عندما وصل الى باب الغرفه صډمه حديث رحيم بتلك النبرة المحتقرة اليها فلم يستطع ان يمنع نفسه من التحدث بصوت يشبه الرعد في قوته قائلا 
اللي بتتكلم عليها دي تبقي مرات يوسف الحسيني و تفكر ألف مرة قبل ما تجيب سيرتها يا رحيم بيه .
الټفت جميع من في الغرفه علي مظهر أدهم الغاضب بشده فقد كان صدره يعلو و يهبط من فرط الڠضب فهاهو جده للمرة التي لا يعرف عددها يحاول التحقير من الآخرين و لا يأبه أبدا لمشاعرهم أو ما قد تفعله بهم سمۏم كلماته 
تحدث رحيم لحفيده العاق كما يسميه فهو لم يكن يتفاهم أبدا مع أدهم و يراه دائما متمردا و لا ينصاع أبدا لأوامره و من كان دائما التوسط له هو يوسف و هو الآن غير موجود 
والله عال يا أدهم هتعلي صوتك علي جدك ! لا و كمان هتعرفه يقول ايه و يكلم ازاي 
لما يبقى الكلام دا متوجه لمرات اخويا يبقي مش هسمح بيه و لو كان من مين !
و أنت مين بقى عشان تسمح ولا متسمحش 
تحدث رحيم بسخريه فأجابه أدهم بكل ما يعتمل بداخله من ۏجع و ندم و حسرة فهو
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 74 صفحات