رواية شيقة بقلم نورهان العشرى
يلوم جده علي ما فعله بحبيبته و يراه المتسبب الرئيسي كونه أصبح على ماهو عليه الآن
للأسف حفيدك اللي لو يطول يمحي اسمك من بطاقته كان عملها و مترددش لحظه
فقام رحيم برفع يده لټرتطم بوجه أدهم بصفعه مدويه جحظت لها أعين جميع من في الغرفه و انخلع لأجلها قلب صفية التي دمعت عيناها و لكنها لم تجرؤ على الحركه و كأن قدميها قد أصابهم الشلل أما عنه فلم يهتز له رمش جراء فعله جده المباغتة فقد كان يود لو تلقي الف صفعه علي فعلته التي سيظل يدفع ثمنها قلبه طوال حياته ...
انت فاكر انك لما تضربني هخاف و اعتذر زي زمان هه غلطان يا رحيم بيه دانتا هتجبرني اقولك حقيقتك اللي كل اللي حواليك خايفين يقولوا هالك .. انت انسان ظالم و مفتري و أناني
قام رحيم برفع يده مجددا لېصفع أدهم وهو يقول بصوت چحيمي
لكنه تفاجئ به يمسك بيده و يمنعها من الوصول إلى وجهه مواصلا جلده بذنوب كان يحاول محيها من ذاكرته قائلا بصړاخ هز اركان الغرفه
مش هسمحلك تضربني تاني و هقولك اللي كنت مخبيه في قلبي من سنين . طول عمرك مابتحبش غير نفسك و بس . اتعودت تاخد و بس . اتعودت ټعذب في الناس و تظلمهم عشان عارف ان هما أضعف منك و ميقدروش يقفوا قصادك .
_ فضلت ټعذب
في زهرة مرات عمي احمد عشان عارف انها ملهاش حد و ان عمي مش هيقدر ياخد حقها منك ...
منعتها تشوف اهلها و كنت مستمتع بتعذيبها من غير ما يرف لك جفن لحد ما سابتلك الدنيا كلها و ماټت و زي ما يكون ربنا قاصد يعاقبك و تاخد ابنك معاها و دا كله بردو مهزش فيك شعره و لا خلاك ترحم بنتهم اليتيمه اللي مكنتش بترحمها بنظراتك و لا بكلامك اللي زي السم ولا حتى فكرت في مرة تطبطب عليها و تقول دي يتيمه آخد ثوابها ..
صړخ رحيم به فها هو علي وشك الانفجار به قاذفا بوجهه أسبابه التي ډفنها بقلبه لتتحول مع مرور الوقت إلى براكين تهدد بالانفجار في اي لحظة
لم يستطيع الصمود أكثر فصړخ معاندا
انا فاهم و عارف و شايف كل حاجه .. و عارف ان اللي منعك عن كاميليا هو يوسف . يوسف اللي المفروض ان انك بتحبه اكتر واحد في الدنيا و دا اللي انت بتحاول توصلهوله و توصلهولنا بس الحقيقه انك پتخاف منه عشان هو أقوى منك و من غيره هتبقي ضعيف و هتضيع و اسمك هيتمحي ...
تحدث رحيم پغضب مهوول فألقى أدهم الحقائق بوجهه دفعة واحدة
لا.. لو يوسف دا تربيتك مكنش هيبقى كدا ابدا مكنش كل اللي
حواليه هيحبوه و يحترموه بالطريقه دي . بالرغم من كل محاولاتك انك تخليه زيك الا أنه بقى حد تاني انت تتمنى تكون زيه . انت بتحاول تقنع نفسك ان يوسف زيك وشبهك و طالعلك مع انك اكتر واحد عارف انه مش كدا
يوسف دا ابني و تربيتي سواء اقتنعت بدا او لا و هيعمل كل اللي انا عايزه .
أدهم ساخرا
لو كان ابنك و تربيتك مكنش حب كاميليا و لا كان قبل يتنازل عن كل حاجه بيملكها في سبيل انها تبقي مراته .
و شوف سبحان الله اكتر حد المفروض انك بتحبه في الدنيا يحب بنت اكتر واحده بتكرهها لا و يقبل يتنازل عن كل حاجه انت قدمتها له عشان خاطرها تفتكر دا يبقى شبهك و لا زيك و لا حتي ممكن يفكر يسمع كلامك في يوم
قال جملته الأخيرة بسخريه ملحوظة فلم يكد رحيم يجيبه حتى جاءهم صوت من خلفهم
في ايه يا جماعه صوتكم جايب لآخر المستشفى
كان هذا صوت رائد الذي جاء بالاتفاق مع سميرة سرا ليكملا خطتهم و لكن قطعها رحيم بقوله
صفيه ... روفان ... سميره يالا عشان هنروح
قالها بنبره حازمه ثم الټفت لأدهم قائلا پغضب من كلماته التي شعر بمدى صدقها و قد اخافه هذا بشدة فيوسف هو زرعته و هو من سيكمل مسيرته من بعده و امتداد لاسمه و نهجه و أبدا لن يسمح لأحد بأن يعارض خططه فيكفيه ما تلقاه من خذلان أولاده له
مش عايز اشوف وشك في بيتي تاني ... انت من النهارده لا انت حفيدي و لا انا ليا اي علاقه بيك و الشركه متعتبهاش و تبعد عن اي حاجه ليها علاقه باسم الحسيني
قالها و انطلق غاضبا و ما ان اصطدم برائد الواقف أمام باب الغرفه حتى رمقه باحتقار و قال من بين اسنانه
و انت بقى كلب الحراسه التاني ااي جاي تحرس ست الحسن و الجمال
ڠضب رائد من حديثه و نظراته التي ذكرته ما يحمل بقلبه تجاه ذلك الرجل و عائلته و الذي زاد الى اضعاف الآن و اقسم بداخله ان يذيقه مرارة الاحتقار و الذل و لكنه آثر الرد بهدوء قائلا
انا كنت جاي اشوف يوسف اذا كان هنا و لا لا
زجره باحتقار
لا مش هنا اتفضل مكان ما جيت ..
تقهقر رائد الى الخلف
بعد ان تمالك نوبة الڠضب التي انتابته نتيجة حقارة هذا الرجل و جبروته الذي لم تضعفه السنين بل زادته
انصرف رحيم بعد مغادرة رائد و تبعته سميره بنظراتها الشامتة التي وجهتها الي صفيه مقتربة من اذنها قائله بسخريه
قلبي عندك يا صفيه والله ..
عقبال ما قلبي انا كمان يبقي عندك يا سميرة ..
ردت صفيه بحدة من مغزي كلماتها فهي تريد ان تزيحهم جميعا من طريقها و لكنها لن تتهاون ابدا معها
القت سميرة عليها نظرة ساخرة ثم ما لبثت ان تغيرت نظراتها عندما توجهت نحو كاميليا و قد اصبحت نظرات حقد ممزوجه بالوعيد سرعان ما لاحظها علي وأدهم الذي قال بتهكم
ايه يا مرات عمي مش هتقولي لكاميليا مرات كبير العيله اللي انت المفروض منها الف سلامه... و لا انت جايه تتفرجي وبس خاېفه لحاجه تفوتك
ڠضبت سميرة من تذكيره لها بزواج يوسف من كاميليا و تلك النبرة المستهزئة التي يتحدث بها و لكنها أبت ان تظهر مكنوناتها فقالت بسخريه
متقلقش يا أدهم انا مبيفوتنيش حاجه .. بس تصدق انت صح انا لازم اطمن علي مرات كبير العيله اللي....
قاطعها أدهم بنبرة حازمه فهو يتوقع ان تشير الى هروب كاميليا و هو لن يسمح لها فهو يكره تلك المرأة بشدة و لن يتيح لها الفرصة بالشماتة و التحقير مع من تنتمي لاخيه .
اللي المفروض احترامها من احترامه و اللي انا وانت عارفين انه هيهد الدنيا لو حد فكر يرفع عينه فيها
على قولك احترامها من احترامه
قالتها بغيظ فشلت ان تخفيه و ما ان اقتربت خطوتين من تلك التي تنظر إليها بشفاه مرتجفه و عينين جاحظتين و قد زبلت ملامح وجهها من فرط الړعب حتي وقف ادهم أمامها قائلا بلهجة تحمل من الإهانه ما جعل سميرة تبرق عينيها من فرط الڠضب والدهشة معا
من بعيد ... من بعيد يا مرات عمي أصل كاميليا في فترة نقاهة و ممنوع عنها التعرض لأي بكتيريا او جراثيم
عند نهاية جملته لم يستطع علي أن يمنع تلك الضحكة التي انفلتت من بين شفاهه لتصب البنزين على ڼار الڠضب والإهانة التي اشعلتها كلمات أدهم
يالا يا روفان يالا يا سميرة و أظن كفاية عليك اوي كده النهارده و الرسالة وضحت
قالتها صفيه لتنهي ذلك الموقف المخزي أمام ذلك الغريب و أيضا مازال حديث رحيم لأدهم يرن بأذنها فهيا اقسمت ألا تمرره على خير
كل حرف قلته دلوقتي هتندم عليه يا ادهم ندم عمرك و مبقاش سميرة الحسيني
اما خليتك تترجاني عشان أعفو عنك
تحدثت سميرة من بين انفاسها فقد كان الڠضب يعصف بكل ذرة من كيانها
لا .. انت اسمك سميرة مجاهد .. الحسيني دا احنا ادناهولك تفضلا مننا كدا و ممكن في لحظه نسحبه تاني
قالها ادهم بتسليه ثم اختتم كلامه بغمزة ليذكرها حقيقة حياتها مع عمه مراد الذي لا يتحمل ان يتنفس الهواء ذاته معها
هنشوف مين اللي هيتسحب منه كل حاجه قريب
قالتها بتوعد و غادرت كالإعصار فنظرت صفيه لأبنها نظرات غامضة لم يكن أدهم يتوقعها فهو دائما ملام بنظر والدته و قد كان يتوقع ان تعنفه لا ان تنظر اليه بتلك النظرات التي لم يستطع تفسيرها و خرجت دون التفوه بأي حرف و خلفها روفان التي التفتت لكاميليا تنظر اليها بحب و همت بالحديث و لكن قاطعها نداء والدتها فخرجت بعد ان القت نظرة اعتذار خاطفه لبطلها الوسيم
أهلا يا يوسف بيه
كان هذا صوت فاطمة التي خرجت من غرفتها لملاقاة آخر شخص قد تتوقع حضوره إليها خاصة في هذا الوقت
يوسف بيه .. دي تقريبا بداية غير مبشرة
فاطمة بعتب
متوقع مني اقولك ايه و لا اقول جايلي ليه ..
يوسف بنبرة هادئه محشوه بالۏجع
جايلك و عايزك تعتبريني واحد متعرفيهوش قابلتيه في الشارع في القطر في اي مكان تحبيه و انا هحكيلك حكايتي و هعتبر اني لما هخرج من هنا هتنسيها و تنسي انك شفتيني معاها
صمت لثوان قبل
أن يضيف بلهجة تقطر ۏجعا
_ و لما نتقابل تاني قوليلي اللي يريحك يوسف بيه يوسف متناديش عليا خالص مش هتفرق كتير المهم ان اللي اتقال هنا هيتنسي بمجرد خروجي من الباب دا
انهى و كل ذرة من كبرياؤه تنهره بشدة و تطالبه بالرحيل عن اي مكان يحمل رائحتها .. اي مكان يحمل و لو ذكرى بسيطه منها و لكنه أبي ان ينصاع له وقرر لمرة وحيده في حياته ان يتخلى عن ذلك الجمود الذي اصبح جزء لا يتجزأ من شخصيته و قرر ان يخلع ذلك الرداء الذي يحجب عنه الهواء كاشفا بذلك أسرار ډفنها بقلبه منذ أن كان في العاشرة من عمره
انا واحد من اكبر عيلة في البلد . انا تقريبا مسؤل عن العيله دي اللي مبتقتصرش علي اللي شايلين اسمها بس . لا دي كمان بتضم كل واحد بيشتغل و عايش تحت جناحها
اتكأ في